أثار سقوط العشرات من القتلى والمئات من الجرحى على حدود غزة مع إسرائيل موجة من الاستنكار العربي والدولي على منسوب العنف الذي تمارسه إسرائيل في مواجهة مسيرات العودة والرفض الفلسطيني الواسع لنقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وتجمع عشرات الآلاف من الأشخاص عند الحدود واقترب بعضهم من السياج الحدودي. وتصاعد الدخان الأسود فوق الحدود نتيجة حرق المتظاهرين لإطارات السيارات.
وألقى المتظاهرون الحجارة على القوات الإسرائيلية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع ووابلا من نيران أسلحتها.
واتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بارتكاب “مذبحة رهيبة” في قطاع غزة.
وطالب المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود “بتدخل دولي فوري وعاجل لوقف المذبحة الرهيبة التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا البطل” في قطاع غزة.
وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط إن افتتاح السفارة الأميركية في القدس “خطوة بالغة الخطورة”، معتبرا أن الإدارة الأميركية لا تدرك “أبعادها الحقيقية”، مشيرا إلى أن “تساقط الشهداء الفلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يدق ناقوس خطر”.
وسارعت الدول العربية إلى التحذير من مخاطر التصعيد الإسرائيلي، وتأثيره على السلام في المنطقة.
وأعلنت الكويت العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، الاثنين، أنها تتجه إلى طلب عقد اجتماع طارئ للمجلس لبحث التطورات في قطاع غزة.
وصرح سفير الكويت لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي للصحافيين “ندين ما يحصل. سيكون هناك ردّ من جانبنا وسنرى ماذا سيفعل المجلس″، مضيفا “لا نزال نجري مشاورات حول هذا الموضوع مع المجموعة العربية في الأمم المتحدة والسفير الفلسطيني”.
من جهتها، حملت الحكومة الأردنية إسرائيل، “كقوة احتلال”، المسؤولية عن “الجريمة التي ارتكبت في قطاع غزة”، ودعت المجتمع الدولي إلى توفير حماية للشعب الفلسطيني.
ووصف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في بيان قرار نقل السفارة خطوة استفزازية من شأنها أن “تضع كل المسارات السلمية في المنطقة أمام جدار مسدود”.
دوليا، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء ارتفاع أعداد القتلى على حدود قطاع غزة.
ونقلت وكالة أسوشيتيد برس الأميركية عن غوتيريش قوله، “أنا قلق بشكل خاص بشأن الأخبار القادمة من غزة وتفيد بوقوع عدد كبير من القتلى”.
وفيما أبدت بريطانيا انزعاجها من الأنباء بشأن العنف وخسائر الأرواح في غزة ودعت إلى الهدوء وضبط النفس، دعت فرنسا الاثنين أيضا “جميع الفرقاء” إلى تجنب “تصعيد جديد” في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان “في وقت يتصاعد التوتر على الأرض (…) تدعو فرنسا جميع الفرقاء إلى التحلي بالمسؤولية بهدف تجنب تصعيد جديد”.