توالت الدعوات الدولية إلى التنفيذ الفوري لوقف إطلاق النار في سوريا لمدة ثلاثين يوما، الذي تبناه مجلس الأمن الدولي قبل يومين. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف “جحيم الغوطة”. وبينما تحدثت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي عن قتلى “كل دقيقة” في الغوطة لتأخر تطبيق الهدنة، وصف مفوض حقوق الإنسان الوضع في الغوطة وغيرها بأنه “مسالخ للبشر”.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية لم يطبق على مدار يومين، رغم اعتماد قرار أممي بذلك. وأشار قبيل بدء جولة أفريقية تشمل أربع دول يستهلها بزيارة الجزائر، إلى أن الهجمات حاليا في الغوطة متواصلة بشكل وحشي.
وأوضح أردوغان أنه بحث القرار الأممي بشأن الغوطة اليوم الاثنين مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشددا على أن بلاده ستواصل متابعة الموضوع إلى حين “إنهاء الظلم” هناك. وأكد في هذا السياق أنه سيواصل محادثاته مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني بشكل أكبر في هذا الصدد.
وفي باريس دعا بيان صادر عن رئاسة الجمهورية روسيا إلى استغلال تأثيرها على النظام السوري لضمان التزام دمشق بهدنة في عموم البلاد دعت إليها الأمم المتحدة. كما أبلغت تركيا أن الهدنة تسري أيضا على عملياتها ضد وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين.
واتهم ماكرون قوات النظام السوري بانتهاك قرار الأمم المتحدة في ظل استمرار الهجمات على المستشفيات والمدنيين في الغوطة الشرقية، وقال إنه ينبغي إنهاء دوامة العنف قبل أن تؤدي إلى صراع إقليمي أوسع.
وقال دبلوماسيون فرنسيون إن وزير الخارجية جان إيف لودريان سيسافر إلى روسيا غدا الثلاثاء للبحث عن أرضية مشتركة بشأن كيفية ضمان تنفيذ هذه الهدنة.
كما دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى تطبيق فوري للهدنة التي أقرها مجلس الأمن في سوريا. وقالت موغيريني في ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسل اليوم إن “الهدنة لم تنته.. حتى إنها لم تبدأ بعد”.
وأضافت “نطلب أن تبدأ بأسرع وقت ممكن، واليوم بعثت برسالة إلى وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا -الدول الضامنة لعملية أستانا- تطلب منهم القيام بدورهم وتنفيذ القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي السبت.. وكل دقيقة ضائعة تعني سقوط ضحايا” إضافيين.
من جهته قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان إسلبورن “نعود إلى القرون الوسطى” في سوريا، مستنكرا ما يحصل لسكان الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وفي برلين دعا وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إلى الالتزام بقرار وقف إطلاق النار فورا ودون تأخير. وفي مقابلة أجراها معه موقع “ميركور” البافاري، لم يستبعد غابرييل موجة لجوء جديدة إلى بلاده إذا استمر الوضع على ما هو عليه في الغوطة الشرقية، واصفا ما يحدث في سوريا بالأمر المروع.
كما طالبت كندا بالالتزام الفوري بقرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار في سوريا. وقالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند في بيان “ندين موقف نظام الأسد وحليفيه روسيا وإيران.. يستهدف النظام المدنيين وأماكن تقديم الخدمات العامة كالمدارس والمستشفيات، واستخدام تكتيكات الحصار والتجويع، والأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة”.
الجحيم والمسالخ
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الاثنين الأطراف المتحاربة في سوريا إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوما في عموم البلاد.
وقال غوتيريش في افتتاح الجلسة السنوية الرئيسية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف إن وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة مستعدة لتوصيل المساعدات الضرورية وإجلاء المصابين بجروح خطيرة من منطقة الغوطة الشرقية التي تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة.
وأضاف أن الغوطة الشرقية -التي تقع خارج دمشق ويعيش فيها أربعمئة ألف إنسان تحت الحصار- “ليس بوسعها الانتظار”، فقد “حان الوقت لوقف هذا الجحيم”.
وانتقد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين في جنيف الاثنين عدم التحرك حيال النزاعات في دول عدة بينها سوريا، معتبراً أنها “أصبحت مثل بعض المسالخ للبشر في العصر الحديث لأنه لم يتم التحرك بشكل كاف لمنع هذه الأهوال”.
وأضاف “لدينا كل الأسباب التي تدعونا لتوخي الحذر” فيما يتعلق بالهدنة المقترحة في سوريا.
وأوضح أن القرار الأممي “ينبغي النظر إليه على خلفية سبع سنوات من الفشل في وقف العنف، وسبع سنوات من القتل الجماعي المتواصل والمروِّع”.
المصدر : الجزيرة + وكالات