أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، بنظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، لكنه هاجم بشدة الاتفاق النووي الإيراني، مؤكدا بذلك خلافهما حول هذا الملف رغم آمال الأوربيين بتغيير موقفه حياله.
وقال ترامب في مستهل محادثاته التي طال انتظارها مع ماكرون في المكتب الأبيض إن «الاتفاق مع إيران كارثة»، و«لم يكن ينبغي التوصل إليه مطلقا».
وبعد قوله «إذا استعادوا (الايرانيون) برنامجهم النووي، ستكون لديهم مشاكل أكثر خطورة من أي وقت مضى». وأضاف «سنناقش» هذا الاتفاق.
وتابع: «أينما ذهبنا سنجد إيران خلفنا». وأضاف: «روسيا تتوغل وتتدخل بشكل أكبر». وتابع «يبدو أن إيران تقف خلف أي مشكلة في أي مكان».
وتوعد إيران بـ«مشاكل كبيرة» إذا استأنفت برنامجها النووي الذي وافقت على الحد منه بموجب الاتفاق.
ورد الرئيس الفرنسي قائلاً إن الهدف المشترك هو «تجنب التصعيد وانتشار الأسلحة النووية في المنطقة (…) والسؤال هو، ما هي الوسيلة الأفضل» لتحقيق ذلك.
وبين أنه «لا يمكن تمزيق الاتفاق النووي مع إيران دون إيجاد إطار بديل أوسع من الاتفاق الحالي».
وأشار إلى أنه يعتقد أنه ينبغي للبلدين بدء العمل للتوصل إلى اتفاق جديد لمعالجة المخاوف بشأن طهران.
وبين أن هناك أربع قضايا ينبغي التصدي لها، منها منع أي نشاط نووي إيراني حتى عام 2025، وإنهاء أنشطة الصواريخ الباليستية الإيرانية، وإيجاد تسوية سياسية لاحتواء إيران في المنطقة.
وأعتبر أن «هذا هو السبيل الوحيد لإحلال الاستقرار».
وبخصوص سوريا، بدا ترامب وكأنه تراجع عن قرار خروج القوات الأمريكية من سوريا على الفور، عندما شدد على عدم السماح بتنامي النفوذ الايراني في البلاد.
ورغم إعلانه أن القوات الأمريكية ستعود إلى الولايات المتحدة قريبا، لكنه أوضح أن بلاده تريد «ترك أثر قوي ودائم» في سوريا. وقال: «لا نريد إعطاء إيران مجالا مفتوحا على (البحر) المتوسط».
وأكد: «سنعود إلى بلادنا نسبيا عما قريب. لقد أنجزنا على الأقل غالبية عملنا في ما يتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وفي العراق، وأنجزنا عملا لم يكن أحد قادراً على إنجازه».
وزاد: «نريد العودة إلى بلادنا، إلا أننا نريد أن نعود بعد أن ننجز ما علينا إنجازه».
وأشار إلى إن بعض الدول في الشرق الأوسط «لن تصمد اسبوعا دون الحماية الأمريكية»، وأنه يريد منها ضخ الأموال والجنود لدعم الجهود الأمريكية في سوريا. ولفت إلى أنه «على الدول الغنية في المنطقة أن تنشر قواتها في سوريا».
ولم يذكر ترامب خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في البيت الأبيض مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، دولا معينة بالاسم.
أما ماكرون، فقال: « قررنا زيادة مساهمتنا في القتال ضد داعش في سوريا».
وأضاف «من المستحيل تحديد جدول زمني لإنهاء التدخل الفرنسي هناك».
وتابع: «سنقيم خلال الأسابيع والأشهر المقبلة بما يتعين القيام به في سوريا»
لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات