هددت الولايات المتحدة أمس بالتحرك بشكل أحادي ضد إيران بعدما استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي ينتقد إيران، ويتهمها بالتقاعس عن الالتزام بمنع وصول أسلحتها إلى جماعة الحوثيين في اليمن، وكان مجلس الأمن جدد نظام العقوبات على اليمن دون أن يوجه الاتهام لطهران بخرق هذه العقوبات.
وقالت سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة نكي هيلي بتصريحات في هندوراس “إذا كانت روسيا ستواصل التستر على إيران فسوف تكون الولايات المتحدة وحلفاؤنا بحاجة لاتخاذ إجراء من تلقاء أنفسنا، إذا لم نحصل على إجراء في المجلس فسوف يتعين علينا عندئذ اتخاذ إجراءاتنا”. ولم تحدد هيلي الإجراء الأحادي الذي قد تتخذه بلادها.
وكانت روسيا استخدمت الفيتو ضد مشروع قرار بريطاني بشأن تمديد نظام العقوبات الخاصة باليمن، وأفاد مراسل الجزيرة بأن التحفظ الروسي على مشروع القرار تركز على الفقرات المتعلقة بإيران في المشروع ودورها في خرق العقوبات.
مشروع روسي
ولتفادي الفيتو الروسي، قد اعتمد مجلس الأمن بالإجماع مشروع قرار جديد قدمته موسكو يجدد العقوبات المفروضة على اليمن لمدة عام، ولكن دون أن يشير إلى دور إيران في خرق العقوبات، ولا سيما ما تعلق بتسليح الحوثيين.
وقد ضغطت الولايات المتحدة خلال المشاورات بشأن تجديد مجلس الأمن العقوبات على اليمن من أجل تحميل إيران مسؤولية تسليم الحوثيين صواريخ من صنعها استخدمت لقصف السعودية عام 2017.
وقالت سفيرة أميركا بالأمم المتحدة إن الفيتو الروسي “لن يتخذ القرار بشأن الاتفاق النووي الإيراني”، مضيفة أن هذا الفيتو “يثبت صحة ما كانت تعتقده الولايات المتحدة بأن إيران تحصل على تصريح للمضي في أسلوبها الخطير وغير القانوني”.
وتضغط الإدارة الأميركية منذ تولي دونالد ترمب الرئاسة في يناير/كانون الثاني 2017 بالانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015 ما لم يتم إصلاح ما تسميه “العيوب الكارثية” فيه.
تقرير خبراء
وقد شككت روسيا في تقرير أعده خبراء تابعون للأمم المتحدة ذكر أن إيران لم تمنع وصول صواريخ إلى الحوثيين، غير أن هؤلاء الخبراء لم يتمكنوا من تحديد القنوات التي أتاحت نقل صواريخ الإيرانيين إلى جماعة الحوثي.
وقالت موسكو إن تقرير الخبراء لا يحمل أدلة على تورط مباشر للسلطات الإيرانية في إيصال الصواريخ إلى اليمن، كما ترى أيضا أن قطع الصواريخ التي عرضتها واشنطن قبل أشهر لا تكفي للدلالة على دور مباشر لإيران بنقلها إلى اليمن حتى لو كانت إيرانية الصنع.
وتنفي إيران بشكل دائم أن تكون زودت الحوثيين بصواريخ مؤكدة أن دعمها لهم سياسي حصرا، رغم اتهامات من الولايات المتحدة والسعودية بتسليحها للحوثيين، وقالت البعثة الإيرانية بالأمم المتحدة إن الولايات المتحدة وبريطانيا سعتا إلى “تمرير مشروع قرار غير مبرر لتمرير أجندة سياسية مناهضة لإيران”.
المصدر : الجزيرة + وكالات