العبادي يبني دولة مؤسسات في العراق بحكمة واقتدار

العبادي يبني دولة مؤسسات في العراق بحكمة واقتدار

 

 


العبادي يقود العراق نحو المؤسسية والعصرية

منذ تولي حيدر العبادي رئاسة الوزراء العراقية ؛ وهو يسجل نجاحات متواصلة في أكثر من صعيد، ويضع اسس بناء دولة مؤسسات ويحارب الفساد ، وتتسم سياسته بالمرونة في ادارة التعامل مع الأزمات الداخلية والخارجية، وساعده على ذلك تفرده بشخصية قيادية تحظى باحترام وتقدير داخل العراق وخارجه، ، وبرز ذلك في سياسته في الحرب ضد داعش وتحرير العراق.
الصعيد الأمني
استطاع العبادي القائد العام للقوات المسلحة العراقية أن يواجه الارهاب المتمثل بتنظيم داعش الارهابي ودحره من مختلف المحافظات العراقية وتطهير الصحارى الغربية منه، وحصر السلاح في يد الدولة وإلغاء المظاهر المسلحة بشكل نهائي، وتأكيد احترام أحكام القضاء وسيادة القانون في جميع مفاصل الدولة والمجتمع.
وشدد العبادي على الاستمرار بكل قوة وعزيمة وبتعاون الجميع بمحاربة الفساد بجميع أشكاله وصوره لأنه أكبر حاضنة للإرهاب والجريمة، وركز على ابعاد مؤسسات ودوائر الدولة عن التدخلات السياسية والمحاصصة وعدم الاستئثار بمواقع المسؤولية والوظائف العامة من أجل تحقيق العدالة .

اعادة اعمار العراق
ويعمل العبادي جاهدا على تحقيق رؤيته في إعادة بناء العراق في كل المجالات، ليكون في مصاف الدول المتقدمة متمثلا تاريخه الحضاري عبر العصور اذ كانت بغداد عاصمة العالم الحضارية، ويسعى العبادي لإخراج العراق من نفقه المظلم الذي اوصله اليه الاحتلال والمفسدين بإعادة اللحمة الوطنية وترسيخ سياسة العيش بين المكونات الاجتماعية فيه رافضًا النهج الطائفي في ممارسة الحكم في العراق ومحاربًا للفساد وحصر السلاح بيد الدولة بموجب القانون مع منع الخروج عنه أو المس بأمن الدولة.
ويشدد العبادي على المصالحة المجتمعية، التي هي أشمل من المصالحة الوطنية المطلوبة بدورها بين الاحزاب والطوائف، فالمصالحة المجتمعية تدخل الى داخل كل بيت عراقي حاول فيها الارهاب والفكر التكفيري ان يحرف العقائد ويثير الاحقاد بين افراده.

الجانب الاقتصادي
يرفع العبادي شعار مكافحة الفساد في كل مفاصل الدولة العراقية، اذ تحسن في عهده أداء العمل في اغلب الوزرات العراقية وخير مثال على ذلك ما تحققه وزارة النفط من قفزات نجاح بفضل توجيهات العبادي السديدة وقيادته الرشيدة ومتابعته لتنفيذ الخطط التنموية الحالية والمستقبلية ؛ وتفاني وجهود وزيرها المستقل جبار اللعيبي الذي حقق النجاح والريادة في كل اعمالها، وادارة سياسة” اوبك” وتعامل العراق معها، اذ شهدت نقلات نوعية في انتاج الطاقة ، وتطورا كبيرا في صناعة النفط في العراق.
ومن نجاحات العبادي المميزة إحالة عقد الخدمة لحقل شرق بغداد الجزء الجنوبي لاستخراج النفط الخام من محافظة بغداد والذي بدوره يجهز محطات الطاقة الكهربائية للمحافظة دون الحاجة لنقله من المحافظات الأخرى.
ومنها توسعة حقل الناصرية النفطي لزيادة الانتاج من 100 ألف برميل يوميا إلى 200 ألف برميل يوميا، ومناقشة تشكيل لجنة مشتركة من وزارتي الكهرباء والنفط للنظر بإمكانية التعاون مع شركات القطاع الخاص العراقية لانشاء محطة تفريغ للغاز الجاف لتغذية الخط الذي يزود محطات الطاقة بالكهرباء.

