نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين حكوميين وخبراء أن القصف الغربي لسوريا رغم اتساعه مقارنة بقصف الشعيرات؛ لا يُتوقع أن يقضي على قدرة الأسد على قتل مواطنيه بالغازات السامة.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن خبراء تساءلوا عما إذا كانت المرافق التي تم قصفها لا تزال وقت القصف مركزية بالنسبة لبرنامج الأسلحة الكيميائية السورية، إذ لم تكن هناك إصابات بهذه المرافق، الأمر الذي يشير إلى أنه لم يكن هناك أحد أثناء القصف أو أن هذه المرافق تم إخلاؤها قبله. كما لم ترد أنباء عن تسرب عناصر كيميائية من هذه المرافق رغم قصفها بأكثر من مئة صاروخ.
وعما إذا كانت هذه المرافق تحت الاستخدام أم لا، فتقول الصحيفة إن الصراع السوري أثبت حقيقة أكبر وهي أنه كما تسهل إزالة مرافق الأسد الكيميائية، تسهل نسبيا أيضا إعادة إنشائها في مكان آخر، أو يمكن اللجوء إلى الغازات المتوفرة تجاريا مثل الكلورين المسموح بامتلاكه لأي دولة.
وقال أحد الخبراء للصحيفة إنه يستحيل القضاء على قدرة أي نظام على إنتاج الكلورين السام لتوفره وسهولة إنتاجه، ولذلك فإن الخيارات المتاحة أمام المجتمع الدولي للتعامل مع أي نظام يستخدم الأسلحة الكيميائية هي ردعه أو القضاء عليه.
وقالت وول ستريت جورنال إن الوسيلة الأساسية لقتل المدنيين عند الأسد هي الأسلحة التقليدية مثل الصواريخ والبراميل المتفجرة ومدفعية المورتر، وهذه لم يمسها القصف الغربي.
وأشارت الصحيفة إلى أن ضحايا الأسلحة الكيميائية لا يتعدون ألفي شخص من بين أكثر من 400 ألف خلال سنوات الحرب الأهلية، ولذلك تقول إنه مما يؤسف له أن القصف الغربي أمس يمكن أن يعتبره نظام الأسد رسالة موافقة على استمراره في قتل مواطنيه بكل الوسائل باستثناء الأسلحة الكيميائية.
ويبدو أن هذا القصف لا يمكن أن يغير وضع الصراع في سوريا الذي يتجه لصالح نظام دمشق بشكل شبه كامل، ولا يمكن أن يردع الأسد من الاستمرار في حربه ضد جزء كبير من شعبه.
المصدر : نيويورك تايمز,وول ستريت جورنال