يترقب النظام السوري، بحذر وقلق، الضربات التي تتهيأ الأجواء الدولية لتوجيهها ضده عقب الهجوم الكيميائي، الذي نفذه في حي دوما قرب دمشق، وأدى إلى مقتل العشرات.
وتواصل قوات النظام وحلفاؤها من جنسيات سورية وغير سورية استنفارها، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي أكد أن الاستنفار بدأ منذ منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، على أن يستمر لمدة 72 ساعة، وذلك في استعدادات لقوات النظام، تحسباً لضربات محتملة قد تنفذها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، ضد قوات النظام على الأراضي السورية».
وأشار إلى «أوامر وصلت من قيادة النظام عبر برقيات، بوجوب تنفيذ استنفار كامل وفوري يستمر لـ 72 ساعة، ضمن كامل القواعد العسكرية والمطارات في العاصمة دمشق ومحافظات ريف دمشق والسويداء وحمص وحماة وطرطوس واللاذقية ودير الزور».
إضافة إلى هذه الاستعدادات التي تعكس حالة الذعر عند النظام، أشارت تقارير صحافية إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد كثّف اتصالاته مع الروس أمس، في إشارة إلى القلق الذي يعيشه بعد التهديدات بتوجيه ضربات ضد نظامه.
هذا واستخدمت روسيا حق الفيتو الثلاثاء في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي يقضي بإنشاء آلية تحقيق حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وذلك بعد الاعتداءات التي وقعت السبت الماضي في مدينة دوما السورية قرب دمشق.
ووافقت 12 دولة على مشروع القرار الاميركي، في حين عارضته روسيا وبوليفيا، وامتنعت الصين عن التصويت.
وكان مشروع القرار يدعو الى انشاء «آلية تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة» على ان تعمل لمدة سنة للتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في سوريا. وهذا الفيتو هو الثاني عشر الذي تستخدمه روسيا في مجلس الامن بشأن الملف السوري منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب قرر إلغاء أول رحلة رسمية كان من المقرر أن يقوم بها لأمريكا اللاتينية هذا الأسبوع للتركيز على الرد على هجوم مزعوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا.
وقالت سارة ساندرز، المسؤولة الإعلامية في البيت الأبيض في بيان «بناء على طلب الرئيس سيسافر نائبه بدلا منه. سيبقى الرئيس في الولايات المتحدة لتوجيه رد الفعل الأمريكي إزاء سوريا ومتابعة التطورات حول العالم».
رئاسة الوزراء البريطانية قالت إن رئيسة الوزراء تيريزا ماي اتفقت مع ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن العالم يجب أن يرد على هجوم دوما.
واتفقت ماي التي أجرت اتصالين منفصلين مع الرئيسين الأمريكي والفرنسي على أن الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا «مستهجن تماما» وإذا تأكد ذلك فإنه يمثل دلالة أخرى على الوحشية المروعة التي يبديها نظام بشار الأسد.
وقالت متحدثة باسم مكتب ماي بعد الاتصالين الهاتفيين «اتفقوا على ضرورة أن يرد المجتمع الدولي من أجل تعزيز الحظر العالمي لاستخدام الأسلحة الكيماوية». وحسب الصحف البريطانية فإن ماي طلبت ضرب النظام السوري من دون انتظار تصويت لمجلس الأمن، وإلا فإن نظام الأسد سيعتبر ذلك «بطاقة مفتوحة» لمزيد من الهجمات الكيميائية.
وقال أمير قطر خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء (10 أبريل/ نيسان) إن بلاده تقف إلى جانب الولايات المتحدة في مواجهة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال الشيخ تميم بن حمد «أنا والرئيس نرى أنه يتعين وقف هذا الأمر على الفور. لا يمكن أن نتسامح مع مجرم حرب. لا يمكن أن نتسامح مع شخص قتل أكثر من نصف مليون من أبناء شعبه. هذا الأمر يجب إنهاؤه على وجه السرعة».
ماكرون عاد، وأكد أن بلاده ستعلن «خلال الأيام المقبلة» ردها على الهجوم الكيميائي. وفي حال قررت شن ضربات عسكرية فسوف تستهدف «القدرات الكيميائية» للنظام من غير أن تطال «حليفيه» الروسي والإيراني.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «خلال الأيام المقبلة، سنعلن قراراتنا (…) والقرارات التي قد نتخذها لن تهدف في أي من الأحوال إلى ضرب حلفاء النظام أو مهاجمة أي كان، بل ستستهدف القدرات الكيميائية التي يملكها النظام»، مؤكدا أن فرنسا «لا ترغب بأي تصعيد».
بن سلمان قال من جهته إن بلاده قد تشارك في ضربات محتملة ضد نظام دمشق.
وردا على سؤال حول إمكانية انضمام بلاده إلى ضربات محتملة في سوريا «إذا كان تحالفنا مع شركائنا يتطلب ذلك فسنكون جاهزين».
إلى ذلك أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها قررت إرسال بعثة تقصي حقائق إلى دوما.
وذكر بيان صادر عن المنظمة نشر في موقعها على الانترنت أن «سكرتارية المنظمة قدمت طلبًا للجمهورية العربية السورية للقيام بالتحضيرات اللازمة قبل وصول البعثة».