لندن – قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن العملية في سوريا “رسالة واضحة” ضد استخدام النظام السوري للأسلحة الكيمياوية في دوما.
وأشارت ماي إلى أن الضربات العسكرية الغربية استهدفت بالأساس مناطق عسكرية محددة يستعملها النظام السوري في تخزين أسلحته الكيمياوية، وتؤكد أن الهدف الأساسي لهذه العملية هي خفض قدرات الأسلحة الكيمياوية السورية بعد أن ثبت تورط النظام في استعمال مثل هذه الأسلحة المحظورة دوليا.
وردا على سؤال عما إذا كانت ستأمر بتوجيه مزيد من الضربات لسوريا، قالت ماي “يجب ألا يساور النظام السوري أي شك إزاء عزمنا”.
وقالت ماي إن معلومات مخابراتية موثوق بها تشير إلى أن مسؤولين عسكريين سوريين نسقوا ما يبدو أنه استخدم لغاز الكلور في دوما يوم السبت الماضي. وأضافت “لا يمكن لأي طرف آخر سوى الجيش السوري أن يكون قد نفذ الهجوم الكيماوي في دوما”.
وتأتي تصريحات ماي، فيما نشرت السلطات الفرنسية تقريرا للمخابرات الوطنية نزعت عنه صفة السرية ويتضمن أدلة على هجمات كيماوية شنتها الحكومة السورية في دوما.
كما أشار تقييم المخابرات الفرنسية إلى أن سوريا لم تعلن عن جميع مخزوناتها من الأسلحة الكيمياوية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وبينها مخزونات محتملة من غاز الخردل والسارين.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن أربع طائرات من طراز تورنادو انطلقت من قاعدة أكروتيري في قبرص وأطلقت صواريخ ستورم شادو على منشأة عسكرية قرب حمص حيث يعتقد أن سوريا تخزن مواد كيماوية.
وانضمت بريطانيا إلى الولايات المتحدة وفرنسا فيما وصفته ماي بأنه ضربة “محدودة وضد أهداف معينة” بعد أن أشارت معلومات مخابراتية إلى أن حكومة الرئيس بشار الأسد مسؤولة عن هجوم بأسلحة كيمياوية في مدينة دوما.
وذكرت ماي أن الضربة الصاروخية، التي حرصت على تقليل الخسائر البشرية، كانت تهدف إلى منع استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى وليست محاولة لإسقاط الحكومة السورية.
وقالت ماي في بيان صدر من مقرها الريفي في تشيكرز بعد دقائق من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الضربات من البيت الأبيض “الأمر لا يتعلق بالتدخل في حرب أهلية. ولا يتعلق بتغيير النظام”.
وأضافت “في حين يتعلق هذا التحرك تحديدا بردع النظام السوري فإنه سيرسل أيضا إشارة واضحة إلى أي شخص آخر يعتقد أن بإمكانه استخدام الأسلحة الكيماوية دون عقاب.
وقالت ماي إن بريطانيا وحلفاءها سعوا إلى استخدام كل الوسائل الدبلوماسية لوقف استخدام الأسلحة الكيمياوية، ولكن جهودهم أحبطت مرارا، واستشهدت باستخدام روسيا حق النقض (الفيتو) على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي لإجراء تحقيق مستقل في هجوم دوما.
ووصف وزير الدفاع البريطاني جافين ويليامسون الهجوم على منشآت سورية بأنه “عملية ناجحة للغاية”.
وقال ويليامسون في تصريحات صحافية إنه كان يتعين التحرك نظرا لمعاناة الأبرياء من رجال ونساء وأطفال، واشار إلى أن كل الجنود الذين شاركوا في الضربة العسكرية عادوا سالمين.
العرب