قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جزء من اللعبة التي جرت في السعودية حسب الكاتبة آن أبلاوم ، التي بدأت مقالها : “هناك بلاد تتهم فيها بالفساد ويتم اعتقالك، وهناك أخرى يتم اعتقالك وبعدها تعرف أنك متهم بالفساد”. والسعودية تنتمي إلى هذا النوع مشيرة إلى المبرر لاعتقال عدد من الأشخاص منهم أفراد في عائلته وسجنهم في ريتز-كارلتون بالرياض. ولم يتم التعامل مع الاتهامات بطريقة جدية، “فساد”-سرقة من الدولة وليس من الصعب تعريفه في السعودية حيث العائلة المالكة هي الدولة نفسها. وتشير إلى التبريرات التي حاول بعضهم تقديمها على أنها جزء من عملية الإصلاح أو كما وصفها إغناطيوس نفسه تفكيك للنظام القديم. وسبق الاعتقالات حديث عن التحديث وسماح أكثر مجتمع كراهية للمرأة في العالم لها بقيادة السيارات وتنويع الاقتصاد و “لكن إن كانت هذه هي الأهداف فإن الاعتقالات تمثل نكسة لقيادة الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب وضربة قوية لموقع نموذج آخر من التحديث والتحول السياسي. فمعظم الدول الأوروبية كانت مثل السعودية ملكيات ولكنها حولت السلطة للبرلمانات. وبالسياق نفسه حرمت الولايات المتحدة المرأة الكثير من الحقوق ولكنها قامت ببطء بتحريرها. وقامت الولايات المتحدة بتوسيع النظام القاضي بإنشاء المحاكم المستقلة ونقل السيادة من الأرستقراطيات إلى المواطنين. وفي المرحلة التي عرفت بالموجة الثالثة من الدمقرطة حاولت عدة دول في أمريكا اللاتينية ووسط أوروبا وآسيا تقليد هذا النموذج في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. ولكن النموذج تم عكسه فبدلا من تقليد الحداثة الغربية مال ولي العهد السعودي لتقليد الصين وروسيا حيث يعني نقل السلطة الحفاظ عليها من قبل حفنة قليلة من النحبة الغنية. وتشير لاعتقالات فلاديمير بوتين لثري روسي كي يخوف الآخرين وما فعله الرئيس الصيني شي جينبنغ الذي استخدم تهم الفساد لضرب أعدائه بالطريقة ذاتها. فقرار اتهام أي شخص بالفساد هو سياسي في بيجين كما هو في الرياض. فمنذ وصوله للسلطة استخدم جينبنغ التهم لضرب أعدائه وتخويف زملائه وبناء سلطته كقائد لا منازع له. وباستخدام عبارة مكافحة الفساد فقد كان مثل بوتين يحاول إقناع المجتمع الذي يعرف أن النظام لا يعمل في مصلحتهم. ومن السهل معرفة لِمّ قرر ولي العهد السعودي اتباع مثال الصين وروسيا بدلا من المشاركة في السلطة. هذا نابع في جزء منه لفشل الربيع العربي “الكارثة التي شوهت النماذج الغربية. لكن ترامب يظل جزءا من القصة، فمن خلال النموذج الذي صنعه واحتقاره للمحاكم والإعلام وتساهله بالمعايير الأخلاقية، وشكك ترامب بالنماذج الغربية. وربما شجع الأمير السعودي مباشرة، فجارد كوشنر صهر الرئيس هو مثال حي للمحسوبية الأمريكية زار الرياض وأجرى حديثا مطولا-تحت غطاء العملية السلمية-قبل أيام من الاعتقالات. وصورة الأميرين الشابين هو مثال واضح عن تراجع القيم الأمريكية حتى في بلد حليف قوي للولايات المتحدة.
القدس العربي