بانتظار نقل السفارة الأميركية عند الخامسة من بعد ظهر غد الاثنين من تل أبيب إلىالقدس المحتلة، واصل الاحتلال الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين تعزيز نشر قواته عند السياج الحدودي مع قطاع غزة والدفع بآلاف الجنود إلى المنطقة الحدودية.
ويأتي ذلك بالتوازي مع الدفع بقوات معززة من حرس الحدود وعناصر الشرطة إلى القدس المحتلة، التي تشهد اليوم الأحد مسيرة تقليدية للاحتلال تحت عنوان يوم القدس بمناسبة “توحيد المدينة” تحت حكم الاحتلال الإسرائيلي، التي تنطلق أساساً من باب العامود في القدس المحتلة وصولاً إلى حائط البراق.
وذكرت الصحف الإسرائيلية صباح اليوم، أن الاحتلال أعد خططاً لمواجهة سيناريوهات اشتعال الأوضاع على الحدود مع قطاع غزة، عبر وضع ثلاث دوائر من “الحراسة” ونشر مئات القناصة مع إصدار أوامر واضحة لعناصر القناصة بإطلاق النار بهدف القتل في حال اندلاع الأوضاع على الشريط الحدود، بذريعة “القتل في حالات الخطر”، وهو تعبير يستخدمه الاحتلال بشكل فضفاض يتيح لجنوده دائماً الادعاء أنهم شعروا بالخطر على حياتهم مما دفعهم لإطلاق النار.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنه إلى جانب آلاف الجنود الذين تم نشرهم عند الحدود مع غزة وضع الاحتلال خطة أيضاً لاستدعاء جنود الاحتلال، واستدعاء جنود من الكليات العسكرية، ووقف تدريبات لثلاثة ألوية على الأقل.
وأضافت الصحيفة أنه تم إعلان حالة تأهب في صفوف سلاح الجو الإسرائيلي لمواجهة اندلاع الأحداث والغضب في الجانب الفلسطيني من السياج الحدودي لقطاع غزة، في الوقت الذي تواصل فيه حكومة الاحتلال ممارسة ضغوط عبر أطراف مختلفة على قيادة “حماس” في القطاع لمنع مسيرات العودة.
إلى ذلك، نقلت الإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم أن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، زار القاهرة صباح اليوم الأحد بطلب مصري لعدة ساعات للقاء مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل.
وأضافت الصحيفة أن الاحتلال يستعد لمواجهة مسيرات العودة مع وضع سيناريوهات لاحتمالات مشاركة أعداد هائلة من الفلسطينيين تصل إلى حدود نصف مليون فلسطيني.
وفي هذا السياق، عزز الاحتلال من نشر قوات في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، خوفاً من تمكن خلايا تابعة لحركة “حماس” من استغلال المسيرات واختراق السياج الحدودي والتسلل إلى إحدى المستوطنات وخطف جنود إسرائيليين.
في المقابل، تشهد مدينة القدس المحتلة منذ الصباح انتشاراً مكثفاً لعناصر شرطة الاحتلال وحرس الحدود، ووضع حواجز في مناطق مختلفة من الأحياء الفلسطينية في المدينة، وذلك استعدادا لتأمين تدفق آلاف الإسرائيليين المتدينين إلى ساحة حائط البراق، في تظاهرات استفزازية يرفع فيها المستوطنون الإسرائيليون أعلام دولة الاحتلال ويسيرون في حلقات دائرية يرددون أغاني دينية وشعارات عنصرية ضد العرب والمسلمين، ولا يتورعون فيها من الاعتداء على المحال التجارية للفلسطينيين في البلدة القديمة من القدس المحتلة داخل الأسوار.
ومن المقرر أن تعقد حكومة الاحتلال جلستها الأسبوعية اليوم تحت شعار الاحتفالات “بيوم توحيد القدس”، فيما ستطلق احتفالات رسمية في ساعات المساء. وينتظر أن تتخذ حكومة الاحتلال مزيدا من القرارات والمشاريع الرامية لتعزيز تهويد المدينة.
نضال محمد وتد
العربي الجديد