العبادي يحارب الفساد
يعد العبادي القضاء على الفساد حربا ، وعد العراقيين بالانتصار فيها، حربا على الفساد المالي والاداري في أجهزة الدولة بشكل خاص ضمن تقرير شامل يطلق به معركته ضد الفساد التي ستشمل فاسدين ومهربي الاموال العامة الى الخارج والضالعين بغسيل الاموال. مؤكدا ان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة الازدهار الاقتصادي والقصاص من الفاسدين، اذ قال: “سنفي بكل عهد قطعناه وسنحقق طموحات العراقيين بتعاوننا معا وبنفس الروح والاندفاع التي مضينا بها خلال عمليات التحرير والنصر وتوحيد البلد”.
وبتوجيهاته ، كشفت هيئة النزاهة العراقية أغسطس الماضي عن صدور 216 قرار منع سفر بشأن قضايا فساد خلال عام 2017. وقال رئيس الهيئة حسن الياسري إن “مجموع اوامر منع السفر خارج العراق الصادرة بحق مسؤولين والتي تتعلق بتحقيقات في قضايا فساد خلال النصف الاول من العام الماضي 2017 بلغ 216″، موضحا أنّ “4 اوامر منع سفر صدرت بحق وزراء ومن هم بدرجتهم و17 بحق ذوي الدرجات الخاصة والمدراء العامين ومن هم بدرجتهم”.

اما على المستوى الاجتماعي فيحظى العبادي بشعبية كبيرة بين ابناء الشعب العراقي ، اذ حسب استطلاع الرأي الذي أجراه معهد واشنطن في حزيران/يونيو من هذا العام في محافظة الأنبار وصلاح الدين والموصل فان حيدر العبادي يحظى بثقة المواطنين العراقيين في تلك المحافظات وأنهم يضعون تفاؤلهم وثقتهم به لقيادة العراق نحو الرقي والازدهار في مختلف مناحي الحياة. وأفاد الاستطلاع نفسه بأنّ العبادي سوف يحدّد مصير العراق في مرحلة ما بعد “داعش” إذا نجح في استثمار هذه الموجة من الثقة في قيادته. فأكثر من 70% من السنّة و60% من الشيعة يؤيّدون العبادي.
بالإضافة إلى ذلك، يدعم 50% من السنّة بشكلٍ عام و53% من الذين خضعوا لسيطرة “داعش” ولايةً ثانية للعبادي مقابل 35% في صفوف الشيعة. وقد دفعت هذه الثقة بالعبادي ثلثَي سكان الموصل إلى تفضيل أي محافظٍ يعيّنه، ولو كان من الطائفة الشيعية، على محافظ الموصل الحالي. وقد دفعت هذه الثقة الكبيرة بالعبادي وقيادته أيضًا الأكثرية الشاسعة من سكان الموصل إلى رفض أي نوعٍ من التسوية الفدرالية اللامركزية للغاية للإدارة المستقبلية لمدينتهم. إذ يفضّلون البقاء جزءًا من الدولة العراقية الفدرالية ويرفضون كل دعوةٍ إلى أي نوع من التسويات الأخرى المقترحة على غرار اقتراح المنطقة شبه المستقلة. وفي السياق ذاته ، يرغب أكثر من 80% من السنّة، خصوصًا أولئك الذين اختبروا الحياة تحت سيطرة “داعش”، بأن يكون الجيش العراقي والشرطة العراقية القوات الأمنية الأساسية في مناطقهم، وليس القوات القبلية المحلية. فالرسالة الايجابية التي نجح العبادي في ايصالها إلى سكان المناطق المحررة مفادها ان الدولة، وإن كانت في أضعف صورها، واكثر مراحلها اهتزازاً، ما زالت الطرف الوحيد القادر على حماية مواطنيها.
واكد العبادي وحدة التراب العراقي و رفضه التام لنتائج استفتاء كردستان العراق و اتخذ إجراءات عملية لإفشاله.
العبادي والعلاقات الخارجية

وانتهج حيدر العبادي سياسة الانفتاح والتقارب مع الدول العربية، فزار المملكة العربية السعودية والأردن ومصر، وما هذه الزيارات إلا دليل عملي بأن العراق لا يستغني عن عمقه العربي الذي سينعكس بشكل إيجابي على كل المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية بين الجانبين ويفتح صفحة جديدة للتعاون العربي البيني.
واتسمت العلاقات التركية العراقية في الآونة الأخيرة بالتقارب على الرغم من التوتر الذي شاب علاقات الدولتين على خلفية “معسكر بعشيقة ” اذ يدرك العبادي جيدًا أن العلاقات بين الدول لا تسير على خط مستقيم.
أما على المستوى الدولي فيحظى العبادي منذ مجيئه لحكم العراق بدعم دولي وفي مقدمته دعم الولايات المتحدة الأمريكية سواء في عهد الإدارة الأمريكية السابقة أو إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترمب، ودعم دول الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتهم ألمانيا وفرنسا.
العبادي يقود الانتخابات المقبلة
تحالف العبادي في قائمة “تحالف نصر العراق، والتي تضم 40 كيانا، ليصبح أكبر التحالفات التي ستخوض الانتخابات المقبلة”.

