أجرى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف محادثات في بروكسيل أمس، كرّر خلالها مطالبة الاتحاد الأوروبي بـ»ضمانات» لتلتزم بلاده تطبيق الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، بعدما انسحبت منه الولايات المتحدة. وتزامنت المحادثات مع تشديد طهران ضغوطها وتشكيكها في نتيجة المحادثات، اذ رفضت التفاوض مجدداً على الاتفاق والبحث في برنامجها الصاروخي، ملوّحة مجدداً باستئناف تخصيب اليورانيوم «إلى أي مستوى» (راجع ص 9).
وقال رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي: «محادثاتنا مع الأوروبيين ليست قائمة على الثقة. لست متفائلاً بالنتيجة. لدينا القدرة ونحن مستعدون لاستئناف نشاطاتنا النووية إلى مستويات أعلى، إذا فشلت المحادثات مع الأوروبيين في إنقاذ الاتفاق النووي بعد خروج أميركا منه».
اما علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية للمرشد علي خامنئي، فأكد أن طهران لن تفاوض مجدداً على الاتفاق ولن تجري محادثات حول برنامجها الصاروخي، فيما قال الناطق باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت: «إن لم تُحفظ مصالحنا، سننسحب من الاتفاق ونستأنف التخصيب بنسبة 20 في المئة أو إلى أي مستوى نرغب فيه».
في بروكسيل، كرّر ظريف ان طهران «تحتاج الى ضمانات بأن فوائد الاتفاق ستتحقق». وزاد: «إذا أمكننا الحصول على فوائد منه، سنبقى فيه». وقال بعد لقائه وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني: «أعتقد بأننا على المسار الصحيح للتأكد من حفظ مصالح جميع الشركاء الباقين في الاتفاق، ضومانها، تحديداً لإيران. محادثاتنا مع الدول الثلاث ستستمر في الأسبوعين المقبلين»، في اشارة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وأكدت موغيريني أن الاجتماع مع الوزير كان «»مثمراً جداً»، مضيفة: «نعمل على الاجراءات التي يمكننا البدء بتطبيقها، وسننظر في مضمونها». وتابعت أن «الأمر الوحيد الأكيد في شكل تام، هو أن الاتحاد الأوروبي عازم على الحفاظ على الاتفاق الضروري لأمننا والأمن في المنطقة».
موغيريني التي استضافت اجتماعاً ضمّ ظريف ونظراءه من «الترويكا» الأوروبية، اشارت الى «بحث عن آليات الحفاظ على الاتفاق وحماية الاستثمارات الأوروبية» في ايران. وقالت رداً على سؤال لـ «الحياة» عن طابع البيان أو الوثيقة السياسية – التقنية التي تُناقش، من أجل إنقاذ الاتفاق النووي والاستجابة لشروط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن الجانب الأوروبي يبحث مع ايران في «إمكان تنسيق الأعمال من أجل الحفاظ على الاتفاق والاجراءات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف».
وأكد مصدر أوروبي بارز أن دول الاتحاد «ليست مذعورة» من الموقف الأميركي، مستدركاً انها «لا تمتلك حلاً سحرياً» لمواجهة تشريعات العقوبات الأميركية. وقال ديبلوماسي أوروبي آخر: «دعونا لا نخدع أنفسنا بالقول إن هناك عشرات الأشياء التي يمكننا فعلها. ليس لدينا الكثير الذي نهدد به الأميركيين».
الى ذلك، أعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن الدول الأوروبية «ستناقش رزمة إجراءات لتشجيع الإيرانيين على البقاء في الاتفاق، بينها البحث في كل السبل التي يمكننا التوصل إليها لحماية الشركات البريطانية والأوروبية التي تريد التعامل مع إيران». ولفت الى وجوب «إبلاغها (ايران) قلقنا في شأن سلوكها الأشمل والتخريبي في الشرق الأوسط». وقال نظيره الألماني هايكو ماس: «نودّ أن نعرف ما يتوقعه الإيرانيون وكيف يمكن تحقيق التوازن مع تأثير العقوبات الأميركية، الحالية والمقبلة».