يستأنف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو والمسؤول الكوري الشمالي الكبير الجنرال كيم يونغ شول مجددا الخميس محادثاتهما بهدف تذليل العقبات أمام عقد قمة تاريخية بين دونالد ترامب وكيم جونغ اون.
وسيلتقي بومبيو وكيم يونغ شول عند الساعة التاسعة (13,00 ت غ) لإجراء مشاورات جديدة. وسيعقد وزير الخارجية الأميركي بعد ذلك مؤتمرا صحافيا عند الساعة 14,15 (18,15 ت غ).
وبينما المحادثات جارية بين كيم يونغ شول، أول مسؤول كوري شمالي رفيع المستوى يزور الولايات المتحدة منذ 18 عاما، وبومبيو، أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية الخميس وصول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى بيونغ يانغ.
وكان بومبيو وكيم يونغ شول أجريا محادثات استغرقت ساعة ونصف الساعة على عشاء الاربعاء.
وكتب بومبيو الذي رافقه اندرو كيم، رئيس إدارة كوريا في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه)، في تغريدة “عشاء شهي مع كيم يونغ شول في نيويورك مساء اليوم. الوجبة تضمنت لحوما وذرة وجبنة”.
ونشرت وزارة الخارجية الأميركية صورا للرجلين على رأس مفاوضي البلدين المتعاديين، وهما يتأملان مانهاتن من نافذة في شقة في الطابق التاسع والثلاثين من برج قريب من مقر الأمم المتحدة، وأخرى مع أعضاء الوفدين جالسين حول مائدة.
وقبيل الاجتماع غرد بومبيو على تويتر، بأنه يتطلع إلى هذا اللقاء ومقابلة المسؤول الكوري الشمالي، وقال :”نحن ملتزمون بنزع السلاح النووي الكامل ، القابل للتحقق منه ، والذي لا رجعة فيه في شبه الجزيرة الكورية”.
نزع النووي في صلب اللقاء
تهدف المفاوضات الأميركية الكورية الشمالية إلى تحديد ما إذا كانت واشنطن وبيونغ يانغ قادرتين على التوافق على برنامج عمل للقمة التي حدد موعدها في 12 يونيو.
وبذلك يمكنهما تسريع الاستعدادات لهذا الاجتماع بعد أسبوع من توجيه ترامب رسالة إلى كيم جونغ اون يؤكد فيها إلغاء القمة وينتقد “الموقف العدائي” لبيونغ يانغ. وبعيد هذا الانقلاب، عاد التفاؤل مجددا إلى درجة أن واشنطن باتت تتوقع عقد القمة في موعدها.
الا ان الناطقة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز أكدت مجددا انه لعقد القمة “يجب ان يكون نزع الأسلحة النووية” لكوريا الشمالية “في صلب اللقاء”. وأضافت “يجب ان يشعر الرئيس بأن تقدما يتحقق على هذه الجبهة”.
لذلك، يحاول بوبيو وكيم يونغ شول التقريب بين تطلعات لا يمكن الجمع بينها من حيث المبدأ.
وتطالب واشنطن “بنزع كامل للأسلحة النووية قابل للتحقق ولا يمكن الرجوع عنه”. ولا تنوي التراجع عن العقوبات الدولية إلا بعد انتهاء هذه العملية الطويلة والمعقدة او تحقيق تقدم كبير فيها.
ووافقت بيونغ يانغ على نزع الأسلحة النووية لكنها ترفض ان تكون التنازلات من طرف واحد، ويمكن ان يكون تعريفها لنزع الأسلحة النووية بعيدا عما يراه الأميركيون، بما أن الكوريين الشماليين يؤكدون ان ترسانتهم الذرية هي ضمانة لبقاء النظام.
القرار يعود إلى ترامب
قال مسؤول أميركي كبير مساء الاربعاء “يجب أن نقنعهم بأن برنامجهم النووي يفاقم عدم الاستقرار”، مؤكدا ان واشنطن مستعدة لتقديم “ضمانات” لأمنهم.
وأضاف أن على الكوريين الشماليين أن “يقولوا بوضوح” قبل 12 يونيو “ما هم مستعدون لفعله”. وتابع “نريد أن نرى ما إذا كانت الظروف اجتمعت لقمة تتكلل بالنجاح”، لكن قرار الذهاب أو عدم الذهاب إلى سنغافورة “بأكمله بين يدي الرئيس” ترامب.
ويعرف عن الجنرال كيم، رئيس جهاز الاستخبارات السابق، بأنه من “صقور” النظام وهو خبير في شؤون كوريا الجنوبية ولعب دورا كبيرا في الانفراج الكبير منذ بداية العام الجاري مع الولايات المتحدة، بعد التوتر الذي ساد في 2017 بسبب تجارب إطلاق صواريخ وقنبلة نووية كورية شمالية تلتها عقوبات دولية صارمة.
وكيم رسميا نائب رئيس اللجنة المركزية للحزب الحاكم وحضر في الجنوب دورة الالعاب الاولمبية الشتوية، ثم القمتين بين الكوريتين ورافق كيم جونغ اون مرتين في القمتين مع الصين.
ومع اقتراب اليوم الحاسم، تنظم ثلاث جولات من اللقاءات المباشرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية خلال الأسبوع الجاري، بينما لا تربط بين البلدين أي علاقات دبلوماسية، وكانا يتبادلان منذ أشهر الشتائم والاهانات.
وإلى جانب هذه المحادثات الرفيعة المستوى في نيويورك، يلتقي وفدان من البلدين في بانمونجوم في المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين، لوضع جدول أعمال القمة، وكذلك في سنغافورة لتنسيق الجانب اللوجستي.
في الوقت نفسه، تكثفت المشاورات بين الحكومات الأميركية واليابانية والكورية الجنوبية. وسيلتقي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مايك بومبيو في واشنطن في السادس من يونيو، ثم الرئيس ترامب في البيت الأبيض في اليوم التالي.
في بيونغ يانغ، قالت وكالة الانباء الكورية الشمالية ان “وزير خارجية الاتحاد الروسي سيرغي لافروف وصل الخميس بدعوة من وزير خارجية جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) ري يونغ هو”.
ولم تذكر الوكالة الكورية الشمالية أي تفاصيل، لكن وكالة الأنباء الروسية “تاس” قالت انه بدأ محادثات في مبنى الجمعية الشعبية العليا في بيونغ يانغ، مشيرة إلى أنها أول زيارة للافروف إلى بيونغ يانغ منذ 2009.
وكان وزير الخارجية الروسي تحدث إلى نظيره الأميركي هاتفيا للمرة الأولى الاربعاء، قبل العشاء بين بومبيو والمسؤول الكوري الشمالي.
العرب اللندنية