قال صحفي بريطاني بارز إن مستقبل المملكة العربية السعودية مرهون بكسب الحرب في اليمن، وإلا فإن كل خطط الإصلاح التي يتبناها الأمير محمد بن سلمان ستذهب أدراج الرياح.
وأفاد روجر بويز في مقال بصحيفة التايمز اللندنية بأن حرب اليمن تكبد السعودية مئتي مليون دولار أميركي يومياً، وأن مقابل صاروخ حوثي واحد يكلف أقل من مليون دولار، تطلق الرياض تجاهه صاروخ باتريوت بقيمة ثلاثة ملايين دولار لاعتراضه.
واتضح جلياً أن إيران نصبت فخاً لولي العهد السعودي، الذي يحمّله الكاتب مسؤولية إشعال الحرب، بأن جعلت اليمن فيتنام السعودية؛ لتستنزف مواردها وتحيلها إلى حطام.
ويرجح روجر بويز أن الرياض لن تنجح في مبتغاها من الإصلاحات إلا إذا أظهرت دراية بكيفية إشعال حرب والخروج منها رابحة؛ فالسعودية -طبقاً لرؤيته- تعاني من “مشكلة علاقات عامة”، فهي في نظر العالم تقصف بلداً “في فقر مدقع”. والأمر في ذلك لا يقتصر على الرياض وحدها؛ فحرب اليمن تمثل لبريطانيا أيضا مشكلة، ذلك أن القصف يتم بعتاد عسكري من صنعها.
فاليمن أضحت “مسألة وجود” بالنسبة لآل سعود وولي العهد نفسه؛ فباستطاعته خلق المتاعب، لكن هل بإمكانه أن يقود؟ يتساءل المقال، الذي يمضي كاتبه إلى القول إن كل مساعي الإصلاح والسلاح البريطاني لن تفلح في مساعدة اليمن الغارق في أتون الحرب، كما لن تحل معضلة محمد بن سلمان الرئيسية التي تتمثل في أنه كلما طال أمد الصراع، كان له تأثير مدمر لصورته كقائد عسكري.
وفي رأي الكاتب فإن رؤية 2030 لتحديث المملكة والانفتاح على شبابها وإنشاء مدن جديدة تهدف أيضا إلى ربح السجال الدائر مع إيران، وتصويرها كنظام حكم متخلف يقوم على خنق أبنائه، منوهاً إلى أن بريطانيا تريد الانتفاع من التحولات الجارية في السعودية، وإيفاد تربويين ومديري متاحف ورواد أعمال ومسؤولين من شركة “بريتيش أيروسبيس” لصناعة الطائرات البريطانية إلى الرياض.
المصدر : تايمز