أنكرت وزارة الدفاع الروسية فحوى تقرير نشرته مؤخراً صحيفة كبرى تصدر في موسكو عن 7 طائرات حربية روسية تحطمت، خلال الهجوم الذي تعرضت له قاعدة «حميميم» في سوريا عشية رأس السنة الجديدة.
ولذلك من الواضح أن المعارك بالنسبة للروس في سوريا لم تنتهِ بعد، رغم التهاني المتبادلة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين وحليفه السوري بشار الأسد.
غير أن الجنرال فاليري غرسيموف، رئيس هيئة الأركان الروسية، صرّح بعد العملية بأن الأولويات العسكرية لروسيا في سوريا وإصرارها وقناعتها تستند إلى حقيقة أن أي حرب يشاركون فيها هي حرب بالوكالة في مواجهة الولايات المتحدة. ولذلك فتلك الحرب لن تنتهي بمجرد تراجع وتيرة العنف في سوريا.
وفي مقابلة مع صحيفة «كلوسموسكايا برافادا» المقربة من الكرملين، أوضح غرسيموف الأساس الذي تستند إليه مزاعم بوتين بأن روسيا قد انتصرت على «داعش». بالطبع، تلك المزاعم تنافس مزاعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه صاحب الانتصار، وتنافس أيضاً مزاعم وزير الدفاع الأميركي السابق آش كارتر الذي ادعى في مذكراته التي نشرت مؤخراً، والتي قال فيها إن روسيا ليست سوى «مفسد» لاستراتيجية الفوز التي اقترحها كارتر. ورغم أنه لا روسيا ولا الولايات المتحدة يحق لهما الادعاء بتحقيق الانتصار الكامل، فإن الخريطة الحالية لسوريا تميل تجاه الرواية الروسية التي تقول إن نظام الأسد يسيطر على أغلب الأراضي السورية، وهو إنجاز مذهل، لأنه لم يكن يسيطر في السابق سوى على 10 في المائة من أراضي دولته في صيف 2015. كلتا القوتين العظميين تستخدمان الاستراتيجية نفسها، وهي رفض وضع قدمها على الأرض بشكل كامل والاكتفاء بالاعتماد على القوات المحلية في العمليات القتالية. وكتب كارتر يقول: «يتطلب تحقيق النصر الكامل تمكين القوات المحلية من الاستيلاء على الأرض من داعش والإبقاء عليها، بدلاً من مبادلتها معهم»، مضيفاً: «يعني ذلك تركيز القوات الأميركية على التدريب والتسليح والتمكين وغالباً مصاحبة القوات المحلية». وقد نجح ذلك فقط جزئياً مع الولايات المتحدة بالدرجة التي ساعدت المقاتلين الأتراك الذين يحكمون السيطرة الآن على شمال وشمال شرقي سوريا. من جانبه، أفاد غرسيموف بأن روسيا قد ركزت على مساعدة جيش النظام السوري المنهك والمنخفض المعنويات، مضيفاً: «لقد ساعدناهم وأصلحنا معداتهم مباشرة على الأرض. واليوم فإن الجيش السوري بات جاهزاً للدفاع عن أرضه». فكل من روسيا والولايات المتحدة يزعمان بأنهما قد حاربا «داعش» أكثر مما حققا أهدافهما السياسية. لكن المسؤولين الأميركيين لطالما زعموا بأن الغارات والقصف الروسي قد استهدفت القوات المعارضة للأسد، أكثر مما استهدفت إرهابيي تنظيم داعش. وفي المقابلة الصحافية ذاتها، فنّد غرسيموف هذا الزعم بعقد المقارنات بين أرقام الضربات الجوية قائلا: انظر، خلال تلك الفترة كانت قوات التحالف الدولي توجه 8 إلى 10 ضربات يوميا، فيما كان طيراننا يوجه 60 إلى 70 ضربة يومياً ضد المسلحين، سواء لبنيتهم التحتية أو لقواعدهم. وفي ذروة أوقات التوتر كان العدد يصل إلى 120 و140 ضربة جوية في اليوم. فقد كانت تلك هي الطريقة الوحيدة لكسر شوكة الإرهاب في سوريا. لكن في ظل أرقام مثل 8 و10 ضربات في اليوم، فذلك يعني أن مهام التحالف الدولي كانت صعبة التحقيق.
