اعتبرت روسيا أن قرارات بريطانيا ضدها استفزاز وقح غير مسبوق، وقد اختارت بذلك المواجهة مؤكدة رفضها لطريقة “الإنذارات النهائية”. في حين توالت التصريحات الدولية المطالبة بتخفيف التوتر.
وبعد خطاب لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم الأربعاء تضمن طرد دبلوماسيين روس، قالت الخارجية الروسية إن الحكومة البريطانية اتجهت نحو مزيد من التصعيد.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا أن وزير الخارجية سيرغي لافروف لم يقبل من الأساس دعوة لندنلزيارة رسمية.
وبعد اجتماع له بالخارجية البريطانية، قال السفير الروسي ألكسندر ياكوفينكو إنه يجب على الحكومة البريطانية أن تتقدم بطلب لـ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وستكون بلاده مستعدة للرد عليه خلال عشرة أيام، معتبرا أن هذا هو القانون الدولي وأن بلاده ليست مستعدة لإجراء محادثات بطريقة “الإنذارات النهائية”.
ويأتي ذلك بعد ساعات من خطاب ماي في جلسة لـ مجلس العموم أعلنت فيه طرد 23 دبلوماسيا روسيا ومطالبتهم بالمغادرة خلال أسبوع، وتعليق الاتصالات المقررة مع موسكو ردا على تسميم العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال على الأراضي البريطانية.
وقالت ماي إنه تم تحديد الدبلوماسيين الروس على أنهم ضباط استخبارات غير مصرح لهم، وإن ما جرى هو استخدام للسلاح الكيميائي، مؤكدة أن بلادها ستدفع من أجل رد دولي قوي خلال جلسة مجلس الأمن اليوم.
كما ألغت لندن دعوة كانت موجهة لوزير الخارجية الروسية لزيارة البلاد، مشيرة إلى أن الوزراء البريطانيين وأفراد العائلة الملكية لن يحضروا بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا المقررة هذا الصيف.
وكتبت الخارجية البريطانية على موقعها الإلكتروني نصائح لرعاياها الراغبين في التوجه إلى روسيا، جاء فيها “بسبب التوتر السياسي المتزايد بين بريطانيا وروسيا، يجب أن تكونوا يقظين إزاء مشاعر محتملة مناهضة للبريطانيين ومضايقات في هذا الوقت”.
مواقف دولية
وفي إطار ردود الفعل، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن بلادها ستأخذ ما توصلت إليه الحكومة البريطانية بمنتهى الجدية، مضيفة أنه ستكون هناك مواقف أوروبية مشتركة.
وأضافت “ومع ذلك، أقول إنه لا يجوز لنا قطع كل الاتصالات الآن. علينا أن نواصل التحدث مع الروس برغم كل الخلافات في الرأي”.
من جهته، اعتبر المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنجامين جريفو أن من السابق لأوانه اتخاذ قرار بشأن اتهامات لندن لـ موسكو قبل توفر إثباتات.
وأعرب بيان لـ حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن القلق العميق لدول الحلف إزاء أول استخدام لغاز الأعصاب على أرض إحدى الدول الأعضاء منذ تأسيس الحلف، وطالب روسيا بتوفير المعلومات الكاملة لبريطانيا.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية قد رحبت بالدعم القوي من حلف الناتو والاتحاد الأوروبي لموقف بلادها في هذه الأزمة.