كثيراً ما كانت العمليات «الانغماسية» والعربات التي يقودها أشخاص «انتحاريون»، حكراً على المقاتلين الأجانب «المهاجرين» في الفصائل الجهادية، ولكن تحولاً حدث مؤخراً، جعل أغلب من يقوم بقيادة «المفخخات» هم من المقاتلين المحليين في سوريا.
«القدس العربي» التقت بمسؤول إحدى الكتائب الانغماسية في هيئة تحرير الشام، ابو الزبير الشامي، ليتحدث عن أسباب تزايد اقدام السوريين من المقاتلين، على هذه العمليات، معتبراً أن هيئة تحرير الشام، تقوم بتدريب أغلب عناصرها على هذا النوع من العمليات، لأنها تراها أكثر فائدة في الأعمال القتالية، ويقول الشامي «المقاتلون السوريون باتوا يقومون بهذه العمليات بسبب بطش النظام، ولأنها تحدث الرعب وتشتت قوات النظام، والسوري الذي هو من أهل البلد، اولى بالتصدي لهكذا عمليات من المهاجرين، لأنه يرى ما يعانيه اهله».
من جهته يرى القيادي العسكري المقرب من الجهاديين، الأسيف عبد الرحمن، أن السوريين اصبحوا أغلب العناصر التي تقدم على العمليات «الانغماسية» ولكن»المهاجرين» كانوا يقدمون أنفسهم بشكل أسرع، والأدوات التحريضية لهذه العمليات، قائمة على الدورات الشرعية التي يتم تدريسها، ويضيف القيادي «هذه العمليات هي مفتاح العمل العسكري وهي الركيزة لانطلاق اي معركة، فهي تستخدم عندما تستعصي نقطة عسكرية على «تحرير الشام»، وبدلاً من الاقتحام بأعداد كبيرة من العناصر لنقطة عسكرية للنظام، قد تسبب مقتل عدد كبير منهم، تأتي المفخخة لتفي بالغرض بقوة أكبر وبأعداد أقل».
يقول الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، شمس الدين النقاز، ان عدداً من القياديين العسكريين الغربيين، سبق ان تحدثوا عن خطورة هذه العمليات وتأثيرها النفسي على القوات المستهدفة، وحول أسباب ازدياد نسبة المقاتلين السوريين المنخرطين بهذه العمليات، يقول النقاز «في سوريا عُرِف عن المقاتلين الأجانب الذين التحقوا بجبهات القتال، أنهم العنصر الأساسي في تنفيذ العمليات الانتحارية، ولكن لوحظ في الفترة الأخيرة أن السوريين أصبحوا هم النواة الأولى لمثل هكذا عمليّات، واعتقد ان السبب الأساسي لهذا التغيّر، هو أن عدد المقاتلين الأجانب تقلّص بشكل كبير «معتبراً أن العامل العقدي هو أكبر سبب لانتشار هذه العمليات داخل اوساط المقاتلين الجهاديين «الجهاديون يتنافسون فيما بينهم لتنفيذ هذه العمليات وفق ما تؤكد ذلك إصداراتهم المرئية المنشورة، فكلّ ما في الأمر تسجيل للأسماء وانتظار لموعد التنفيذ، هذا دون أن ننسى أن التكوين العقدي الذي يتلقّاه هؤلاء المنفّذون يجعل منهم قنابل موقوتة جاهزة للانفجار في أي وقت متى ما طُلِب منهم ذلك».
وعن الاستفادة التي تجنيها هيئة «تحرير الشام» من هذه العمليات يقول الباحث «هذه العمليات تشكّل متنفّساً لهيئة تحرير الشام وربحاً للوقت، لأنها لو لم تستخدم هذه العمليات في قتالها ضدّ قوات وميليشيات النظام، لما استطاعت تأخير الحملة العسكريّة المرتقبة على إدلب ومناطق سيطرتها في ريف حماة».
إدلب ـ «القدس العربي»