سيطر الصراع في اليمن، والذي أصبح حربًا بالوكالة بين المملكة العربية السعودية، التي يحكمها السنة، وإيران ذات الأغلبية الشيعية، على عناوين وسائل الإعلام الإيرانية والدولية خلال الأسابيع القليلة الماضية. وفي مركز هذا الصراع توجد علاقة إيران مع الحوثيين اليمنيين، وهم مجموعة من المتمردين الشيعة.
وتتهم المملكة العربية السعودية، التي بدأت بشن غارات جوية ضد الحوثيين منذ ثلاثة أسابيع، إيران بإذكاء الاضطرابات في اليمن؛ من خلال دعم الحوثيين، سواء من الناحية المالية أو العسكرية.
وعلى الرغم من أن القادة الإيرانيين نفوا تورطهم في اليمن سابقًا، إلا أنهم يعترفون الآن بدور إيران في الصراع، ويدافعون عن التدخل؛ على أساس أن ما يجري في البلاد هو انتفاضة شعبية مشروعة. ومع ذلك، يرفض الكثير من المجتمع الدولي هذه المزاعم، وقد بلغ هذا الرفض ذروته مع فرض مجلس الأمن الدولي حظر أسلحة على الحوثيين يوم الثلاثاء 14 من أبريل/ نيسان.
واستجابةً لهذا التطور السريع، أو التدهور، للوضع في اليمن؛ طلبت “إيران واير” من قرائها الفارسيين معرفة موقفهم من دعم إيران للحوثيين في اليمن، وأتاحت لهم خيارًا من أربع إجابات.
وتشير الموافقة على الإجابة الأولى أو الثانية إلى أن إيران كانت على صواب في تدخلها. حيث تقول الإجابة الأولى إن لدى إيران واجبًا في الدفاع عن الشيعة المعرضين للظلم في أجزاء أخرى من العالم، وتقول الإجابة الثانية إن المصالح الإقليمية الإيرانية تقتضي بسط إيران لنفوذها في بلدان مثل اليمن من أجل إضعاف النفوذ السعودي.
وقد تلقت الإجابتين الأولى والثانية ما يقرب من ثلث الأصوات؛ مما يشير إلى أن واحدًا من كل ثلاثة قراء باللغة الفارسية يوافق على أن إيران كانت على صواب في تدخلها باليمن.
وبررت غالبية هذه العينة التدخل على أساس التنافس الإقليمي مع المملكة العربية السعودية، بدلًا من الحاجة إلى الدفاع عن الزملاء الشيعة. وقال ما يعادل أكثر من ربع المشاركين في الاستطلاع إن الدعم الإيراني للحوثيين مبررٌ من أجل إضعاف النفوذ السعودي، في حين أيدت نسبة 4 % فقط التدخل الإيراني في سبيل “مساعدة” الإخوة المسلمين.
وحتى الآن، مازال الرد الأكثر شعبية في الاستطلاع هو الخيار الثالث، والذي يقول إن على إيران ألا تشارك في الصراع؛ لأنها يجب أن تركز على مساعدة الشعب الإيراني بدلًا من الحوثيين.
وقد تلقت هذه الإجابة تأييد 63 % من أصوات المشاركين في الاستطلاع؛ مما يدل على أن غالبية قراء “إيران واير” بالفارسية يعارضون التدخل الإيراني في اليمن، سواء كان هذا التدخل عسكريًا أو ماليًا، ويؤمنون بأن الشعب الإيراني بحاجة إلى المساعدة.
وليست وجهة النظر هذه بجديدة على الإيرانيين؛ حيث يشعر الكثير منهم بمشاعر مماثلة تجاه حزب الله اللبناني، وهو المنظمة التي لا تزال تتلقى تمويلًا من إيران ولا تزال مثيرة للجدل.
وفي أعقاب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها لعام 2009، هتف المحتجون الإيرانيون بشعار “لا غزة، ولا لبنان، حياتي لإيران“. وقد قمع النظام، الذي يعتبر جماعات مثل حزب الله إنجازًا لإيران، هذا النوع من الاحتجاجات.
وأخيرًا، كان بإمكان القراء الإجابة بأن تورط إيران في اليمن ودعمها للحوثيين ليس أكثر من كذبة غربية هدفها إلحاق الضرر بسمعة إيران. ولم يحصل هذا الرد، والذي تبنى النظرة المعادية للغرب، إلا على 6 % فقط من أصوات المشاركين في الاستطلاع. ولكنه مازال مهمًا على الرغم من ذلك؛ حيث إنه يدل على أن بعض الإيرانيين يكنون شعورًا قويًا من عدم الثقة تجاه القوى الغربية، وهو الأمر الذي قد يبدأ بالتغيير إذا ما تم التوصل لاتفاق نووي يوم 30 من يونيو/ حزيران.
إيران واير – التقرير