السليمانية – قالت مصادر كردية مطلعة إن اجتماع المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني شهدت خلافات حادة حول تقييم عملية تسليم كركوك للقوات الاتحادية من عناصر البيشمركة الموالية للحزب، فضلا عن الدعوة لحل المكتب السياسي للحزب وتحميله مسؤولية ذلك.
وأشارت المصادر إلى أن مجموعة قيادية مؤثرة في الحزب، الذي أسسه الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني، اعتبرت أن تسليم كركوك كان هبة مجانية لبغداد دون أن يحصل الحزب على أيّ مقابل لذلك، ما هز من صورته لدى أنصاره وفي الإقليم ككلّ.
وشهد الاجتماع توترا حادا بين أعضاء في المكتب السياسي وبين المجلس القيادي على إثر المطالبة بحل المكتب السياسي، ما اعتبره الأعضاء تحميلا له مسؤولية فشل خيارات القيادة العليا للحزب وعلاقتها بالحكومة الاتحادية وإيران.
وقرر الاجتماع تشكيل لجنة للبحث في أسباب سقوط كركوك وما تلاها من خطوات متسارعة بدءا من سقوط المطار العسكري، مرورا بأكبر قاعدة عسكرية في المحافظة، وصولا إلى الحقول النفطية ونقاط التفتيش الحدودية بما فيها على الحدود التركية.
ويتهم الحزب بأنه قرر تسليم كركوك تحت ضغوط من قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، مقابل وعود بالإبقاء على نفوذ الحزب في كركوك، وهو ما لم يحصل منه أيّ شيء، خاصة أن القوات الاتحادية استفادت من انسحاب البيشمركة الموالية للحزب لتسيطر على مواقع كردية كثيرة.
وتتخوف قيادات الحزب من توتر في العلاقة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد الاتهامات التي وجهها الرئيس المتخلي للإقليم مسعود البارزاني لحزبهم بالخيانة في عملية تسليم كركوك، وما نتج عنها من تداع سريع لقوات البيشمركة وخسارة الإقليم للأراضي التي ضمها بعد 2014.
وسعى الأكراد، على مدى الأسبوع الماضي، لنزع فتيل الأزمة مع بغداد عن طريق المفاوضات في محاولة لتقليص الخسائر.
وقالت وزارة شؤون البيشمركة المعنية بالدفاع في حكومة إقليم كردستان إنها عرضت على بغداد خطة من خمس نقاط “لنزع فتيل الصراع”.
وتشمل الخطة وقفا لإطلاق النار على جميع الجبهات واستمرار التعاون في قتال داعش وانتشارا مشتركا فيما يسمى بالمناطق المتنازع عليها وهي مناطق يطالب الجانبان بالسيادة عليها.
العرب اللندنية