ويعد تحالف ” نصر العراق عابرا للطائفية، اذ ضم تيارات من كل مكونات الشعب العراقي.
واكد العبادي ان “ائتلاف النصر عابر للطائفية والتفرقة والتمييز”، داعيا الكيانات السياسية للانضمام إليه.
وأضاف العبادي “آن أوان قطاف النصر وليبدأ عهد جديد وحياة أفضل لأجيالنا القادمة، فثروتنا الوطنية والبشرية كفيلة بجعل العراق في طليعة البلدان المستقرة والمزدهرة، إذا أحسنا اختيار الطريق وأخلصنا النوايا”.
وتوقعت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير لها نشرته، بقاء رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي في منصبه بعد الانتخابات المقبلة، مشيرة الى أن تحالفات ما بعد أيار، هي التي ستقرر شكل الحكومة المقبلة.

وذكرت الصحيفة في تقريرها أن “تعدد القوى السياسية وتجزؤ النظام البرلماني العراقي يعني أن مساومات ما بعد الانتخابات هي ما يحدد مسار الدولة بدلا من الانتخابات نفسها”.

ونقلت الصحيفة عن فنار حداد، المتخصص بالسياسة العراقية في جامعة سنغافورة الوطنية، توقعه بان ” تسفر الانتخابات عن حكومة ائتلافية أخرى برئاسة العبادي، و لا توجد معارضة متماسكة يمكنها أن تتفوق عليه بسهولة

ونظرًا للإنجازات التي حققها حيدر العبادي على المستوى الداخلي والخارجي صنفت الصحيفة الاميركية فورن بوليسي” foreign policy” المتخصصة بالشأن السياسي الدولي والعالمي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بانه من ابرز المفكرين العالميين. ووصف البروفسور الاميركي والمفكر العالمي فرانسز فوكوياما صاحب العديد من المؤلفات في الاقتصاد والسياسة في تعليق له على اختيار رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ضمن قائمة مجلة فورين بوليسي لمفكري العالم لسنة ٢٠١٧ قائلا ان العراق قد يتحول الى قصة نجاح غير متوقعة.
واشارت الصحيفة وبحسب مقال للكاتب الاميركي ديفيد كنيار الى ان العبادي استطاع ارجاع العراق موحدا. مبينة ان العبادي قد واجه اصعب عمل في خارطة الشرق الاوسط المعقدة ، مما يجعل انجازاته نجاحات باهرة لم يشهد لها مثيل من ذي قبل، وعلى مرّ الاعوام المنصرمة اذ استطاع طرد تنظيم داعش الارهابي من جميع المدن العراقية، واطلق اوسع خطة لتنفيذ حملة واسعة لمكافحة الفساد في قطاعات ومؤسسات الدولة.
واشارت الصحيفة الى دور العبادي الاساس والمؤثر في منع انجرار العراق او جعله ساحة للصراعات الاقليمية وذلك برسمه الخارطة السياسية الداخلية بحكمة ودقة، اذ تمكن العبادي بحنكته السياسية من جمع مكونات العراق، تلك الحنكة السياسية التي لم يتمكن خصومه السياسيون من اجهاضها.
واوضحت الصحيفة إن محاولة العبادي إبقاء العراق متحدا تتطلب منه أن يقاتل أكثر من مجرد الارهابيين وفي أكتوبر، بعد أن أجرى الأكراد استفتاء على الاستقلال قام بإطلاق عملية ناجحة لاستعادة منطقة كركوك الغنية بالبترول من البيشمركة وقام بمد” يد السلام ” إلى المواطنين الأكراد والحفاظ على حياتهم، وقال في 17 أكتوبر ردا على الاحداث التي يمر بها الاكراد : “أي اعتداء على الأكراد هو اعتداء علينا”.
واكدت الصحيفة ان هذه التحركات تعد مثالا أعلى في فلسفة حكمة العبادي.

 

وحدة الدراسات الاقتصادية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية