قتل 150 مدنيا على الأقل أكثرهم من الأطفال والنساء في دوما بالغوطة الشرقية بريف العاصمة السورية دمشق في غارات جوية بصواريخ يرجح أنها تحتوي على غاز الكلور السام وأخرى تحوي على غاز السارين المحرمين دوليا تبعا للأعراض الظاهرة على المصابين، وذلك بحسب الدفاع المدني في الغوطة الشرقية.
وقالت مصادر طبية للجزيرة، إن معظم القتلى تعرضوا للاختناق نتيجة استهداف الطائرات الحربية أقبية في المدينة.
وأفادت المصادر الطبية في دوما أن الأسلحة الكيميائية المستخدمة تحتوي على غازات عالية التركيز، وأنه ومع تركز القصف وشدته تضررت أجزاء كبيرة من المستشفى الوحيد بالمدينة فخرج من الخدمة وسط عجز من فرق الإسعاف والدفاع المدني عن إجلاء المصابين من الملاجئ التي دخلتها الغازات السامة.
وقال مراسل الجزيرة إن أعداد الضحايا مرشحة للارتفاع نظرا لوجود ضحايا في مساكنهم لم يتم الوصول إليهم وحصرهم بعد.
ونفى النظام السوري من جهته استهداف دوما بالأسلحة الكيميائية.
ويأتي الاستهداف الأخير لدوما بالسلاح الكيميائي بعد عشرات الغارات الجوية الروسية والسورية حسب مصادر المعارضة السورية.
ووصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قصف دوما بأنه جريمة حرب بل وجريمة العصر، وحمل المسؤولية لنظام الأسد وروسيا. وقلل الإئتلاف في بيان صدر عنه من جدوى دعوة مجلس الأمن للانعقاد.
وطالب البيان الدول دائمة العضوية والدول المعنية، وتحديدا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، للتحرك عسكريا وفقا لمسؤولياتهم في حماية الأمن والسلم الدوليين.
ويأتي استئناف النظام السوري والقوات الروسية للقصف على دوما منذ يومين رغم أن أنباء كانت قد ترددت عن إبرام اتفاق بين فصيل جيش الإسلام المسيطر على دوما والجانب الروسي لوقف إطلاق النار.
وقد نفى المسؤول السياسي في فصيل جيش الإسلام محمد علوش وجود أي اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصيل والجانب الروسي.
واعتبر في لقاء سابق مع الجزيرة أن القصف بالغازات السامة دليل على وجود انقسام بين ما وصفه باللوبيات الإيرانية والروسية في سوريا من أجل السيطرة واقتسام المصالح.
أميركا تتابع
وفي أول ردة فعل عالمية، قالت الخارجية الأميركية إنها تتابع عن كثب تقارير “مثيرة للقلق” تفيد باحتمال وقوع هجوم كيميائي على مدينة دوما.
وقال مراسل الجزيرة في واشنطن فادي منصور إن مسؤولا بالخارجية الأميركية صرح بأن واشنطن لا تستبعد وقوع الهجوم بالسلاح الكيميائي وإن وزارته لا تزال تتلقى التقارير الميدانية وتقيم المعلومات.
وأوضحت الخارجية الأميركية أن “تاريخ النظام السوري في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه ليس محل شك”.
وحمل بيان للخارجية الأميركية روسيا مسؤولية أي هجوم كيميائي يقع في سوريا، وقالت “روسيا تتحمل في نهاية المطاف مسؤولية الاستهداف الوحشي لعدد لا يحصى من السوريين بأسلحة كيميائية”.
وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قد حذر الشهر الماضي النظام السوري من استعمال الأسلحة الكيميائية في حملته على الأطراف المعارضة له.
المصدر : الجزيرة + وكالات