أفاد دبلوماسيون بأن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نكي هيلي عبرت عن رغبتها في أن يصوت مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء على مشروع قرار أميركي بشأن فتح تحقيق جديد لتحديد المسؤول عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
ووزعت الولايات المتحدة على أعضاء مجلس الأمن 15 مشروع قرار معدلا، كان جرى طرحه للمرة الأولى في أول مارس/آذار الماضي.
وقال مراسل الجزيرة إن الولايات المتحدة تتجه للطلب من مجلس الأمن التصويت الثلاثاء على مشروع قرار حول إنشاء لجنة تحقيق بشأن استعمال الكيميائي في سوريا.
وكانت هيلي قالت خلال كلمتها في الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن لبحث الهجوم على دوما إن واشنطن سترد على الهجوم الكيميائي على دوما سواء تحرك مجلس الأمن أم لا، مؤكدة عزم بلادها على تحديد من أسمته “الوحش” الذي قام باستهداف دوما بالكيميائي لمحاسبته.
من جانبه، دعا المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى التحقيق في الهجوم الكيميائي على دوما، وقال إن السلطات السورية والقوات الروسية ستمكنهم من السفر إلى هذه المناطق لمعرفة الوضع هناك.
وقال السفير الروسي للصحافيين عقب الجلسة إن المقترح الأميركي الجديد “يتضمن بعض العناصر غير المقبولة مما يجعله أسوأ” من المقترح الأميركي الأول.
وردا على سؤال بشأن إذا كانت التعديلات التي أدخلتها الولايات المتحدة على مشروعها تدعو للاعتقاد بأن الإدارة الأميركية تنحو نحو الخيار الدبلوماسي، أجاب السفير الروسي “أخشى أنهم يسعون أكثر إلى الخيار العسكري الذي هو خيار شديد الخطورة”.
مشروع القرار
وينص مشروع القرار الأميركي على تشكيل “آلية تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة” بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، يكون تفويضها صالحا لمدة عام قابل للتجديد.
ويتضمن مشروع القرار الأميركي إدانة للنظام السوري بعد هجوم دوما، وينص كذلك على “محاسبة المسؤولين عن أي استخدام للأسلحة الكيميائية”.
وفي تعليقه على السجال الروسي الأميركي، قال ريتشارد غوان خبير الأمم المتحدة من المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية إن “مشروع القرار الأميركي هو بمثابة فخ للروس الذين لن يكون أمامهم من خيار سوى التصويت بالفيتو، وسيعطي ذلك الولايات المتحدة -وربما فرنسا- ذريعة لشن عمل عسكري”.
وأعرب مجلس الأمن عن قلقه إزاء الوضع الإنساني في سوريا، خاصة الاتهامات المرتبطة باستعمال السلاح الكيميائي في دوما، مؤكدا الحاجة لإجراء تحقيق عاجل ونزيه من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ودعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا خلال الجلسة الطارئة إلى وضع آلية للتحقيق في مزاعم الهجمات الكيميائية وتحديد المسؤولين عنها.
أما مندوب الكويت في الأمم المتحدة منصور العتيبي فدعا إلى تأسيس آلية جديدة للتحقق من الهجمات الكيميائية في سوريا ومحاسبة الطرف المسؤول عن ارتكاب هذه الهجمات.
وكانت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني) في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، قالت إن العشرات قتلوا في “هجوم بغاز الكلور السام” في وقت متأخر من السبت في دوما، آخر معاقل المسلحين في الغوطة الشرقية.
المصدر : الجزيرة + وكالات