يعتزم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تقديم “خارطة طريق دبلوماسية” من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران في الخطاب الذي سيلقيه الاثنين بمؤسسة “هيريتيج” في واشنطن.
وسيقدم بومبيو استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة للتعامل مع إيران، وذلك في أول خطاب موسع يلقيه منذ تولي المنصب الشهر الماضي.
وكان مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية قد صرح الأسبوع الماضي بأن الاستراتيجية الجديدة تهدف إلى وضع إطار يتعامل مع مجمل التهديدات الإيرانية.
ويأتي هذا بعد أسبوعين من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحادي الجانب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع إيران عام 2015، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران.
وأعلنت الخارجية الأميركية أن بومبيو أجرى مشاورات مع وزراء الخارجية في كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وهي الدول الراعية للاتفاق، قبل خطابه.
تجدر الإشارة إلى أن الصين وروسيا هما الطرفان الآخران في الاتفاق. وقد تعهدت جميع الأطراف بالبقاء في الاتفاق حتى دون دعم الولايات المتحدة.
وسيدعو الخطاب إلى إجراء مراجعات للاتفاق بصورة تعالج مخاوف ترامب: كالبنود التي تسمح بتلاشي بعض القيود الموجودة في الصفقة مع مرور الوقت، وتطوير إيران لصواريخ باليستية، ومشاركتها المزعومة في حروب أهلية في المنطقة، والقصور في نظام التفتيش.
في المقابل، دعا وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إلى الحفاظ على اتفاق 2015 النووي مع إيران، وذلك لدى وصوله إلى بوينس آيريس للمشاركة في اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة العشرين الذي يتخلف بومبيو عن حضوره .
وقال ماس في وقت متأخر من الاحد “ان التخلي عن الاتفاق يعني الدخول في مستقبل غامض تماما فيما يتعلق بمسألة الاسلحة النووية في ايران”. وأضاف “الأمر لا يتعلق في الحقيقة بإيران، بل يتعلق بمصالحنا الأمنية الأصلية، الألمانية وكذلك الأوروبية”.
وتكافح كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لإنقاذ الاتفاق الموقع عام 2015 مع طهران بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة في وقت سابق من الشهر الجاري. كما يرغب الموقعون الآخرون، الصين وروسيا، في الحفاظ على الاتفاق.
لكن اجتماع الاثنين في بوينس آيريس سيكون بدون بومبيو، الذي سيلقي بدلاً من ذلك خطاباً في واشنطن حول الاستراتيجية الأميركية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران.
كما ألغى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مشاركته في القمة بسبب انشغاله بمهام أخرى لم يكشف عنها، ولن يحضر أيضا كل من وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لو دريان ومفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني. ومن المتوقع عدم إحراز تقدم ملموس في الأزمة الإيرانية في ظل غياب اللاعبين الرئيسيين.