«هجوم دبلوماسي» كبير لأمريكا وأوروبا على روسيا يطرد العشرات من مسؤولي سفاراتها

«هجوم دبلوماسي» كبير لأمريكا وأوروبا على روسيا يطرد العشرات من مسؤولي سفاراتها

في خطوة تبدو منسقة من جميع أطرافها أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية، أمس الإثنين، طرد عدد كبير من الدبلوماسيين الروس، في أكبر عملية جماعية لطرد دبلوماسيين، بعد اتهام روسيا بالوقوف وراء محاولة اغتيال عميل مخابرات روسي سابق في لندن باستخدام غاز سام، في وقت سابق هذا الشهر.
وقال مسؤولون كبار من الإدارة الأمريكية، إن الرئيس دونالد ترامب أمر الإثنين بطرد 60 روسياً من أمريكا وإغلاق القنصلية الروسية في سياتل، بسبب قضية استخدام غاز الأعصاب في بريطانيا، في رد على «محاولة طائشة»، لمهاجمة الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا بعنصر غازي ذي استخدامات عسكرية.
وقال المسؤولون الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم للصحافيين، إن أمر الطرد يشمل 12 ضابط مخابرات روسيا من بعثة الأمم المتحدة في نيويورك، ويعكس مخاوف من أن أنشطة روسيا المخابراتية تزداد عدوانية.
من جانبه، أعلن رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، أمس الإثنين، أن 14 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي قررت طرد دبلوماسيين روس.
ونقلت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية للأنباء عن تاسك قوله إنه ربما ستكون هناك إجراءات إضافية تشمل طرد المزيد في الأيام والأسابيع المقبلة.
وضمن عمليات طرد الدبلوماسيين الروس، أعلنت التشيك أنها قررت طرد 3 عاملين في السفارة الروسية.
وقال رئيس وزراء التشيك، أندريه بابيش، إن هذه الخطوة تأتي تعبيرا عن التضامن مع بريطانيا، وفق الوكالة.
وقررت هولندا والدنمارك طرد دبلوماسيين اثنين روسيين، فيما قررت لتوانيا طرد ثلاثة.
وقالت الخارجية الإيطالية إن روما ستطرد دبلوماسيين اثنين في السفارة الروسية، خلال أسبوع، فيما اتخذت كل من فرنسا، وبولندا، وألمانيا قرارًا بطرد 4 دبلوماسيين روس، بينما اكتفت دول أخرى بطرد دبلوماسي روسي واحد من كل منها، وهي: فنلندا، لاتفيا، رومانيا، كرواتيا، إستونيا والسويد.
وتوعد مصدر في الخارجية الروسية، أمس، بأن بلاده سترد بالمثل، خلال أيام، على قرار دول في الاتحاد الأوروبي بطرد دبلوماسيين روس، وفق وكالة الإعلام الروسية.
وقال «إن هذا العمل العدائي من جانب هذه المجموعة من الدول لن يمر دون عقاب، وسنرد.»
إلى ذلك، أشادت المملكة المتحدة الإثنين بـ«الرد الدولي الرائع» على تسميم جاسوس روسي مزدوج سابق على أراضيها وابنته لوليا في 4 آذار/مارس.
وكتب وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، في تغريدة «أن الرد الرائع لحلفائنا يشكل أكبر عملية طرد لضباط استخبارات روس في التاريخ، وسيتيح الدفاع عن أمننا المشترك»، وذلك بعد إعلان 14 دولة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وأوكرانيا الإثنين طرد دبلوماسيين روس.
وأضاف متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي في بيان «نشيد بتحرك حلفائنا الذي يظهر أننا نقف جنبا إلى جنب لتوجيه رسالة لروسيا مفادها أنه لا يمكنها الاستمرار في تجاهل القانون الدولي».
واتخذ حلفاء لندن تلك الإجراءات بعد أن اعتبرت المملكة المتحدة روسيا مسؤولة عن تسميم سيرغي سكريبال وابنته، في الرابع من آذار/ مارس في سالزبري جنوب غرب إنكلترا.
وأعلنت لندن طرد 23 دبلوماسيا روسيا في 14 آذار وتجميد العلاقات الثنائية.

القدس العربي