سادت العاصمة اليمنية صنعاء أمس، حالة من الضبابية حول سير المعارك العسكرية في المدينة، التي وصفها شهود عيان بأنها «مدينة أشباح».
وأكدت مصادر يمنية في العاصمة صنعاء أن المعارك امتدت أمس إلى طول خط المواجهات بين قوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وميليشيات الحوثيين حول الحي السياسي وخطوط التماس الأخرى، جنوب العاصمة صنعاء، في حين غطت الجثث الشوارع في مناطق القتال.
وقال مصدر محلي لـ«القدس العربي» إن «الوضع العسكري في صنعاء لا يزال ضبابيا، ولم يحسم لصالح أحد الطرفين»، رغم إعلان الحوثيين اقتحام منازل لمقربين من الرئيس السابق وقيادات مؤتمرية، والحديث عن بسط سيطرتهم على مناطق نفوذ صالح جنوب العاصمة صنعاء.
وذكر مراقبون لـ«القدس العربي» أن حجب الحوثيين للمواقع الإخبارية لحزب صالح يرجح رواية قيادات في المؤتمر الشعبي أن الحوثيين لم يحرزوا تقدماً على الأرض.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر إعلامي مؤتمري ان ميليشيا الحوثي قامت يوم أمس الأحد بإعادة بث قناة (اليمن اليوم) التابعة لصالح بمواد إعلامية حوثية، وذلك بعد يوم من اقتحامهم للقناة واحتجاز أكثر من 30 موظفا في داخلها ومحاولة إجبار موظفيها على بث مواد حوثية، وفي النهاية اضطر الحوثيون الى ربط قناة (اليمن اليوم) ببث قناة (اليمن) التي يسيطرون عليها منذ 2014.
وأوضح أن ميليشيا الحوثي قامت بنشر بيان منسوب للمؤتمر في موقعه الرسمي «المؤتمر نت»، بينما لم يصدر عنه، وتبين لاحقا أن الموقع مخترق من الحوثيين.
وقالت عضو الأمانة العامة (المكتب السياسي) لحزب المؤتمر، فائقة السيد باعلوي، إن «البيان الذي نشر في موقع (المؤتمر نت) مزوّر ولا صحة له، ولا يمثل حزب المؤتمر».
وأكدت باعلوي أن الانتفاضة مستمرة ضد الحوثيين، وطالبت أتباع حزب المؤتمر بعدم الاستسلام لأي إشاعات وأكاذيب ضد جبهة الانتفاضة.
وذكر مصدر سياسي مقرب من صالح لـ«القدس العربي» أن الوضع العسكري في صنعاء لا يزال غامضاً في ظل أحادية المشهد الإعلامي الراهن من قبل الحوثيين. وأشار إلى احتمال أن «تشهد الأيام المقبلة مفاجآت من العيار الثقيل ترجح الكفة عسكريا لصالح وقوات حزب المؤتمر وتضع حدا لهذا الهدوء الذي يسبق العاصفة»، غير أن مصادر مقربة من الحوثيين استبعدت حدوث أي مفاجآت من هذا القبيل، نظرا لأن الوضع انقلب لصالح الحوثيين ولم يعد لأتباع صالح سوى بعض الجيوب المقاومة في المربع الواقع في المنطقة الجنوبية للعاصمة صنعاء المحيط بمنازل صالح ومساكن أقربائه والمقربين منه من كبار قيادات العسكرية والسياسية.
وذكرت مصادر حوثية أن المسلحين الحوثيين اقتحموا منازل كبار المشائخ والقيادات العسكرية الموالية لصالح في العاصمة صنعاء ومحافظتي عمران وحجة، وفي مقدمة ذلك اقتحام منزل صالح في منطقة الحصبة ومنزل نجل شقيق صالح العميد طارق محمد صالح، ومنزل أبناء الشيخ مجاهد أبوشوارب وبيت الشيخ جليدان في العاصمة صنعاء، بالاضافة الى اقتحام وتفجير منزل الشيخ مبخوت المشرقي في محافظة عمران واعتقاله، والذي كان أحد كبار مشائخ حاشد الموالين لصالح وأول المشائخ القبليين الذين سهّلوا لميليشيا الحوثي اقتحامهم لمحافظة عمران البوابة الأولى نحو العاصمة صنعاء في عام 2014.
وفي حين ذكرت مصادر إعلامية وجود وساطة عمانية، لإخراج الرئيس السابق من اليمن، نفى مصدر في مكتب الرئيس صالح، أمس الأحد، وجود وساطة عمانية لإخراجه من البلاد، مؤكداً أن «الزعيم موجود في اليمن ولن يترك أبناءه وشعبه».
«القدس العربي»