بيروت – سلطت أزمة استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الضوء على ما يعانيه لبنان في ظل وجود ميليشيا تتحكم فيه بقوة السلاح.
وبدأت تبرز ردود فعل أوروبية رافضة لاستمرار هذا الوضع عبرت عنها مواربة فرنسا وبشكل واضح إيطاليا التي قال وزير خارجتها أنجيلينو ألفانو “لا يجب أن تكون هناك ميليشيات مقاتلة في لبنان”، في إشارة إلى حزب الله.
وأوضح ألفانو الأربعاء في مؤتمر صحافي بمقر الخارجية الإيطالية في روما “هناك خطر بأن يتحول لبنان إلى عنصر يستخدم في النزاعات الإقليمية، في حين أنه بلد ذو سيادة يجب احترامها”.
وشدد على أنه “ينبغي التأكيد على أنه ما عدا الجيش النظامي، فلا يجب أن تكون هناك ميليشيات أو قوى مقاتلة على الأرض”.
واعتبر أن “استقرار لبنان” مهم للاستقرار الإقليمي برمته، ولهذا يجب بذل كل ما يمكن في سبيل تجنب التدخل في القضية اللبنانية.
وكان رئيس الوزراء اللبناني أعلن في وقت سابق الأربعاء عقب عودته من بيروت ولقائه برئيس الجمهورية ميشال عون أنه قرر التريث في تقديم استقالته بطلب من الأخير.
وقدم الحريري في 4 نوفمبر الجاري استقالته من الرياض بسبب ما اعتبره التدخلات الإيرانية في لبنان وفرض الوصاية عليه، فضلا عن انخراط ذراع إيران حزب الله في معارك إقليمية لصالح طهران.
ورفض رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون قبول الاستقالة إلى حين عودة الحريري والتباحث معه في شأنها وهو ما تم.
ولاقى الحريري دعما عربيا وأوروبيا واضحا منذ بدء أزمة استقالته، مؤيدين شروطه للعدول عن هذا القرار، وكتبت كبريات الصحف الأوروبية عن ضرورة وضع حد لعمل طهران على جر لبنان إلى محورها، مع أهمية نزع سلاح حزب الله.
ويرى مراقبون أن تصريحات وزير الخارجية الإيطالي تصب في ذات الإطار، لافتين إلى أن روما تسعى على ما يبدو إلى المشاركة في بلورة تسوية سياسية فعلية للأزمة اللبنانية.
وتعول في ذلك على اجتماع سيعقد في 30 نوفمبر الجاري تحت عنوان “مؤتمر حوارات البحر المتوسط”، “سيشارك فيه كل من الرئيس اللبناني، ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف”، بالإضافة إلى مسؤولين آخرين من دول العالم، وفق ما أعلنه ألفانو.
وأشار إلى أن الهدف من المؤتمر هو “توفير مكان وفرصة للحوار الذي من شأنه أن يفضي إلى التغلب على الصراعات القائمة”.
العرب اللندنية