صنعاء- أعربت مصادر سياسية يمنية عن اعتقادها أن الحلقة الناقصة في التعاطي مع ما يسمّى التحالف القائم بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح تتمثّل في التركيز على وجود توازن في العلاقة بين هذين الجانبين. وأوضحت أن الحوثيين ألغوا علي عبدالله صالح من المعادلة اليمنية منذ اليوم الأوّل لدخولهم صنعاء وسيطرتهم على المدينة في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014.
وكشفت أنّ أوّل ما فعله الحوثيون في مرحلة ما بعد السيطرة على صنعاء الاستيلاء على الأسلحة الموجودة لدى الحرس الجمهوري ونقل هذه الأسلحة إلى أماكن آمنة خاصة بهم وتحت سيطرتهم المباشرة، فضلا عن تدجين ضباط علي عبدالله صالح بوسائل مختلفة.
وذكرت أنّ الحوثيين، الذين باتوا يسمّون أنفسهم “أنصار الله”، أقاموا تحالفا مع علي عبدالله صالح وحزبه (المؤتمر الشعبي العام) وفق ما يخدم مصالحهم واستطاعوا منذ ما قبل دخولهم العاصمة، حيث كانت لهم جيوب فيها، تطويع معظم كبار الضباط الذين كانوا موالين لعلي عبدالله صالح وشراء زعماء القبائل الذين يسيطرون على مداخل صنعاء.
وكشفت أنّ الحوثيين كانوا غنموا في طريقهم إلى صنعاء كمّيات كبيرة من الأسلحة أرسلت إلى اللواء 310 المرابط في محافظة عمران والذي كان بقيادة العميد حميد القشيبي.
وكان القشيبي، المعروف بشجاعته، من المحسوبين على اللواء علي محسن صالح الأحمر، نائب الرئيس اليمني حاليا، المدعوم من الإخوان المسلمين. وكان اللواء الذي في إمرته مسلحا تسليحا جيّدا.
وأصرّ الحوثيون على قتل القشيبي بعد سيطرتهم على المواقع التي كان يتمركز فيها اللواء، وهي تعتبر مواقع استراتيجية بالنسبة إلى حماية صنعاء.
وأشارت إلى أن علي عبدالله صالح أدرك مسبقا أن دخول الحوثيين صنعاء سيعني نهايته سياسيا وعسكريا. ودفعه ذلك إلى تحذير الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي من عواقب عدم التصدّي للحوثيين في عمران. لكنّ عبدربه منصور رفض نصيحة علي عبدالله صالح التي نقلها إليه أربعة من كبار المسؤولين في “المؤتمر الشعبي العام” هم الأمين العام للحزب عارف الزوكا ورئيس مجلس النوّاب يحيى الراعي والشيخ ياسر العواضي وسلطان البركاني. وتذرّع الرئيس الانتقالي في سياق رفضه نصيحة علي عبدالله صالح بأن الرئيس السابق “يريد إيقاعه في فخ” وأن يصفّي حساباته مع الحوثيين عبره. وارتدّ هذا التفكير على عبدربه منصور نفسه في مرحلة ما بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء.
وكان الجيش اليمني وقتذاك في إمرة عبد ربّه منصور الذي أجرى تشكيلات عسكرية وأعاد هيكلة القوات المسلّحة لإضعاف نفوذ علي عبدالله وصالح ونجله أحمد الذي كان قائدا لقوّات الحرس الجمهوري.
وخلصت المصادر اليمنية إلى القول إنه من الخطأ في المرحلة الراهنة التعاطي مع الموضوع اليمني والتمرّد الذي يقوده الحوثيون من زاوية وجود تحالف بينهم وبين علي عبدالله صالح.
وشدّدت على أن هذا التحالف غير موجود أصلا وذلك بعد تحوّل الرئيس السابق رهينة لدى “أنصار الله” بمجرّد دخولهم صنعاء وإعلان زعيمهم عبدالملك الحوثي قيام نظام جديد موال لإيران كليّا يحمل اسم “ثورة 21 سبتمبر” بديلا من “ثورة 26 سبتمبر” التي أنهت النظام الإمامي في العام 1962.
وقالت المصادر نفسها إن كلّ ما حدث منذ سبتمبر 2014 هو استخدام للحوثيين لعلي عبدالله صالح الذي قبل بهذا الدور مرغما لمعرفته أنّه صار أسير أسوار صنعاء التي لم يعد في استطاعته مغادرتها، كما أنّه فقد كلّ أوراقه العسكرية والقبلية منذ سبتمبر 2014.
وأشارت إلى أن الحوثيين يسمحون لعلي عبدالله صالح بالظهور والقيام بنشاطات بين وقت وآخر وذلك من منطلق أن ذلك يخدم مصالحهم وسياستهم التي تقرّر في طهران وليس في مكان آخر.
العرب اللندنية