تمكن المصريون من نزع فتيل انفجار كان يمكن أن يقع، فيشعل حرباً إسرائيلية فلسطينية على قطاع غزة.
كانت حسابات الطرفين؛ الفلسطيني والإسرائيلي، مواتية للمصريين، فلا حماس وأخواتها في غزة، تحبذ الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، ولا إسرائيل ترى الوقت مناسباً لحرب محدودة أو واسعة.
فعين حماس على المصالحة التي ستعفيها من تحمل أثقال غزة، بعد أن وجدت في المصالحة مخرجاً نموذجياً، ولا هي في وارد التضحية بالعلاقة مع مصر، التي ترى في التصعيد المتبادل بين غزة وإسرائيل، نهاية للمصالحة ولمشروعها السياسي المبني عليها.
أما إسرائيل التي تقع حكومتها تحت ضغط كثيف قوامه: «إن لم يكن من المعركة على غزة بد، فلتكن هذه المرة جذرية وليست مجرد ضربة».
ولو اضطرت إسرائيل لمعركة جذرية في غزة، فلن تنجو من اتهام بالعمل على تعطيل المبادرة الأميركية المرتقبة، مع توجيه ضربة قوية لتفاهماتها مع مصر، لهذا خفّض الإسرائيليون من لهجتهم في تفسير العملية الجراحية التي تمت، ووجهوا العديد من الرسائل غير المألوفة للطمأنة والتهدئة، مؤكدة أنها لم تقصد من ضربتها الأخيرة تغيير قواعد اللعبة، وأن ما تم هو مجرد عملية أمنية، حدودها نفق وصل إلى الأراضي الإسرائيلية.
كما أعلنت إسرائيل أن الحياة ستظل طبيعية في المستوطنات القائمة على حدود غزة، ما يؤكد أن احتمالات المواجهة التي بدت أكيدة قد استبعدت أو أجلت.
معادلة التصعيد والتهدئة في غزة لها قواعد ومؤثرات تختلف عن أي مكان آخر، وأكثر العوامل فعالية في أمر التصعيد والخروج إلى الحرب، هو تفاعلات الوضع الداخلي في إسرائيل، بما في ذلك وضع بنيامين نتنياهو بالذات. فكل المؤشرات تؤدي إلى أن التصعيد التعبوي سواء على الجبهة الشمالية أو الجنوبية، يتزامن مع فصول معركته الداخلية من أجل البقاء، وبات معروفاً للإسرائيليين أن المخزون الرئيسي لزعامة نتنياهو آخذ بالنفاد، وحتى في أوساط اليمين الذي يستند إليه ائتلافه بدأت بوادر التخلي عنه بالظهور حتى داخل حزبه «الليكود»، وكان خطاب رئيس الدولة في الكنيست الذي انتقد فيه وبصورة مباشرة طريقة نتنياهو في الحكم، واختراقه للقيم والضوابط الأخلاقية لإسرائيل، برهاناً عن أن انتقاد نتنياهو وصل إلى الذروة، وأن احتمالات إسقاطه لم تعد مستحيلة كما كانت من قبل، وإذا كان إشعال حرب على الجبهة الشمالية ما زال وارداً رغم أن الأمر أصعب بكثير عن إشعال الجبهة الجنوبية، فإن غزة تظل تحت الخطر، والقنبلة الكامنة فيها قيد التفجير.
لقد مرّت الأمور بهدوء بفعل أن الذي قام بالاعتداء هو إسرائيل وليس أي فصيل فلسطيني. غير أن هشاشة المعادلة التي تحكم التهدئة أو التصعيد في غزة، تظل حاضنة لتفجير محتمل، فما زالت غزة رغم المصالحة هدفاً نموذجياً لإسرائيل ووفق الاعتبارات الداخلية يتحدد متى يضغط على الزر.
كانت حسابات الطرفين؛ الفلسطيني والإسرائيلي، مواتية للمصريين، فلا حماس وأخواتها في غزة، تحبذ الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، ولا إسرائيل ترى الوقت مناسباً لحرب محدودة أو واسعة.
فعين حماس على المصالحة التي ستعفيها من تحمل أثقال غزة، بعد أن وجدت في المصالحة مخرجاً نموذجياً، ولا هي في وارد التضحية بالعلاقة مع مصر، التي ترى في التصعيد المتبادل بين غزة وإسرائيل، نهاية للمصالحة ولمشروعها السياسي المبني عليها.
أما إسرائيل التي تقع حكومتها تحت ضغط كثيف قوامه: «إن لم يكن من المعركة على غزة بد، فلتكن هذه المرة جذرية وليست مجرد ضربة».
ولو اضطرت إسرائيل لمعركة جذرية في غزة، فلن تنجو من اتهام بالعمل على تعطيل المبادرة الأميركية المرتقبة، مع توجيه ضربة قوية لتفاهماتها مع مصر، لهذا خفّض الإسرائيليون من لهجتهم في تفسير العملية الجراحية التي تمت، ووجهوا العديد من الرسائل غير المألوفة للطمأنة والتهدئة، مؤكدة أنها لم تقصد من ضربتها الأخيرة تغيير قواعد اللعبة، وأن ما تم هو مجرد عملية أمنية، حدودها نفق وصل إلى الأراضي الإسرائيلية.
كما أعلنت إسرائيل أن الحياة ستظل طبيعية في المستوطنات القائمة على حدود غزة، ما يؤكد أن احتمالات المواجهة التي بدت أكيدة قد استبعدت أو أجلت.
معادلة التصعيد والتهدئة في غزة لها قواعد ومؤثرات تختلف عن أي مكان آخر، وأكثر العوامل فعالية في أمر التصعيد والخروج إلى الحرب، هو تفاعلات الوضع الداخلي في إسرائيل، بما في ذلك وضع بنيامين نتنياهو بالذات. فكل المؤشرات تؤدي إلى أن التصعيد التعبوي سواء على الجبهة الشمالية أو الجنوبية، يتزامن مع فصول معركته الداخلية من أجل البقاء، وبات معروفاً للإسرائيليين أن المخزون الرئيسي لزعامة نتنياهو آخذ بالنفاد، وحتى في أوساط اليمين الذي يستند إليه ائتلافه بدأت بوادر التخلي عنه بالظهور حتى داخل حزبه «الليكود»، وكان خطاب رئيس الدولة في الكنيست الذي انتقد فيه وبصورة مباشرة طريقة نتنياهو في الحكم، واختراقه للقيم والضوابط الأخلاقية لإسرائيل، برهاناً عن أن انتقاد نتنياهو وصل إلى الذروة، وأن احتمالات إسقاطه لم تعد مستحيلة كما كانت من قبل، وإذا كان إشعال حرب على الجبهة الشمالية ما زال وارداً رغم أن الأمر أصعب بكثير عن إشعال الجبهة الجنوبية، فإن غزة تظل تحت الخطر، والقنبلة الكامنة فيها قيد التفجير.
لقد مرّت الأمور بهدوء بفعل أن الذي قام بالاعتداء هو إسرائيل وليس أي فصيل فلسطيني. غير أن هشاشة المعادلة التي تحكم التهدئة أو التصعيد في غزة، تظل حاضنة لتفجير محتمل، فما زالت غزة رغم المصالحة هدفاً نموذجياً لإسرائيل ووفق الاعتبارات الداخلية يتحدد متى يضغط على الزر.
نبيل عمرو
صحيفة الشرق الأوسط