دمشق – قصف سلاح الجو السوري والروسي بعشرات الغارات أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن جنوب العاصمة دمشق وسط اشتباكات هي الاعنف منذ بدء الحملة قبل ثلاثة ايام .
وقالت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية السورية “شنت الطائرات الحربية عشرات الغارات منذ منتصف ليل السبت وصباح الأحد على مواقع المسلحين في أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن ” .
وأضافت أن “اشتباكات عنيفة جداً تجري بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة بالقرب من بلدية اليرموك في مخيم فلسطين، وسط رمايات مدفعية وصاروخية وجوية مكثفة ينفذها الجيش على نقاط المسلحين في محاور القدم والحجر الأسود ودوار فلسطين جنوب العاصمة”.
وتأتي العملية العسكرية على اليرموك في اطار سعي القوات الحكومية لاستعادة كامل العاصمة وتأمين محيطها بعدما سيطرت على الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق.
لكن تصعيد القصف على اليرموك أثار قلق المنظمات الإنسانية. وأبدت وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) في دمشق في بيان الجمعة “قلقها الشديد إزاء مصير المدنيين” مع استمرار “القصف واطلاق قذائف الهاون والاشتباكات العنيفة داخل المخيم وفي محيطه”.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون السوري أن ضربات جوية استهدفت منطقة تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق الأحد في حين تكثف القوات الحكومية جهودها لسحق آخر معقل للمقاتلين قرب العاصمة.
وقتلت عائلة من ثلاثة أشخاص في وقت متأخر السبت اثر قصف النظام مخيم اليرموك الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن امرأة وزوجها وطفلهما قتلوا في القصف على اليرموك “ليرتفع إلى تسعة على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا منذ التصعيد على المنطقة يوم الخميس”.
وأشار عبد الرحمن إلى تواصل القصف الجوي والصاروخي والاشتباكات في الحي.
والمنطقة جزء من جيب إلى الجنوب مباشرة من دمشق يضم مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ويسيطر عليه متشددون من تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة. وهو متاخم لجيب تسيطر عليه جماعات معارضة أخرى تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر.
وكان اليرموك حيا مكتظا بالسكان في العاصمة لكن العنف مزقه منذ اندلاع النزاع السوري في 2011. وفرضت الحكومة السورية حصارا عليه في 2012 فيما أنهك القتال بين الفصائل المعارضة والجهاديين السكان.
ويسعى الرئيس بشار الأسد المدعوم من إيران وروسيا لسحق آخر جيوب محاصرة للمعارضة بعد أن هزم مسلحي المعارضة في الغوطة الشرقية التي كانت آخر أكبر معقل لهم قرب العاصمة.
في سياق آخر بدأ مقاتلو المعارضة الأحد الانسحاب من جيب كانوا يسيطرون عليه يقع شمال شرقي دمشق في منطقة القلمون الشرقي بموجب اتفاق استسلام مع الحكومة. ويجري نقلهم لمنطقة تسيطر عليها المعارضة على الحدود مع تركيا.
وباستعادة القلمون الشرقي والجيب الواقع إلى الجنوب من دمشق لم يتبق للمعارضة سوى جيب واحد محاصر شمالي مدينة حمص لكن مازالت أجزاء كبيرة من الأراضي السورية على الحدود مع الأردن وإسرائيل وتركيا والعراق خارج سيطرة الأسد.
ويسيطر المعارضون على أراض في جنوب غرب وشمال غرب البلاد ويسيطر مقاتلون أكراد مدعومون من الولايات المتحدة على أراض في شمال وشرق سوريا.
العرب