تعتزم الولايات المتحدة في غضون شهرين من الآن فتح سفارة جديدة تتويجا لقرار الرئيس دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
غير أن ثمة مفارقة تكتنف هذه الخطوة وتتمثل في موقعها الجديد، صحيح أن السفارة ستنقل من تل أبيب إلى القدس، لكن الصحيح أيضا أنها لن تكون بكاملها داخل إسرائيل كما تزعم صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
الأمر يبدو في ظاهره أقرب إلى اللغز، لكن الصحيفة تقول إن المجمع الدبلوماسي الذي سيحتضن السفارة الأميركية لحين العثور على مقر دائم لها يقع جزء منه في منطقة متنازع عليها.
وتضم هذه الأرض المتنازع عليها المنطقة الواقعة بين خطوط الهدنة التي رسمت في نهاية حرب 1948 التي ادعى كل من الأردن وإسرائيل ملكيتها، وذلك قبل أن تسيطر الأخيرة عليها بالكامل إبان حرب يونيو/حزيران 1967، وتعتبر الأمم المتحدة وأغلبية دول العالم أن هذه منطقة محتلة.
ولطالما تجنبت وزارة الخارجية الأميركية اتخاذ موقف واضح بشأنها، لكنها تعتمد على حقيقة مفادها أن إسرائيل والأردن تقاسما رسميا ذلك “الجيب المتنازع عليه”، على حد تعبير نيويورك تايمز.
وقالت الوزارة في بيان الأسبوع الماضي إن موقع السفارة المؤقت في حي أرنونا السكني “ظل باستمرار تحت الاستخدام الإسرائيلي منذ عام 1949، وهو اليوم حي سكني تجاري مختلط”.
من جانبه، وصف أشرف خطيب -من دائرة شؤون المفاوضات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية- المنطقة المتنازع عليها بأنها “أرض محتلة”، وعلى هذا الأساس فإن “أي وضع دائم لتلك الأرض ينبغي أن يكون في إطار مفاوضات للتوصل إلى حل نهائي”.
ورأت نيويورك تايمز أن من شأن هذا النزاع أن يحيل السفير الأميركي ديفد فريدمان -وهو من غلاة الداعمين للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة- شخصيا إلى نوع جديد من المستوطنين الدبلوماسيين.
المصدر : نيويورك تايمز