تعد البصرة من أهم المدن النفطية في العالم، و ثاني أهم محافظة في العراق ، وشريانه من ناحية الثروة النفطية.
وتسعى الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي الى تكثيف جهود الوزارات ومتابعة اعمالها وخاصة وزارة النفط التي تعمل على تطوير حقول النفط وزيادة الانتاج مع التركيز على حقول البصرة لتأخذ مكانها الحقيقي في العالم ، وتسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية في العراق
وفي سياق الاصلاحات التي تنفذها وزارة النفط العراقية ، ضمن خطط وتوجيهات وزيرها المستقل الخبير النفطي جبار اللعيبي ، اتفقت مع شركة أورين الامريكية التي تأسست في أمريكا الشمالية في عام 2001، لاستثمار الغاز المصاحب للعمليات النفطية في حقل بن عمر في محافظة البصرة .
الذي يعد من انجازات الوزارة والذي ينص على التوصل الى اتفاق مع شركة أورين الامريكية لاستثمار الغاز المصاحب للعمليات النفطية في حقل بن عمر في محافظة البصرة ، وذلك تتويجا لاستقطاب الاستثمارات الاجنبية في المجال النفطي في العراق نتيجة الثقة بالوزارة التي حققتها بجهد وتوجيهات اللعيبي.
ومن المؤكد ان الاستثمارات الاجنبية تعمل على إدخال التكنولوجيا المتطورة للصناعة النفطية التي تعاني قدم أساليب الإنتاج وعدم مواكبتها للتطورات العلمية والتكنولوجية التي جرت في العقود الماضية ، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة ملحوظة في الطاقة الإنتاجية الإجمالية للقطاع النفطي.
ويعمل الاستثمار الأجنبي على توفير الخبرات العالمية في مجالات تدريب الفنيين المحليين وتطويرهم الأمر الذي يرفع من مستوى مهاراتهم وقدرتهم على التعامل مع التكنولوجيا النفطية المتطورة وإكسابهم الخبرات الفنية والإدارية في إنشاء المشاريع النفطية وإدارتها , نظراً للخبرة والمعرفة الطويلة التي يتمتع بها المستثمر الأجنبي .
كما يعمل على نقل القدرات التنظيمية والإدارية إلى المشروع الصناعي النفطي من خلال برامج التدريب والممارسة العملية للفنيين والإداريين أي أن المستثمر الأجنبي ، وكيفية إدارة عملية الإنتاج والصيانة والخدمات الفنية والتسويق والمشتريات والإدارة المالية وشؤون تنظيم الإدارة والسلامة والأمن والتدريب.
وعلى صعيد التعاون العربي : اوضح وزير النفط جبار اللعيبي ان العراق يرحب بجميع الشركات العربية والأجنبية الراغبة في الاستثمار وتنفيذ المشاريع التطويرية في قطاع النفط ، ورحب اللعيبي بالاستثمارات الجزائرية في العراق واكد حرص البلد على تطوير العلاقات الثنائية مع الاشقاء في الجزائر مشيدا بالعلاقات التاريخية والتعاون النفطي في حقبة السبعينيات من القرن الماضي ، واكد استمرار العمل على توسيع دائرة التعاون والشراكة بين البلدين ، معربا عن امله بتحقيق خطوات ملموسة نحو عقد تعاون شراكة مع “سوناطراك ” التي يمكن الاستفادة من خبرتها في تطوير صناعة الغاز والاستثمار الامثل لهذه الثروة وفي المجالات الاخرى .
واكد وزير الطاقة الجزائري مصطفى قيطوني من جهته حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في مجال الطاقة والنفط والغاز ، جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرة اللعيبي.
وقال قيطوني ان الهدف من زيارة للعراق جاءت لتعزيز التعاون بين البلدين……و اجراء مباحثات ومشاورات مع الاشقاء في العراق وزيادة حجم التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات استثمار الغاز والاستكشافات النفطية وغيرها، خصوصا ان شركة سوناطراك الجزائرية تمتلك الخبرة الكبيرة لتحقيق الاهداف المشتركة بين البلدين.
