وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ما جرى في الاجتماع الطارئ بمجلس الأمن الليلة الماضية بشأن المظاهرات في بلاده بأنه يمثل فشلا آخر للسياسة الخارجية الأميركية.
وقال ظريف في تغريدة على تويتر إن “مجلس الأمن الدولي رفض محاولة الولايات المتحدة المكشوفة لخطف تفويضه. خطأ فادح آخر لإدارة ترمب في مجال السياسة الخارجية”.
وكان مجلس الأمن عقد جلسة طارئة بشأن احتجاجات إيران بطلب من الولايات المتحدة، لكن فرنسا والصين وروسيا ودول أخرى رفضت تدويل هذه الاحتجاجات واعتبرتها شأنا داخليا لا يدخل في نطاق صلاحيات المجلس.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في الاجتماع إن بلادها “تقف مع الذين ينشدون الحرية لأنفسهم والازدهار لأسرهم والكرامة لشعبهم في إيران. وأضافت هيلي أن الحكومة الإيرانية تقدم الأموال “للنظام السوري المستبد” والمليشيات في العراق واليمن على حساب الإنفاق الداخلي لصالح الشعب.
وفي كلمته بالاجتماع قال سفير إيران لدى الأمم المتحدة غلام علي خوشرو إن الولايات تجاوزت سلطاتها بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي بدعوتها لعقد اجتماع لمناقشة الاحتجاجات.
وشدد على أن لدى حكومته “أدلة دامغة” تثبت أن الاحتجاجات “موجهة بشكل واضح من الخارج”.
نفاق أميركي
وانتقد ما وصفه بنفاق أميركا التي “تتجاهل قمع مظاهرات سلمية على أراضيها وتصور الاحتجاجات في إيران على أنها خطر على السلم والأمن الدوليين”.
وبدروه، اعتبر المندوب الفرنسي أن المظاهرات الإيرانية لا تهدد الأمن والسلم الدوليين، في إشارة إلى أن هذا الملف لا يجب أن يُبحث في مجلس الأمن في جلسة طارئة.
كما اعتبر السفير الروسي أن عقد الاجتماع محاولة بائسة لتعطيل الاتفاق النووي بين القوى الدولية وإيران، وشدد على أن الاحتجاجات شأن إيراني داخلي لا يشكل تهديدا للأمن والسلم والدوليين.
وصدر موقف مماثل من الصين وبيرو، في حين حثت دول أخرى إيران على ضمان حق التظاهر وصون حرية التعبير مع تأكيد احترام استقلال الدول وسيادتها.
قتلى ومعتقلون
يشار إلى أن إيران شهدت في الأيام الماضية احتجاجات على غلاء المعيشة، رفعت لاحقا شعارات سياسية ضد النظام، وشملت عشرات المدن بينها العاصمة طهران والعاصمة الدينية قم.
وقد خلفت الاضطرابات 24 قتيلا على الأقل وعشرات المصابين، في حين أوقفت قوات الأمن أكثر من ألف محتج.
وأعلنت السلطات الإيرانية الأربعاء الماضي انتهاء الاحتجاجات، لكن التقارير الصحفية تفيد بأن بعض المناطق لا تزال تشهد مظاهرات ضد النظام.
وفي المقابل خرجت مسيرات ضخمة مؤيدة للنظام في العديد من المدن خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
المصدر : الجزيرة + وكالات