بدد النفط أمس المكاسب المبكرة التي كان حققها، وسط مخاوف المستثمرين بشأن زيادة إنتاج الولايات المتحدة التي فاقت أثر إشارات على قوة الطلب والاعتقاد في قدرة قيود الإنتاج التي تفرضها «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) على تقليص المعروض.
وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي للتسليم في نيسان (أبريل) 0.2 في المئة، إلى 63.76 دولار للبرميل. ونزل خام القياس العالمي مزيج «برنت» 0.2 في المئة، إلى 67.40 دولار للبرميل. وقال الرئيس التنفيذي لـ «وكالة الطاقة الدولية» فاتح بيرول إن «الولايات المتحدة ستتفوق على روسيا كأكبر منتج للنفط في العالم بحلول 2019 على الأكثر». وأشار في تصريح الى وكالة «رويترز» إلى أن «نمو النفط الصخري الأميركي قوي جداً (…) الولايات المتحدة ستصبح منتج النفط الأول في وقت قريب».
وارتفع مستوى إنتاج الخام الأميركي فوق عشرة ملايين برميل يومياً أواخر العام الماضي للمرة الأولى منذ سبعينات القرن الماضي، لتتفوق بذلك الولايات المتحدة على السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
وقال بيرول إنه لا يتوقع بلوغ الإنتاج الأميركي مستوى الذروة قبل 2020، ولا يتوقع تراجعاً في السنوات الأربع إلى الخمس التالية.
في الوقت ذاته، هبط صافي الواردات الأميركي من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 1.6 مليون برميل يومياً إلى 4.98 مليون برميل يومياً، وهو أدنى مستوى منذ أن بدأت إدارة معلومات الطاقة تسجيل البيانات في 2001، ما يسلط الضوء على مزيد من التآكل في سوق ظلت «أوبك» تعتمد عليها لعقود.
وقال بيرول إن «نمو الإنتاج ليس قوياً في الولايات المتحدة لوحدها»، مشيراً إلى «النفط الرملي في كندا على وجه الخصوص، والمشاريع البحرية البرازيلية، إذ يعتبران محركين رئيسين لقيادة الإنتاج من خارج الولايات المتحدة».
وبشأن الطلب، قال بيرول إن وكالة الطاقة الدولية تتوقع نمواً بنحو 1.4 مليون برميل يومياً في السنة الجارية.
في السياق، توقع الرئيس الدوري لـ «أوبك» ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، توازن أسواق النفط العالمية هذه السنة.
وكانت دول «أوبك» والدول المنتجة خارج المنظمة وقعت اتفاقاً تاريخياً في أواخر 2016 بخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل في اليوم كعامل رئيس لتعزيز أسواق الخام. وبلغ الالتزام بالخفض 133 في المئة في كانون الثاني (يناير) وهو ما قال المزروعي إنه يتجاوز النسبة المتفق عليها بينما كانت نسبة الالتزام 129 في المئة في كانون الأول (ديسمبر) و122 في المئة في تشرين الثاني (نوفمبر). وتابع المزروعي أن التعاون بين الدول المنتجة للنفط بما فيها روسيا بلغت مستويات «اكثر مما كان متوقعاً».
وحذر من أن عودة التوازن وتزايد الطلب يتطلبان استثمارات كبيرة في المستقبل القريب، وليس فقط من الدول الغنية بالنفط بل من كبرى شركات النفط العالمية. وختم بالقول: «نحن بحاجة الى 15 مليون برميل في اليوم بحلول 2040 لتلبية الطلب»، وحدد الحاجة إلى الاستثمارات بـ 210.5 بليون دولار.
إلى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن شركة النفط والغاز الجزائرية «سوناطراك» اتفقت مع شركتي «رونيسانس» و»باييجان» التركيتين على بناء منشأة بتروكيماويات قيمتها بليون دولار في تركيا.
في العراق، لفت مسؤول في وزارة النفط إلى أن بغداد تجري محادثات مع شركة «شيفرون» بشأن «حقل مجنون» النفطي، لافتاً إلى أن إنتاج العراق بلغ نحو 4.35 مليون برميل يومياً.
وفي سياق متصل، أعلن مدير مكتب الترخيص والعقود في وزارة النفط العراقية عبد المهدي العميدي، إن شركة نفط البصرة تستعد لطرح مشروع حقن مياه ضروري لزيادة طاقة إنتاج النفط، إذا فشلت المحادثات الجارية مع «إكسون موبيل». وقال على هامش مؤتمر في برلين: «لا نستطيع الانتظار أكثر ما لم تقبل إكسون موبيل بالاتفاق لمصلحة الطرفين.»