وفي سياق الاستثمارات العربية في قطاع النفط العراقي ابدت شركة قطر للبترول رغبتها للعمل والاستثمار في العراق والتزامها بتوفير جميع الإمكانات ومتطلبات نجاح العمل .
و رحب اللعيبي بشركة قطر للبترول في العراق وبجميع الشركات العربية والأجنبية الراغبة في الاستثمار وتنفيذ المشاريع التطويرية في قطاع النفط العراقي الذي أصبح بيئة استثمارية واعدة تستقطب الاستثمارات والشركات العالمية الرصينة.
ويعمل العراق على توفير سبل نجاح عمل الشركات العالمية والتعاون معها بهدف تحقيق الاهداف والمصالح المشتركة ، بتشجيع الاستثمارات العالمية لتطوير الصناعة النفطية والغازية وقطاع التصفية والبنى التحتية وبما يحقق اعلى مردود اقتصادي للعراق . ”
وكانت وزارة النفط وجهت الدعوة إلى الشركات العالمية للمشاركة في الاستثمار وتطوير تسعة حقول حدودية مع كل من إيران والكويت، فضلا عن وجود مناقصات أخرى في قطاعات استثمار الغاز والاستخراج والتصفية والحفر والأنابيب والبنى التحتية وغيرها.
واكد اللعيبي ان جهود الوزارة في الاستثمار الامثل للثروة الغازية أثمرت عن التوصل الى اتفاق مبدئي لاستثمار الغاز في حقل بن عمر في محافظة البصرة ، ويشار إلى ان حقل نهر بن عمر الذي يعد من الحقول الواعدة في جنوب العراق يتم الان تطويره بالجهد الوطني لزيادة إنتاجه .
و تستحوذ محافظة البصرة على أكبر ثروة نفطية في العراق ، إذ تشير الإحصائيات إلى أنها تملك 15 حقلاً منها 12 منتجة، وتحتوي الصخور في هذه الحقول احتياطياً نفطياً يزيد على 67.8 مليار برميل مشكلاً نحو 59% من إجمالي الاحتياطي النفطي العراقي .
ويمثل الاحتياطي النفطي للمحافظات الجنوبية ( البصرة وميسان وذي قار) قرابة 81.6 مليار برميل اي %71 من إجمالي الاحتياطي في العراق، وذلك يعني أن الجزء الأكبر من الاحتياطي النفطي يتركز في الجنوب وخصوصاً محافظة البصرة.
الحقول النفطية في محافظة البصرة
ويبلغ عدد الحقول المكتشفة في العراق 71 حقلاً ولم يستغل منها سوى 27 من بينها عشرة حقول عملاقة, وتتركز حقول النفط والغاز المنتجة حاليا في محافظة البصرة , التي تضم 12 حقلاً منتجاً , في حين يبلغ عدد الحقول غير المطورة فيها 18 حقلاً والمطورة جزئياً 8 حقول , في حين بلغ عدد المكامن المنتجة 114 مكمنا .
ومن أبرز الحقول النفطية العملاقة في البصرة :
1. حقل الرميلة الشمالي: عملاق الحقول العراقية، وتاسع أعظم حقل نفطي عالمي, ويمتاز بان انتاجه من أجود أنواع النفط، ويعود تاريخ استغلاله إلى سنة 1970 ، اذ كان عدد آباره نحو 20 بئراً , وأصبح الآن 340 بئراً نفطية.
ويقع الحقل على بعد 65 كم غرب البصرة, ممتدا من غربها الى الجنوب حتى يدخل جزؤه الجنوبي في دولة الكويت.
2.حقل نهران عمر: وهو من حقول البصرة العملاقة يقع 30 كم شمال غربي مدينة البصرة , بدأ الحفر فيه سنة 1971 وتدفق النفط منُه سنة 1972 وصُدر منه سنة 1975. ويبلغ انتاجه الحالي اكثر من 40 ألف برميل يومياً من النفط الخام و25 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام.
