واشنطن – أعلن البنك الدولي أمس أنه وافق على تمويل منحة إضافية بقيمة 400 مليون دولار للمساعدة في إعادة بناء الخدمات في بعض المناطق العراقية التي تم مؤخرا تحريرها من قبضة تنظيم داعش.
وقال البنك الدولي أيضا إنه سيمول دراسات حول كيفية إشراك القطاع الخاص في إعادة بناء مطار الموصل وترميم محطات للنقل العام وأجزاء من شبكة السكك الحديد.
وأضاف في بيان أن “هذه الحزمة تمثل تمويلا إضافيا لعملية طوارئ العراق لمشروع التنمية، التي تم بموجبها تقديم 350 مليون دولار في يوليو 2015 والجارية بالفعل في سبع مـدن في محافظتي ديالى وصـلاح الدين”.
وقال مصطفى الهيتي رئيس صندوق إعمار المناطق المتضررة من الإرهاب أمس إن التمويل السابق تم استنفاده بالفعل في عمليات إعمار بنى تحتية متضررة تجري حاليا في قطاعات الصحة والكهرباء والإسكان في محافظتي صلاح الدين وديالى بشكل أساسي.
وأضاف أن التمويل الجديد سيخصص لمحافظات الموصل والأنبار وجنوب كركوك وجرف الصخر جنوب بغداد لغرض إعمار قطاعات حيوية مهمة في هذه المناطق.
وأكد البنك الدولي أن التمويل الجديد سيركز على إعادة البناء في خمسة قطاعات هي المياه والصرف الصحي والكهرباء والصحة والنقل، والخدمات البلدية. وستساعد الأموال أيضا في ترميم وصيانة مواقع للتراث الثقافي في مدينة الموصل القديمة التي تضررت بشدة أثناء القتال.
وأكد البنك الدولي للإنشاء والتعمير أنه سيشارك في شكل واسع في تنفيذ برنامج إعادة إعمار المدن التي دمرتها الحرب وأنه تم تحديد 151 مشروعا كبيرا سيتم البدء بها، مع إعطاء أولوية لمشاريع الطرق والبنية التحتية للمرافق، التي تعرّضت لدمار شبه كامل.
واستعادت قوات الحكومة العراقية، بدعم من تحالف قادته الولايات المتحدة، مدينة الموصل في مايو بعد قتال استمر حوالي 9 أشهر. ويقول مسؤولون عراقيون إن إعادة بناء الموصل ستستغرق 5 سنوات على الأقل وستحتاج إلى مليارات الدولارات.
ويعاني العراق من ارتفاع فاتورة إعادة الإعمار بعد حرب مع تنظيم داعش استنزفت خزينة البلاد، تزامنا مع هبوط أسعار النفط الخام الذي يعد مصدر الدخل الأكبر، ويكاد يكون المصدر الوحيد لإيرادات الموازنة.
وتشير التقديرات الحكومية إلى أن العراق يحتاج إلى نحو 100 مليار دولار لإعادة إعمار المناطق التي تضررت جراء الحرب المستمرة مع تنظيم داعش منذ نحو ثلاث سنوات.
ساروج كومار جها: البنك الدولي ملتزم بإعمار العراق على أسس مستدامة وشاملة ومنصفة
قال ساروج كومار جها المدير الإقليمي لدائرة المشرق في البنك الدولي إنّ المجتمع الدولي عبّر عن التزامه بمساندة الجهود الملحّة التي تقودها الحكومة العراقية لإعادة إعمار الموصل والمدن الأخرى التي تحرّرت في الآونة الأخيرة.
وأضاف أنّ البنك الدولي ملتزم بالعمل مع السلطات العراقية حتى يتحقق هذا الإعمار على نحو يتّسم بالاستدامة والشمول والإنصاف من أجل النهوض بالتنمية على المدى الطويل وتحقيق تكافؤ الفرص للجميع.
وأعلنت الكويت مؤخرا أنها ستعقد مؤتمرا للمانحين الدوليين لإعادة إعمار العراق، إلا أن الأنباء لا تزال متضاربة بشأن فرص انعقاده والموعد، حيث يجري الحديث عن إمكانية انعقاده في شهر ديسمبر المقبل.
وكشف الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي مهدي العلاق يوم الأحد عن انطلاق التحضيرات لعقد مؤتمر إعمار العراق في الكويت بحضور البنك الدولي والأطراف الدولية المعنية. ودعا الشركات العالمية للمشاركة في المؤتمر.
وأوضح أن المناقشات تتضمّن خطوات الإعلان عن فرص الاستثمار في ظل توجهات الحكومة العراقية التي تؤكد على مبدأ الشفافية في اختيار تلك الشركات. وكشف عن خطـط لعقـد مؤتمر آخر للاستثمار بعـد مؤتمر الكويت لدعم حركة الإعمار في عموم العراق.
وتؤكد بغداد أنها تعمل على فتح كل الآفاق الاستثمارية للشركات العملاقة والرصينة لضمان جودة العمل وإعادة بناء واستقرار المدن العراقية وتقديم أفضل الخدمات للمواطن العراقي.
ونسبت صحيفة المدى العراقية إلى مظهر محمد صالح المستشار المالي لرئيس الوزراء تأكيده أن هناك دعوة لمؤتمر المانحين في الكويت لإعادة إعمار العراق بشكل عام والمناطق المتضررة جراء الإرهاب بشكل خاص.
وقال إن هناك تحالفا عسكريا من 68 دولة لإسناد العراق في أيام الحرب وسيتحول في وقت السلم إلى تحالف يساند العراق في إعادة الإعمار والبناء.
عقد سفراء 6 دول هي الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وروسيا واندونيسيا مؤتمرا صحفيا في البرلمان العراقي هذا الأسبوع وأكدوا استعداد بلدانهم للمساهمة في إعادة إعمار العراق وتوسيع التبادل التجاري معه.
وقال السفير الصيني لدى العراق تشن وي تشينغ “نحن كشركاء وأصدقاء للعراق في مكافحة الإرهاب سنشارك في إعماره”. مؤكدا استعداد بلاده لتقديم المساعدات إلى العراق وتوسيع التبادل التجاري والصناعي معه.
وأكد محمد عبد ربه عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب خلال اللقاء أن العراق يملك كافة المقومات الاستثمارية كالنفط والصناعة والزراعة وهو بحاجة لنقل تجارب تلك الدول التي مرت بحروب وظروف شبيهة بما مر به العراق.
العرب اللندنية