في مؤشر إلى استجابة دمشق للضغوط الروسية التي تستعجل العملية السياسية، أعلن النظام السوري أمس الانتهاء من إعداد قائمة مرشحيه للجنة الدستورية، معلناً أنه سيرسلها في أقرب وقت إلى الأمم المتحدة. جاء ذلك في وقت كشف وزير إسرائيلي أن تل أبيب تضغط على واشنطن للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة، متوقعاً موافقة أميركية خلال أشهر، ما يضع المنطقة أمام أزمة جديدة بعد الاعتراف الأميركي بالقدس «عاصمة لإسرائيل».
بموازاة ذلك، أفادت وسائل إعلام سورية رسمية أن مطار الضبعة العسكري في ريف حمص تعرض لضربة صاروخية معادية تصدت لها وسائط الدفاع الجوي، مضيفة أن دوي انفجارات سُمع في محيط المطار.
وعقب استقبال الرئيس بشار الأسد موفداً من الرئيس فلاديمير بوتين مساء أول من أمس، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس أن جولة جديدة من محادثات «آستانة» ستعقد بعد نحو شهر. وأكد أن دمشق «ستسلم اليوم أو غداً الأمم المتحدة قوائم ممثليها» في اللجنة الدستورية، مشدداً على «ضرورة إطلاق عمل اللجنة في أسرع وقت»، ولافتاً إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في سورية «يجب أن تُنظم على أساس الاصلاحات الدستوري». وأوضح أن «المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا ينتظر من الحكومة والمعارضة، ومنا ربما أيضا، اقتراحات حول الأعضاء المحتملين في هذه اللجنة، وقد يتم إشراك مجموعة من الخبراء أيضاً في عملها»، مشدداً على ضرورة أن تكون الأولوية لوجود خبراء سوريين في القانون الدستوري في اللجنة.
وأكد السفير السوري لدى موسكو رياض حداد أمس أنه سيتم الإعلان «في أقرب وقت» عن تشكيلة مرشحي النظام للجنة الدستور. وكشف عن «اتفاق لعقد مؤتمر دولي ثان في سوتشي»، موضحاً أن «النقاش مع أصدقائنا الروس يتناول المشاركين في المؤتمر».
وكان تشكيل اللجنة الدستورية من أهم مقررات مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري الذي بادرت موسكو إلى عقده في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي، علماً أن النظام ماطل في تسمية مرشحيه. ووفق القرار، يحظى النظام بثلث أعضاء اللجنة، وكذلك المعارضة، فيما يسمي دي ميستورا الثلث الأخير من شخصيات مستقلة وخبراء.
واستبق النظام الجولة الجديدة من جولة المحادثات المقبلة باستعجال تنظيف الجيوب الخاضعة لسيطرة فصائل مسلحة في مناطق سيطرته، فدفع بتعزيزات إلى غرب الفرات تمهيداً، على ما يبدو، لمعركة مع تنظيم «داعش» في تدمر والبادية، بالتزامن مع وصول حشود عسكرية للنظام إلى محيط مدينة درعا (جنوب سورية)، وسط تلويح روسي بـ «انتهاء حتمي لاتفاق خفض التصعيد ما لم يغادر الإرهابيون». وشدد ممثل قاعدة حميميم الروسية ألكسندر إيفانوف أن على «جبهة النصرة في المدينة الخروج، أو الاستعداد لمواجهة».
إلى ذلك، كشف وزير الاستخبارات الإسرائيلية يسرائيل كاتس أن الدولة العبرية تضغط على إدارة الرئيس دونالد ترامب للاعتراف بسيادتها على هضبة الجولان المحتلة، متوقعاً موافقة واشنطن خلال أشهر، فيما قال مسؤول في البيت الأبيض: «نتفق مع إسرائيل في عدد كبير من القضايا»، لكنه أحجم عن تأكيد أي من التفاصيل التي أوردها كاتس في ما يتعلق بالجولان.
ووصف كاتس الاقتراح الخاص بالجولان بأنه جزء محتمل من نهجٍ لإدارة ترامب يقوم على مواجهة ما ينظر إليه على أنه توسُّع إقليمي وعدوان من جانب إيران. واعتبر ان «هذا هو الوقت المثالي للإقدام على مثل هذه الخطوة. الرد الأشد إيلاماً الذي يمكن توجيهه الى الإيرانيين هو الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، ببيان أميركي، إعلان رئاسي، منصوص عليه (في القانون)». وزاد أن الرسالة إلى طهران هي: «أنتم تريدون تدمير (إسرائيل حليفة الولايات المتحدة)، وإثارة هجمات (ضدها)؟ فانظروا، لقد حدث العكس تماماً». وذكر أن المسألة التي طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في أول اجتماع له في البيت الأبيض مع ترامب في شباط عام 2017، هي قيد النقاش حالياً على مستويات عدة داخل الإدارة والكونغرس.