في الحقيقة، تمكنت روسيا من اختبار أكثر من 200 نوع من الأسلحة الجديدة التي ابتكرها الجيش الروسي مؤخراً. فقد كانت تصميمات الأسلحة الجديدة ترسل إلى سوريا لمعرفة نتاج عملها. وتباهى غرسيموف بأن الصراع السوري قد منح روسيا أعظم فرصة حتى الآن لنشر طائرات «درون»، وكان العدد يصل أحيانا إلى 60 طائرة تحلق في السماء يومياً. وبحسب غرسيموف، «فقد جرى إصلاح الغالبية العظمى من مواطن الخلل في أسلحتنا»، مضيفاً أن «نجاحنا في اختبار كفاءة أسلحتنا في مناخ الحرب الحقيقي ميزة هائلة، فقد أصبحنا واثقين بكفاءة أسلحتنا».
الشيء الثاني الذي جعل من اختبار الروس لأنفسهم أمراً مهماً، هو أن الروس يرون أنه من الضروري لجنودهم أن يتنافسوا مع نظرائهم في الجيوش الغربية.
وقد اتهم الجنرال غرسيموف الولايات المتحدة بالإبقاء على قاعدة عسكرية في سوريا، بغرض العمل على إعادة توظيف مقاتلي داعش السابقين كقوات مناوئة للأسد، وذلك بهدف «زعزعة الأمن هناك». وفي المقابل، استبقت روسيا أيضا على جزء من وجودها العسكري هناك، رغم تكرار بوتين لمزاعم الانسحاب من سوريا، وذلك بغرض مواجهة المحاولات الأميركية «لزعزعة الاستقرار». ولذلك فإن أي قرارات عسكرية تتخذها روسيا اليوم تهدف إلى إخفاء الصراع مع الولايات المتحدة. وهذه هي الطريقة التي يرى بها الكرملين والجنرالات الروس الصراع الدائر في غرب أوكرانيا، التي ربما نرى فيها السلاح الأميركي يستخدم قريباً، وإلى حد بعيد السلاح السوري أيضاً.
ولذلك من الواضح أن المعارك بالنسبة للروس في سوريا لم تنتهِ بعد، رغم التهاني المتبادلة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين وحليفه السوري بشار الأسد.
غير أن الجنرال فاليري غرسيموف، رئيس هيئة الأركان الروسية، صرّح بعد العملية بأن الأولويات العسكرية لروسيا في سوريا وإصرارها وقناعتها تستند إلى حقيقة أن أي حرب يشاركون فيها هي حرب بالوكالة في مواجهة الولايات المتحدة. ولذلك فتلك الحرب لن تنتهي بمجرد تراجع وتيرة العنف في سوريا.
وفي مقابلة مع صحيفة «كلوسموسكايا برافادا» المقربة من الكرملين، أوضح غرسيموف الأساس الذي تستند إليه مزاعم بوتين بأن روسيا قد انتصرت على «داعش». بالطبع، تلك المزاعم تنافس مزاعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه صاحب الانتصار، وتنافس أيضاً مزاعم وزير الدفاع الأميركي السابق آش كارتر الذي ادعى في مذكراته التي نشرت مؤخراً، والتي قال فيها إن روسيا ليست سوى «مفسد» لاستراتيجية الفوز التي اقترحها كارتر. ورغم أنه لا روسيا ولا الولايات المتحدة يحق لهما الادعاء بتحقيق الانتصار الكامل، فإن الخريطة الحالية لسوريا تميل تجاه الرواية الروسية التي تقول إن نظام الأسد يسيطر على أغلب الأراضي السورية، وهو إنجاز مذهل، لأنه لم يكن يسيطر في السابق سوى على 10 في المائة من أراضي دولته في صيف 2015. كلتا القوتين العظميين تستخدمان الاستراتيجية نفسها، وهي رفض وضع قدمها على الأرض بشكل كامل والاكتفاء بالاعتماد على القوات المحلية في العمليات القتالية. وكتب كارتر