قصفت القوات التركية أهدافا في شمال غرب سوريا أمس الاثنين، متعهدة بأنها ستسحق سريعا مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن في حملة جوية وبرية على منطقة عفرين السورية القريبة من حدودها.
وفتحت الحملة العسكرية المستمرة منذ أيام جبهة جديدة في الحرب السورية المتعددة الأطراف، مما يعيد رسم معالم معركة تدعم فيها قوى خارجية مقاتلين محليين.
ويوم أمس أعلن الجيش التركي عن تحرك عسكري جديد مع الجيش السوري الحر انطلاقا من منطقة إعزاز في ريف حلب الشمالي، باتجاه مدينة عفرين الخاضعة لوحدات حماية الشعب، حيث تمكّنا من السيطرة على مواقع جديدة، مؤكدا خسارة أحد جنوده في سوريا.
ويأتي الهجوم من إعزاز في اليوم الثالث من عملية “غصن الزيتون” التي أطلقها الجيش التركي بالتعاون مع الجيش السوري الحر لطرد المقاتلين الأكراد من منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.
وقال إن الجيش السوري الحر سيطر على جبل “برصايا” في محيط عفرين الذي كانت تستخدمه الوحدات الكردية في قصف المدن والبلدات الحدودية التركية، وقصف مدنا وبلدات تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة في ريف حلب الشمالي.
سيطرة ومعارك
وفي هذا السياق، أوضح مراسل الجزيرة من شرق عفرين عمرو الحلبي أن السيطرة على جبل “برصايا” تمكّن من رصد مساحات واسعة من عفرين وإعزاز ومناطق أخرى في ريف حلب، مشيرا إلى أن هذه السيطرة تسهل أيضا التقدم نحو عفرين.
وبحسب حلبي فإن الاشتباكات ومعارك الكر والفر عادت إلى هذا الجبل، حيث تحاول القوات الكردية منذ فجر اليوم الثلاثاء استعادة السيطرة عليه، لافتا إلى أن عشرات الآليات ومئات الجنود من الجيشين السوري الحر والتركي لا تزال متمركزة في قمة الجبل.
وفي مقابل التقارير التي تفيد بتوغل الجيش التركي والجيش الحر عدة كيلومترات في ريف عفرين، نفى القيادي في الوحدات الكردية محمد نوري ذلك، وقال إنه جرى صدهم وإجبارهم على التقهقر.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أروغان قد رفض تحديد موعد لانتهاء عملية غصن الزيتون. وقال -ردا على طلب واشنطن تحديد مدة لعملية عفرين- إن الولايات المتحدة لم تحدد مدة لمهامها في أفغانستان والعراق.
وأكد أردوغان أن تركيا ستسحب قواتها فور انتهاء مهامها وتحقيق أهدافها في عفرين، وأضاف “لا تراجع عن (عملية) عفرين. ناقشنا ذلك مع أصدقائنا الروس ولدينا اتفاق معهم، كما ناقشنا الأمر مع قوات أخرى من التحالف والولايات المتحدة”.
عمل مشترك
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن بلاده تتطلع إلى العمل مع أنقرة لإقامة منطقة أمنية قد تحتاج إليها في شمال غرب سوريا، وإن واشنطن تبحث ما يمكنها القيام به للاستجابة للمخاوف الأمنية التركية.
وأضاف أن واشنطن اقترحت العمل مع تركيا والقوات على الأرض في عفرين بشأن “كيفية تحقيق الاستقرار وتهدئة مخاوف تركيا المشروعة بشأن أمنها”، لكن تركيا قالت إن واشنطن يجب أن تنهي دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية قبل أي مقترح للتعاون.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ للصحفيين بعد اجتماع للحكومة “إذا أرادوا التعاون فنحن مستعدون لهذا التعاون. والخطوة الأولى التي عليهم اتخاذها هي وقف تسليح الجماعات الإرهابية واستعادة الأسلحة التي قدموها بالفعل”.
في المقابل، قالت قوات سوريا الديمقراطية -وهي تحالف ينضوي تحت لوائه مجموعات عديدة تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية- في بيان إن عفرين ستكون “مستنقعا لن يخرج منها الجيش التركي إلا بعد أن يتكبد خسائر فادحة”.
كما طالبت التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية “بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه قواتنا وشعبنا في عفرين”.
وتقول الأمم المتحدة إنها قلقة بشدة على مصير أكثر من ثلاثمئة ألف شخص في عفرين. وقالت المتحدثة ليندا توم إن هناك تقارير عن نزوح أشخاص داخل عفرين جراء القتال، وعن توجه أعداد أقل إلى حلب القريبة.
المصدر : الجزيرة + وكالات