يشهد قطاع غزة تصعيدا عسكريا إسرائيليا عقب إصابة 4 من جنود الاحتلال الإسرائيلي، جروح أحدهم خطرة، جراء انفجار لغم كان مربوطا بعلم فلسطيني داخل المنطقة العازلة شرق القطاع. وهدد وزير جيش الاحتلال بملاحقة المسؤولين عن العبوة الناسفة وتدفيعهم الثمن.
في غضون ذلك أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» عن اعتقاله أفراد خلية كانت تخطط لتصفية ليبرمان. كما زعم اعتقال خلية أخرى كانت تخطط أيضا لعمليات ضد جيش الاحتلال والمستوطنين. وتنتمي الخليتان حسب الزعم الإسرائيلي لحركة الجهاد الإسلامي.
وشنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة من الغارات وصل عددها نحو 18 غارة على مواقع لحركة «حماس»، ردا، حسب مزاعمها، على سقوط صاروخ مصدره قطاع غزة. وخلف العدوان الاحتلالي الجديد عددا من الإصابات. واستشهد صبيان فلسطينيان جراء إصابتهما بقذيفة دبابة إسرائيلية.
ومنعا لتصعيد أكبر تحركت مصر عبر جهاز مخابراتها لاحتواء الأزمة وتهدئة أعنف موجة تصعيد بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، منذ الحرب الأخيرة على القطاع في صيف عام 2014.
وذكرت مصادر مطلعة لـ «القدس العربي»، أن جهاز المخابرات العامة المصرية بدأ وساطة، لإعادة الهدوء إلى قطاع غزة، ومنع التدهور إلى حرب جديدة.
وشهدت الساعات الماضية اتصالات بين الطرفين. وحسب تقارير إسرائيلية فإن قيادة حركة «حماس» الموجودة في العاصمة المصرية القاهرة، أبلغت المسؤولين هناك أنه لا توجد لديها نية بالتصعيد، وأنه لم تكن لها علاقة بالهجوم.
وأكد الموقف ذاته مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي في غزة، محذرا من أن الشعب الفلسطيني سيدافع عن نفسه في حال تعرض لأي عدوان. وأضاف «إذا ما صعد الاحتلال فستكون للمقاومة كلمتها بعد تقييم الوضع».
وفي بيان له ادعى جهاز «الشاباك» الإسرائيلي أنه تم الكشف عن خلية مسلحة تابعة للجهاد الإسلامي خططت لتفجير موكب ليبرمان. وقال إنه تم اعتقال ستة ناشطين بشبهة ضلوعهم في الخلية والتخطيط لتفجير الموكب. وجاء في البيان أنه في إطار أنشطة «الشاباك «وبالتعاون مع جيش وشرطة الاحتلال، تم اعتقال أفراد من الجهاد الإسلامي خططوا لوضع عبوة ناسفة على طريق مسار وزير الأمن ليبرمان من تل ابيب لبيته في إحدى المستوطنات. كما زعم أيضا إحباط خلية مسلحة أخرى نشطت في منطقة بيت لحم من أجل شن هجمات مسلحة على جيش الاحتلال والمستوطنين.
يشار إلى أنه في عام 2014 أعلن أيضا عن اعتقال خلية مسلحة تابعة لحركة حماس كانت تعمل على شراء قاذفات «آر بي جي» لقصف السيارة التي كان يسافر بها ليبرمان. ووفقا للتحقيق الذي أجراه «الشاباك»، اعتقل ستة نشطاء، منهم خلية عسكرية يرأسها عوض العساكرة (25 عاما) الذي كان أسيرا إداريا خلال العامين الماضيين، بعد اتهامه بالتخطيط لهجوم وعمليات مسلحة، ومحمود العساكرة (32 عاما)، وهو ناشط في الجهاد الإسلامي، وسجن مرتين لضلوعه في إعداد عبوة ناسفة وقنبلة وتخطيط هجوم ضد قوات جيش الاحتلال.
وقال «الشاباك» في بيانه لوسائل الإعلام أمس، إن «هذه النوايا العدائية تعكس الجهود المتزايدة للجهاد الإسلامي والمنظمات المسلحة في قطاع غزة لتصعيد النشاط أخيرا مع نشطاء في الضفة الغربية». وأضاف أن «نوايا الخلية المسلحة في قطاع غزة هي جزء من الاتجاه المستمر للعناصر المسلحة في الضفة الغربية للحصول على المساعدة في التمويل والأسلحة والتوجيه والرعاية من خلال مناشدة العناصر المسلحة من الخارج».
غزة ـ الناصرة ـ «القدس العربي»