قال كاتب بصحيفة “واشنطن بوست” إن الاتفاق النووي مع إيران هو أسوأ صفقة بالنسبة لطهران لأنه ساعد على فتح صدع بين النظام الإيراني وشعبه، وأتاح مصدرا جديدا للضغط ضد المغامرات الإيرانية الخارجية، وإذا ألغاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب -كما يبدو- في مايو/أيار القادم، فسيرحب النظام الإيراني بذلك.
وأوضح الكاتب جاكسون ديل أن ما أثبتته الاحتجاجات الأخيرة في إيران أن رفع العقوبات وفك الحظر عن الأصول المجمدة التي تسلمتها طهران قبل عامين بموجب الاتفاق النووي، لم تفد النظام الإيراني كما توقع ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال إن ما توصل إليه قادة إيران من أن بلادهم -وليس الغرب- قد تورطت في “أسوأ صفقة في تاريخها”، هي نتيجة صحيحة يؤيدها الواقع.
غير مفيد اقتصاديا
وأوضح ديل أن النظام الإيراني عقد آمالا على أن رفع العقوبات بموجب الاتفاق النووي سيرفع القيود على صادراته من النفط، وسيشجع قدوم الاستثمارات الخارجية لإنقاذ اقتصاده المصاب بالركود التضخمي والبطالة العالية والخطيرة.
لكن ذلك لم يحدث جزئيا بسبب أن المستثمرين الأجانب لا يزالون متحفظين على دخول هذه البلاد التي ينتشر فيها الفساد بشكل مريع، والتي يتعرض فيها حاملو جواز السفر الغربي للسجن بتهم ملفقة.
وفي استطلاع للرأي نفذه مركز الدراسات الدولية والأمن بجامعة ميريلاند الأميركية عقب هدوء الاحتجاجات، يرى 58% من المشاركين أن الوضع الاقتصادي “يسوء”، بينما يرى 69% أنه “سيئ لحد ما” أو “سيئ جدا”. ويلقي 63% اللوم في ذلك على النظام، وهي نسبة تساوي ضعف من يرون أن العقوبات أو الضغوط الخارجية هي السبب.
وأظهر الاستطلاع أن 42% من الإيرانيين يرون أن حكومتهم يجب أن تخفض ما تنفقه على بلدان مثل سوريا والعراق، وترى نسبة أكبر أن على إيران أن تتفاوض مع الدول الأخرى بدلا من السعي لتكون قوة إقليمية مهيمنة.
التحالف مع الشعب
وأضاف الكاتب أنه رغم أن 75% من الإيرانيين يقولون إن الاتفاق النووي لم يحسّن أوضاعهم المعيشية، فإن 55% من السكان لا يزالون يفضلون التمسك به.
وتابع أن هذه الأرقام توضح أن أفضل الطرق لكبح مغامرات إيران في العراق وسوريا واليمن هو الوقوف مع أغلبية الإيرانيين الذين يعارضون هذه المغامرات، وأن ذلك يعني جزئيا تقديم المساعدة لهؤلاء لمعرفة ما تعتزم حكومتهم القيام به، إذ إن الخبر الذي يقول إنها تخطط لخفض الدعم عن المواد الغذائية وفي نفس الوقت زيادة الإنفاق على قوات الحرس الثوري؛ كان أحد أسباب اشتعال الاحتجاجات الأخيرة.
وأشار إلى أن نسبة ضئيلة للغاية من الإيرانيين -تساوي 8% فقط- يحصلون على المعلومات من وسائل البث الخارجية، بينما يعتمد أكثر من 60% على الإنترنت والتطبيقات مثل تلغرام، وأن الولايات المتحدة يمكنها تقديم المساعدة للإيرانيين للالتفاف على محاولات النظام لإغلاق هذه القنوات.
المصدر : واشنطن بوست