قتل في المعركة التي جرت بين بعض الجنود الأميركيين من جانب وخليط من المرتزقة الروس وجنود من القوات الحكومية السورية من الجانب الآخر؛ ما بين مئتين وثلاثمئة من قوات المرتزقة والجنود السوريين، بينما لم يُقتل أي جندي أميركي، وفق ما نقل موقع “الجزيرة نت” عن صحيفة “إندبندنت” البريطانية.
فقد نشرت الصحيفة معلومات عن هذه المعركة، التي استمرت أربع ساعات ليلا في السابع من شباط (فبراير) الماضي قرب دير الزور، جمعتها من وثائق حديثة لدى صحيفة نيويورك تايمز وأظهرت تفوق القوات الأميركية الكبير.
وكانت قيادة القوات الأميركية تواصلت مع قيادة القوات الروسية في سورية عندما لاحظت تحرك قوات المرتزقة والقوات الحكومية قبل أيام من يوم المعركة، إذ نفت القيادة الروسية أي علاقة لها بهذه القوات.
مجموعة فاغنر
واتضح لاحقا أنها تضم أغلبية من المرتزقة الروس يتبع جزء منهم ما تسمى مجموعة “فاغنر”، وهي كتيبة يستخدمها الكرملين أحيانا لتنفيذ أعمال لا يرغب المسؤولون في أن تُربط بالحكومة الروسية، بالإضافة إلى جنود تابعين للنظام السوري.
وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في شهادة له أمام مجلس الشيوخ الشهر الماضي إن القيادة العليا الروسية في سورية أكدت لهم أن هذه القوات لا علاقة لها بروسيا، الأمر الذي جعله يوجه رئيس الأركان الجنرال جوزيف دانفورد بإبادتها، وهذا ما حصل.
وقالت إندبندنت إن ثلاثين جنديا أميركيا من قوات دلتا والرينجرز من قيادة العمليات الخاصة المشتركة كانوا يعملون مع القوات الكردية والعربية بالقرب من حقل غاز قريب من مدينة دير الزور، وتعرضوا لهجوم من أكثر من خمسمئة من المرتزقة الروس والجنود السوريين، معهم 27 مركبة مدرعة، بينها دبابات وحاملات جنود ليلة السابع من شباط (فبراير) لماضي.
تأهب بالشرق الأوسط
وقال مسؤولون عسكريون إنه وقبيل الهجوم تأهبت المقاتلات الأميركية في المنطقة، بما فيها قاعدة العديد بدولة قطر. ورغم التأكيدات السابقة للقيادة الروسية في سورية بأن القوات المهاجمة لا علاقة لها بروسيا، اتصلت القيادة الأميركية هناك بالروس مرة أخيرة خلال 15 دقيقة الأولى من الهجوم، حيث أعاد الروس تأكيداتهم السابقة.
ووصلت المقاتلات الأميركية في شكل موجات، وهي تضم طائرات ريبر المرسلة، ومقاتلات الشبح-22، وأف-15إي الهجومية، وقاذفات القنابل بي-52، ومقاتلات أيه سي-130، ومروحيات أباتشي إيه أتش-64.
واستمر قصف المقاتلات الأميركية للقوات المهاجمة ثلاث ساعات كاملة مع إطلاق صواريخ المارينز من الأرض. وأسفرت المعركة عن مقتل ما بين مئتين وثلاثمئة من القوات المهاجمة وإصابة جندي كردي واحد مع القوات الأميركية.
تقليل شأن الخسائر
وأعلنت روسيا أن أربعة مدنيين روس فقط قُتلوا في هذه المعركة، وأعلن ضابط سوري مقتل مئة جندي سوري.
وقالت إندبندنت إن حصيلة المعركة وكثيرا من الأساليب التي اُستخدمت فيها تشير إلى أن المرتزقة الروس وحلفاءهم السوريين كانوا يعيشون في عالم آخر، إذ لا يدرون شيئا عن القوات الأميركية حتى يهاجمون موقعا لها بهجوم عادي يضم حشدا من المقاتلين.
وأضافت أنه ومنذ غزو العراق في 2003 طوّرت القيادة المركزية الأميركية حجم المعدات، والعمليات اللوجستية، والتنسيق والتكتيكات المطلوبة للمزج بين الأسلحة التي تُطلق من الجو مع تلك التي تُطلق من الأرض.
النفط والغاز
أما عن المرتزقة، فاتضح أن مجموعة فاغنر التي أخذت اسمها من ضابط روسي متقاعد وهو يقودها في سورية للسيطرة على حقول النفط والغاز وحمايتها لصالح حكومة الرئيس بشار الأسد وتأخذ جزءا من النفط والغاز عينا.
وينسق هؤلاء المرتزقة بشكل غير منظم مع القوات العسكرية الروسية في سورية، وقد تردد أن قادة مجموعة فاغنر حصلوا على جوائز من الكرملين، كما تلقى جنودها تدريبا بمرافق وزارة الدفاع الروسية.
ورغم نفي القوات الروسية في سوريا أي علاقة لها بهؤلاء المرتزقة، فإنها شوشت على اتصالات طائرات الدرون والمقاتلات الأصغر التي شاركت في القتال.
وقال رئيس قيادة العمليات الخاصة الأميركية الجنرال توني توماس إنهم يتعرضون في سوريا حاليا إلى أشرس حرب إلكترونية على وجه الأرض من قبل “أعدائنا”.
الغد