عملية”عاصفة الحزم” ومبررات الاستمرار

عملية”عاصفة الحزم” ومبررات الاستمرار

rawabetcenter
تتواصل العمليات العسكرية في اليمن والتي حملت اسم “عاصفة الحزم ” لضرب مواقع وتجمعات الحوثيين واصابة البنية التحتية لقواتهم واعادة الحالة السياسية الشرعية للرئيس اليمني عبد ربه منصور بعد احداث دامية ادت الى سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومن ثم الزحف للاستيلاء على مدينة عدن جنوب اليمن .
ان الايام الماضية اكدت على العديد من المضامين والاهداف السياسية لهذه العملية وما قد يتمخض عنها ، ويمكن لنا ان نحددها بالاتي :.
1- ان توسيع العمليات جاء متزامنا مع مايهدف اليه الجميع من التأثير على الاهداف الاستراتيجية للسياسة الايرانية في المنطقة وضرب تواجدها وفعالياتها والحد من قوتها .
2- ستسعى الدول الكبرى ومنها الولايات المتحدة الاميركية الى دعم واسناد العملية حتى تحقيق اهدافها التي تؤكد فيها حماية مصالحها وابقاء الانظمة المتعاونة معها في المنطقة ، وبالتالي ستعمل على ان يكون النصر فيها جزئيا وليس كاملا بما لايحقق للسعودية مكانة كبيرة وتأثيرا مباشرا على الاحداث وسعيا منها لاحداث حالة التوازن في المنطقة .
3- الواضح ان المسؤلين الايرانيين اعتبروا ان هذه العملية خرقا للقانون الدولي ولكنه يخفون في نفوسهم اثرا عميقا والماً كبيرا انعكس في تصريحات مسؤوليهم واخرهم رفسنجالي عندما اشار الى ان السعودية (وضعت نفسها ومكانتها في خطر) ،وهذا دليل واضح على ان العملية اصابت اهدافها في عمق المشروع الايراني لتصدير وتسويق الثورة الايرانية للخارج .
4- اصرار القادة السعوديون على استمرار العملية وتحقيق اهدافها الاستراتيجية حتى استقرار الوضع في اليمن واعادة الشرعية له وهذا ما اكده العاهل السعودي في افتتاح مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ.
5- تسعى الاقطار العربية من تحالفها في هذه المواجهة الى اثبات وجودها واستقلالها وبالتالي اعطت اشارة جدية لكل من يريد ان يؤثر على الامن القومي العربي لان العرب قادرون على تشكيل قوة عسكرية لمواجهة جميع الاخطار المحدقة بالامة ومحاربة المجموعات الارهابية التي تؤثر على امنها وسيادتها ووجودها والاستعداد لمواجهة التدخلات الاجنبية الخارجية .
6- ان هذا الاستعداد يوحي بامكانية توسيع تشكيل هذا التحالف ليكون رادعا عسكريا لمواجهة تقدم وزحف تنظيم الدولة الاسلامية ومقاتليه في اقطار مثل العراق وسوريا وليبيا ومصر ومواجهة الطائفية التي تقودها قوى اقليمية أدت تدخلاتها الى زعزعة الامن والاستقرار في دول الخليج العربي .
7- حاول العرب في انتفاضتهم واستغلال الوضع الراهن في اليمن تأكيد وحدتهم الدفاعية في اليمن تجاه الاخطار المحدقة بهم والعمل على عدم السماح للإخرين بالانتقاص من سيادة اي دولة من الدول العربية واستقلالها وهذا ما سيترتب على القيادات العربية ان تجعل من هذه التجربة اليمنية اساسا ودافعا لحل مشاكل المنطقة ومن ثم الحفاظ على ديمومة العمل العمل العربي ومساندة الانظمة الحاكمة فيها عندما يتهدد امنها الداخلي.
8- ان تعدد اهداف هذه الحملة واضحة بتصريحات السعوديين بأنها موجهة ضد النفوذ الايراني، فيما تسعى دول عربية اخرى لاستخدامها والاستفادة من نتائجها في مواجهة ومكافحة الارهاب في بلدانها .
9- افرزت عملية عاصفة الحزم ان بعض القبائل اليمنية تؤيد وتناصر الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتدين له بالولاء ،ومن الممكن ان نرى صراعا قبليا وحربا اهلية اذا لم تستطع هذه العملية من تحقيق اهدافها واستعادة الامن والاستقرار لليمن .
10- ان الضربات الجوية لايمكن لها ان تنهي صراعا سياسيا او وضعا ميدانيا على الارض، وهذا ما شاهدناه في مواجهة قوات التحالف الدولي لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا فكيف بالضربات الجوية السعودية والمتحالفين معها لايمكن ان تؤدي الى انهاء الصراع اليمني وهذا سيجعل الحوثيين يصعدون من اعمالهم العسكرية ويجبرون الاطراف الاخرى لمواجهة عسكرية برية .
11- ان الموقفين التركي والباكستاني جاءا متلازمين متضامنين مع اهداف العملية العسكرية، واكد المسؤولين في البلدين حرصهما على المشاركة الفعلية والدفاع عن امن وسلامة المنطقة وحماية مقدساتها بالاشارة الى ارض الحرمين وتحديدا مدينتي (مكة المكرمة ،والمدينة المنورة) والسعي الجاد لايقاف النفوذ والتمدد الايراني في المنطقة .
12- حكومة العراق هي الدولة العربية الوحيدة التي وقفت ضد جميع القرارات التي تبنتها دول المنطقة تحديدا فيما يتعلق في مواجهة الحوثيين في اليمن او تشكيل قوة عسكرية مهمتها درء الاخطار الاقليمية التي تواجه دول المنطقة مما يؤثر سلبيا على علاقتها مع العرب ويشكل انحيازا للسياسة الايرانية في المنطقة ،وجاء تصريح وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري في دمشق ليؤكد حقيقة هذا التوجه عندما اشار الى ان من يمثل السوريين في مؤتمر القمة العربية هي القيادة السورية الشرعية .
ويبقى التساؤول الاهم هل ستتمكن الضربات الجوية والعمل العسكري ضد الحوثيين من تقويض والتأثير على البنية التحتية لمراكزهم القيادية والعسكرية ام سيؤدي الى التوسع في تأثير ووجود وتقوية تنظيمات القاعدة في اليمن ؟

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية

وحدة الدراسات العربية