يقول: «يتطلب تحقيق النصر الكامل تمكين القوات المحلية من الاستيلاء على الأرض من داعش والإبقاء عليها، بدلاً من مبادلتها معهم»، مضيفاً: «يعني ذلك تركيز القوات الأميركية على التدريب والتسليح والتمكين وغالباً مصاحبة القوات المحلية». وقد نجح ذلك فقط جزئياً مع الولايات المتحدة بالدرجة التي ساعدت المقاتلين الأتراك الذين يحكمون السيطرة الآن على شمال وشمال شرقي سوريا. من جانبه، أفاد غرسيموف بأن روسيا قد ركزت على مساعدة جيش النظام السوري المنهك والمنخفض المعنويات، مضيفاً: «لقد ساعدناهم وأصلحنا معداتهم مباشرة على الأرض. واليوم فإن الجيش السوري بات جاهزاً للدفاع عن أرضه». فكل من روسيا والولايات المتحدة يزعمان بأنهما قد حاربا «داعش» أكثر مما حققا أهدافهما السياسية. لكن المسؤولين الأميركيين لطالما زعموا بأن الغارات والقصف الروسي قد استهدفت القوات المعارضة للأسد، أكثر مما استهدفت إرهابيي تنظيم داعش. وفي المقابلة الصحافية ذاتها، فنّد غرسيموف هذا الزعم بعقد المقارنات بين أرقام الضربات الجوية قائلا: انظر، خلال تلك الفترة كانت قوات التحالف الدولي توجه 8 إلى 10 ضربات يوميا، فيما كان طيراننا يوجه 60 إلى 70 ضربة يومياً ضد المسلحين، سواء لبنيتهم التحتية أو لقواعدهم. وفي ذروة أوقات التوتر كان العدد يصل إلى 120 و140 ضربة جوية في اليوم. فقد كانت تلك هي الطريقة الوحيدة لكسر شوكة الإرهاب في سوريا. لكن في ظل أرقام مثل 8 و10 ضربات في اليوم، فذلك يعني أن مهام التحالف الدولي كانت صعبة التحقيق.
في الحقيقة، تمكنت روسيا من اختبار أكثر من 200 نوع من الأسلحة الجديدة التي ابتكرها الجيش الروسي مؤخراً. فقد كانت تصميمات الأسلحة الجديدة ترسل إلى سوريا لمعرفة نتاج عملها. وتباهى غرسيموف بأن الصراع السوري قد منح روسيا أعظم فرصة حتى الآن لنشر طائرات «درون»، وكان العدد يصل أحيانا إلى 60 طائرة تحلق في السماء يومياً. وبحسب غرسيموف، «فقد جرى إصلاح الغالبية العظمى من مواطن الخلل في أسلحتنا»، مضيفاً أن «نجاحنا في اختبار كفاءة أسلحتنا في مناخ الحرب الحقيقي ميزة هائلة، فقد أصبحنا واثقين بكفاءة أسلحتنا».
الشيء الثاني الذي جعل من اختبار الروس لأنفسهم أمراً مهماً، هو أن الروس يرون أنه من الضروري لجنودهم أن يتنافسوا مع نظرائهم في الجيوش الغربية.
وقد اتهم الجنرال غرسيموف الولايات المتحدة بالإبقاء على قاعدة عسكرية في سوريا، بغرض العمل على إعادة توظيف مقاتلي داعش السابقين كقوات مناوئة للأسد، وذلك بهدف «زعزعة الأمن هناك». وفي المقابل، استبقت روسيا أيضا على جزء من وجودها العسكري هناك، رغم تكرار بوتين لمزاعم الانسحاب من سوريا، وذلك بغرض مواجهة المحاولات الأميركية «لزعزعة الاستقرار». ولذلك فإن أي قرارات عسكرية تتخذها روسيا اليوم تهدف إلى إخفاء الصراع مع الولايات المتحدة. وهذه هي الطريقة التي يرى بها الكرملين والجنرالات الروس الصراع الدائر في غرب أوكرانيا، التي ربما نرى فيها السلاح الأميركي يستخدم قريباً، وإلى حد بعيد السلاح السوري أيضاً.
صحيفة الشرق الاوسط