“الحقيبة النووية”.. حاملة رموز سرية ترافق الرؤساء

“الحقيبة النووية”.. حاملة رموز سرية ترافق الرؤساء

كثر الحديث في بداية يناير/كانون الثاني 2018 عن “الزر النووي” في ضوء التراشق الكلامي بين رئيسي كوريا الشمالية كيم جونغ أون والأميركي دونالد ترمب، وذلك على خلفية الصواريخ البالستية التي أطلقتها بيونغ يانغ.

والزر النووي هو رمز حاسوبي تمتلكه السلطة (رئيس الدولة أو المؤسسة العسكرية) بالدول التي لديها أسلحة نووية، وهو بهذا المعنى لا يوجد زر نووي يمكن أن يضغط عليه أي رئيس دولة فيحدث الهجوم النووي على دولة معادية.

“الحقيبة النووية”
في الولايات المتحدة الأميركية هناك ما تعرف بالحقيبة النووية أو “كرة القدم النووية”، وهي عبارة عن حقيبة تزن عشرين كيلوغراما ملفوفة بالجلد الأسود، تحتوي الرموز والمفاتيح التي يحتاجها رئيس الدولة إذا قرر شن ضربة نووية، وترافق الرئيس في حله وترحاله.

وأطلق الأميركيون اسم “كرة القدم النووية” نسبة لأول خطة سرية للحرب النووية، وبرزت أهمية الحقيبة بعد أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وظهرت لأول مرة يوم 10 مايو/أيار 1963، وتم تحديثها دوريا من قبل جهات عسكرية أميركية.

وتسمى الرموز الموجودة في الحقيبة النووية الأميركية بـ”رموز الذهب” ويتم توفيرها من قبل وكالة الأمن القومي، وتطبع على بطاقة بلاستيكية بحجم بطاقة الائتمان تسمى “بسكويت”، لأن البطاقة ملفوفة في فيلم مبهم، تبدو مثل مغلفات البسكويت، وهذه البطاقة “بسكويت” يمكن للرؤساء حملها خارج الحقيبة النووية.

ويتناوب على حمل “الحقيبة النووية” التي تحتوي على عناصر غاية في السرية خمسة جنود أميركيين تلقوا تدريبا خاصا، ويلازمون الرئيس أينما حلّ في الداخل والخارج، في الجو والبحر، وفي المصعد والفندق وغيرها من الأماكن.

ورغم أن القانون الأميركي يمنح الرئيس صلاحية حصرية في شن ضربة نووية، فإن إعطاء الأمر بذلك يحتاج من الناحية القانونية إلى سلسلة إجراءات يتعين على الرئيس اتخاذها، تتمثل في الاتصال بمركز عمليات وزراة الدفاع (بنتاغون)، وقراءة رموز تحديد الهوية للتأكد من أنه هو الذي يعطي هذا الأمر، وهي الرموز التي تبقى في البطاقة.

وقبل تسليم مهامه لخلفه، يضع الرئيس المنتهية ولايته مفتاح تشغيل النووي على المكتب الرئاسيفي مجلد مغلف بالشمع ويمنع على الجميع لمسه قبل الرئيس الذي يجلس في كرسي البيت الأبيض.

قصص “بسكويت”
للرؤساء الأميركيين قصص وروايات مع بطاقة “بسكويت”، ففي عام 1981، أثناء محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريغان في مارس/آذار 1981، لم يتمكن الشخص الذي كان يحمل “الحقيبة النووية” من الصعود إلى سيارة الإسعاف التي حملت الرئيس إلى المستشفى، ليتم العثور لاحقا على بطاقة “بسكويت” في حذاء الرئيس الذي كان ملقيا على الأرض في غرفة العمليات.

كما أن الرئيسين جيرارد فورد وجيمي كارتر قد نسيا بطاقة “بسكويت” في جيوب بدلات أرسلت للغسيل. أما الرئيس بيل كلينتون فقد غادر عام 1999 قمة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) من دون “الحقيبة النووية”، كما فقد “بسكويت” لشهور عديدة.

الجزيرة