نفى البيت الأبيض، أمس الإثنين، أن تكون الولايات المتحدة، قد بحثت مع إسرائيل خطة لضم مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، ما يتناقض مع ما أعلنه رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش رافل الذي يعمل مع جاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب، والمكلف هذا الملف إن التصريحات بأن هذه النقاشات جارية «مغلوطة»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة واسرائيل لم تناقشا أبدأ مثل هذا الاقتراح والرئيس ما زال مركزا على مبادرته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين».
وكان متحدث باسم نتنياهو قال لنواب حزب الليكود اليميني «في ما يتعلق بموضوع فرض السيادة الاسرائيلية، بإمكاني أن أقول لكم إن نتنياهو يتحدث منذ فترة مع الأمريكيين حول ذلك».
وقال إنه «سيجري مزيدًا من الاتصالات بشأن تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة مع المسؤولين الأمريكيين»، دون مزيدٍ من التفاصيل حول مضمون هذه الاتصالات والدور الأمريكي في هذا الإطار.
وأكد على الأهمية الاستراتيجية لـ»التنسيق قدر الإمكان» مع الأمريكيين في مثل هذه القضية. وشدد على ضرورة أن تكون مبادرة إعلان تطبيق السيادة على الضفة حكومية وليست خاصة في شخص أو حزب».
وجاء تصريح نتنياهو في إطار تبرير تدخله أمس لمنع دفع قانون فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات.
واستخدم نتنياهو هذه المسوغات لرفض سلسلة من القوانين المتعلقة بالضم في الأشهر الأخيرة. ويحظى مشروع قانون خاص بضم الضفة الغربية المحتلة الذي قدمه النائبان يواف كيش (ليكود) وبتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي) بدعم واسع في الائتلاف الحكومي.
ويعرض الاقتراح مخططا مماثلا للخطة التي وافق عليها مركز حزب الليكود منذ شهر ونصف، لكنه لا يشمل ضم الضفة الغربية بأكملها، بل ضم مناطق المستوطنات فقط. وينص مشروع القانون على أن «القانون والولاية القضائية والإدارة وسيادة دولة إسرائيل ستطبق على جميع مناطق الاستيطان في يهودا والسامرة».
وأعلن الرئيس الإسرائيلي روؤفين ريفلين، عن رفضه لضم الأراضي الفلسطينية، ولكنه قال إنه في حال تم ذلك فيجب أن يحصل الفلسطينيون على كامل حقوق المواطنة.
في السياق، ندد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بما اعتبره «سرقة منظمة» بـ»تواطؤ» من الإدارة الأمريكية.
وقال، في بيان إن التصريحات التي نسبت الى نتنياهو عن مباحثات مع واشنطن في شأن ضم المستوطنات «تشكل آخر إملاء إسرائيلي وتؤكد التواطؤ الأمريكي مع المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية».
وأضاف: «خلال ثلاثة أشهر، اعترفت ادارة ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وجمدت تسليم وكالة اونروا عشرات ملايين الدولارات من المساعدات للفلسطينيين وهي اليوم تشجع «سرقة الأراضي المنظمة وتوافق على الضم».
كذلك، اعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن «أي خطوة أحادية الجانب بخصوص فرض السيطرة الإسرائيلية على المستوطنات لن تغير في الواقع شيئا، لأن الاستيطان كله غير شرعي».
وقال في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن «أي خطوة في هذا الإطار لن تؤدي سوى الى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار».
وحذر من أن «مثل هذه الخطوات في حال تنفيذها، ستقضي على كل جهد دولي يهدف إلى إنقاذ العملية السياسية».
في الموازاة، ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لم يعد بوسعه قبول دور الولايات المتحدة كوسيط في المحادثات مع إسرائيل بسبب أفعال واشنطن.
وقال عباس لبوتين في مستهل محادثات في موسكو إنه من الآن فصاعدا يرفض التعاون بأي شكل مع الولايات المتحدة بصفتها وسيطا لأن الفلسطينيين يعارضون أفعالها.
ونقلت الوكالة عن عباس قوله، إنه يريد آلية وساطة جديدة موسعة تحل محل رباعي الوساطة في الشرق الأوسط.
وقال إن الآلية الجديدة يمكن أن تتألف على سبيل المثال من الرباعي ودول أخرى على غرار النموذج الذي استخدم لإبرام اتفاق إيران النووي.
وقبل لقائه عباس، بحث بوتين خلال اتصال هاتفي، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفق وسائل إعلام روسية.
وقال بوتين، إنه أجرى مكالمة هاتفية مع ترامب لتناول التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، قبيل لقائه عباس في العاصمة موسكو، حسب قناة «روسيا اليوم» (خاصة).
وأضاف: «تحادثت للتو عبر الهاتف مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، وبالطبع تحادثنا عن التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، وأود أن أنقل لكم منه أطيب التمنيات».
القدس العربي