وما زال إنتاجه متواضعا ، ويمكن زيادة طاقته الانتاجية بعد التطوير، لان له مكامن عديدة غير مطورة ، واهم المكامن الرئيسة المنتجة مكامن الزبير/نهر عمر ,
وللحقل محطة إنتاج واحدة ، ويضم 15 بئرا نفطية في حين لا توجد له آبار حقن الماء .
3- حقل غرب القرنة : من أكبر حقول النفط العراقية ، يقع 65 كم شمال غربي مدينة البصرة ، بدأ الإنتاج فيه سنة 1998 ويُعتقد أنه يحتوي على احتياطي مؤكد يقدر بـ (18) مليار برميل، واحتياطيُ محتمل يُقدر بـ (40) مليار برميل .
والمكامن المنتجة في الحقل هي : المشرف/السعدي/الزبير ، ويبلغ عدد آبار النفط فيه 247 بئراً أما عدد آبار حقن الماء فيبلغ 64 بئراً , وعدد محطات الإنتاج ثلاث محطات.
4- حقل مجنون : يعد من الحقول العملاقة في العراق ، وهو من الحقول النفطية الغنية بالعالم حيث يحتوي على احتياطي نفطي مؤكد يتراوح بين 23 ـ 25 مليار برميل، وقد أُطلقت عليه هذه التسمية للوفرة المجنونة من النفط الخام تحت مساحة محدودة في منطقة شرق شط العرب.
وتعمل وزارة النفط جاهدة في قطع اشواط مهمة في تأهيل المنشآت النفطية في كركوك وبإيعاز من وزيرها ، لوكيل وزارة النفط لشؤون الاستخراج كريم حطاب بتسخير جميع الامكانات المتاحة من اجل دعم المشاريع النفطية في محافظة كركوك وبتشكيل فرق متابعة وأشراف من قبل السادة الوكلاء والمسؤولين في الشركات النفطية الاخرى لزيارة المحافظة بهدف المعايشة والمتابعة اليومية لعمليات التأهيل والتطوير الجارية في الحقول والمنشآت النفطية والمصافي وخطوط الانابيب والتوزيع وغيرها .
واكد حطاب، حرص الوزارة على تأهيل وتطوير المنشآت والحقول النفطية في محافظة كركوك بهدف إدامة وزيادة الانتاج من حقول كركوك واستئناف الصادرات ، وان الوزارة قطعت شوطا مهما في تأهيل المنشآت النفطية في كركوك، التي يقدر حجم الثروة النفطية فيها بنحو 8و13مليار برميل مشكلاً 12% من إجمالي الاحتياطي العراقي من النفط.
وتابع حطاب انه التقى محافظ كركوك راكان الجبوري وبحث معه تضافر جهود جميع الجهات المعنية من اجل تحقيق الاهداف وخطط النهوض بالصناعة النفطية والغازية في المحافظة ، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين .
وفي سياق متصل للإنجازات لوزارة النفط، اعلن اللعيبي عن تحقيق زيادة “غير مسبوقة” في استثمار الغاز الخام في مشروع شركة غاز البصرة بنسبة 80%، مع تحقيق استثمار230 (مقمق)، مشيرا الى ان هذا الإنجاز الكبير سيعزز من قدرات البلاد في تصدير الغاز السائل والغازولين الطبيعي ويعظم من التنمية المستدامة ويزيد من ثقة المستثمرين بمشاريع البتروكيماويات والأسمدة لوجود استقرار في وفرة المادة الخام لهذه الصناعات وهو الغاز المكرر”.
وتفيد التقديرات الأولية لوزارة النفط بأن العراق يمتلك احتياطياً يقدر بنحو 132 تريليون قدم مكعبة من الغاز، حيث إن نحو 70% من الغاز العراقي هو غاز مصاحب لاستخراج النفط لمعالجته، ويحل العراق بالمرتبة الحادية عشرة بين دول العالم الغنية بالغاز الطبيعي.
شذى خليل
الوحدة الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية