عبّر العراق عن نيته الطلب من روسيا شراء منظومة صواريخ دفاعية، حسب ما قال وزير الخارجية، إبراهيم الجعفري، أمس الأربعاء، معتبراً أن لبلده «الحق في أن يبحث عن أفضل الفرص لتعزيز وضعه الدفاعي بعد أن دفع ثمنا غاليا في محاربة الإرهاب».
المكتب الإعلامي للجعفري، ذكر، في بيان، أن «وزير الخارجية وقع مع نائب الرئيس الروسي، ديمتري روغوزين، محضر الاجتماع السابع للجنة المشتركة العراقـية ـ الروسية في ختام الاجتماعات التي عقدت في العاصمة موسكو، حيث أوضح الجعفري أنه جرى مناقشة تعميق العلاقات العراقـية ـ الروسية على أكثر من صعيد، ومنها الملفات ذات الطابع الاستراتيجي والحيوي».
وكشف عن «نية العراق الطلب من روسيا شراء منظومة صواريخ دفاعية»، مبينا أن «النية منعقدة على الاستفادة من هذه الفرصة، ونحن ندرس الإشكالات كافة وما يحيطها من صعوبات ونعمل على تذليلها».
وأشار إلى أن «العراق له الحق في أن يبحث عن أفضل الفرص لتعزيز وضعه الدفاعي بعد أن دفع ثمنا غاليا في محاربة الإرهاب وما تعرّضت له ثرواته وإنسانه من تدمير».
نائب الرئيس الروسي بين أن «النجاحات العسكرية التي حقـقها العراق على الإرهاب تحتاج إلى نجاحات اقتصادية كبيرة، وهو ما تشهده العلاقات الروسية ـ العراقـية».
وترأس الجعفري الجانب العراقي في الاجتماع السابع للجنة العراقـية ـ الروسيـة المشتركة، حيث أجرى الجانبان تقييماً لبرنامج تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية، وأكدا سعيهما المشترك لتقويتها، وتعميقها. كما اتفق الطرفان على عقد الدورة الثامنة لاجتماع اللجنة المشتركة في بغداد عام 2019، وسيتم الاتفاق على موعد عقدها، وجدول أعمالها عبر القنوات الدبلوماسية.
وجاء التصريح فيما تنفي الحكومة العراقية التعاقد مع الجانب الروسي على استيراد منظومة (أس ـ 400) حسب تصريح سابق للمتحدث باسم مكتب العبادي لـ«القدس العربي».
كما يأتي بعد تحذير من وزارة الخارجية الأمريكية السلطات العراقية من تبعات عقد صفقات لشراء أسلحة روسية، وذلك وفقا لقانون مواجهة أعداء أمريكا عبر العقوبات.
وأكدت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت الأسبوع الماضي أن «الولايات المتحدة تتحدث مع دول كثيرة، ومنها العراق لتشرح مغزى القانون المذكور والتبعات الممكنة لعقد هذه الدول صفقات دفاعية مع روسيا».
وأشارت إلى أنها «لا تعلم هل تم توقيع الصفقة بين العراق وروسيا بشأن منظومات إس ـ 400 أم لا».
وكشفت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي عن قيام بعض دول الخليج بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل منع العراق من تطوير منظومته العسكرية.
وقال عضو اللجنة النائب عماد يوخنا في تصريح له إن «العراق لديه سياسة تسليح خاصة، وكل ما يصدر عن الجانب الأمريكي لا يعني لنا شيئاً»، مبينا أن «الولايات المتحدة تتعامل بازدواجية ولا تحترم اتفاقية التعاون الأمني مع العراق».
وأضاف أن «الجيش العراقي بصورة عامة يتبع العقيدة الروسية في التسليح والتدريب، إلا أن الحاجة اليوم تتطلب تنوع مصادر التسليح بالاعتماد على أكثر من دولة»، مؤكداً أن «أمريكا اعترضت على تسليح العراق بمنظومة الدفاع الجوي الروسية ( أس ـ 400)، على الرغم من أن العراق لم يقدم على شراء المنظومة المذكورة، لكنه طرح الفكرة فقط».
ضغوط خليجية
وأوضح أن «دول الخليج لا يسرها امتلاك العراق لمنظومة الدفاع الجوي الروسية، على الرغم من امتلاكهم إياها، حيث قاموا بالضغط على الجانب الأمريكي من أجل منع العراق من الحصول عليها»، من دون كشف هذه الدول.
وبعد إعلان العراق انتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بدأ يعيد ترتيب وتنظيم قواته التي شاركت في عمليات التحرير لنحو ثلاثة أعوام متتالية (2014 ـ 2017).
ويرى مراقبون أن العراق يتجه لتطوير ترسانته العسكرية بعد أن كان ينفق جّلَ موازنته على السلاح والعتاد لإدامة زخم المعارك.
ويسعى العراق إلى تحصين دفاعاته الجوية أسوة بالدول الجارة لصد أي هجمات قد تأتي من خارج الحدود في ظل حديث عن تحركات للتنظيم على الحدود بين العراق وسوريا.
3 آلاف من «الدولة» قرب القائم
وكشف القيادي في حشد محافظة الأنبار، قطري العبيدي، أمس الاربعاء، عن تواجد 3 الاف عنصر من التنظيم قرب منطقة القائم غربي المحافظة، التي تشهد تواجدا كثيفا للقوات الأمريكية، مطالبا رئيس الوزراء حيدر العبادي بمفاتحة الجانب السوري لقصف تجمعاتهم.
وقال في تصريح له إن «نحو ثلاثة آلاف داعشي يتحصنون في منطقة (هجين) بالقرب من منطقة البو كمال السورية شمال نهر الفرات، والتي لا تبعد سوى 3 كم عن قضاء القائم غربي الأنبار، مما يشكل خطرا على القاطع الغربي للمحافظة»، داعيا رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي إلى «التدخل لاستحصال الموافقة من الجانب السوري لقصف التجمع».
وأضاف أن «معلومات استخباراتية أكدت أن معظم المتواجدين في هذه المنطقة من الذين هربوا إبان تحرير المناطق الغربية من قبل القوات الأمنية والقوات الساندة لها باتجاه تلك المنطقة، ومعظمهم من جنسيات أجنبية»، لافتاً إلى أن «الطيران الأمريكي الذي يحلق فوق سماء تلك المنطقة لم يتحرك لقصف هذه التجمع من دون معرفة الأسباب».