الجيش يوشك على طرد القاعدة من معقلها التاريخي بليبيا

الجيش يوشك على طرد القاعدة من معقلها التاريخي بليبيا

درنة (ليبيا) – يقترب الجيش الوطني الليبي من بسط سيطرته الكاملة على مدينة درنة آخر معقل لمتطرفي القاعدة شرق البلاد.

ونجح الجيش، الإثنين، في السيطرة على عدة مواقع، حيث أعلن في الساعات الأولى من الصباح السيطرة على كامل منطقة الساحل الشرقي للمدينة ومنطقة باب طبرق.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن غرفة عمليات القوات الخاصة تقدم قوات الجيش الليبي في جميع محاور مدينة درنة، مؤكدة تقهقر تنظيم أنصار الشريعة وما يسمى بـ”مجلس شورى مجاهدي درنة” في محاور القتال المختلفة.

وأعلن الناطق باسم القوات الخاصة العقيد ميلود الزوي، في تصريحات لموقع “بوابة الوسط” المحلي، سيطرة قواته على معسكر الصاعقة الذي كانت تتمركز فيه التنظيمات الإرهابية والمعروف بمعسكر الداغوش في المدخل الغربي للمدينة.

وكان المتحدث باسم الجيش، العميد أحمد المسماري، أكد مساء الأحد دخول قوات الجيش أكبر أحياء درنة، بعد دحر المتشددين الموالين للقاعدة. وقال المسماري “إن الجيش يحاصر المتشددين بكافة أطيافهم في درنة بدعم من أهالي المدينة”. وأعلنت القيادة العامة للجيش في مايو المنقضي بدء معركة تحرير المدينة من الجهاديين.

ومدينة درنة هي المدينة الوحيدة في إقليم برقة التي ما زالت خارج سيطرة الجيش الليبي.

ترحيب سكان درنة بالجيش يؤكد الرفض الشعبي لسيطرة المتطرفين على المدينة، ما ينفي وجود حاضنة شعبية لهم

وتعرف المدينة بتاريخها في التشدد، إذ تعود جذور نشاط تنظيم القاعدة في المدينة إلى عقد الثمانينات من القرن الماضي، عندما أعلنت مجموعة ليبية تأسيس الجماعة الإسلامية المقاتلة مؤلفة من مقاتلين ليبيين عادوا من ساحات القتال في أفغانستان، يقودهم رئيس حزب الوطن حاليا عبدالحكيم بلحاج. ودخل التنظيم في سلسلة من الصدامات المسلحة مع نظام العقيد الراحل معمر القذافي الذي تمكن من إيداع أعدادٍ كبيرة منهم في سجونه.

وعقب الإطاحة بنظام القذافي عادت الجماعة المتطرفة لبسط سيطرتها على درنة التي كانت أول مدينة ليبية يعلن تنظيم داعش السيطرة عليها في أكتوبر 2014.

وفي منتصف 2015 شن مقاتلون تابعون لتنظيم القاعدة حربا تمكنوا على إثرها من طرد داعش من المدينة.

وقال القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر في كلمة مصورة إن معركة السيطرة على مدينة درنة شارفت على الانتهاء، معلنا المرحلة الثانية من تحرير المدينة.

وأكد حفتر أنه سيجري إنشاء غرفة عمليات درنة بعد السيطرة على المدينة وتحريرها من الإرهاب والتطرف فور انتهاء المعارك، مشددا على الجميع ضرورة التقيد بالتعليمات الصادرة عن الغرفة.

وأضاف “احرصوا على حماية أهاليكم وتجنب إلحاق أي ضرر بهم أو بممتلكاتهم أو بأي مرفق من مرافق المدينة إلا حيث يختبئ الإرهابيون ويتحصنون”.

واستقبل سكان منطقة الساحل الشرقي الجيش الليبي بترحيب بالغ. وأظهرت مقاطع فيديو نشرها رواد صفحات التواصل الاجتماعي نساء يزغردن فرحا بدخول الجيش إلى منطقتهن.

وأكدت تلك المشاهد الرفض الشعبي لسيطرة المتطرفين على المدينة، ما ينفي وجود حاضنة شعبية لهم.

وبدد دخول الجيش إلى أحياء المدينة الإشاعات التي يروجها تيار الإسلام السياسي، حيث ما انفك يحذر سكان المدينة من ممارسات التشفي التي ستقوم بها قوات الجيش ضدهم.

ويصور الإسلاميون المعركة في درنة على أنها معركة بين “البدو” -أي القبائل العربية- والحضر، وليست معركة ضد الإرهاب، مستغلين في ذلك الخلافات التاريخية بين المدن والقبائل.

وشكل التقدم السريع للجيش مفاجأة لليبيين الذين توقع عدد كبير منهم أن تطول المعركة تماما كما حدث في بنغازي التي استمرت فيها المعارك أكثر من ثلاث سنوات.

ويقول مراقبون إن الحصار الذي فرضه الجيش على المدينة ساهم بشكل كبير في إضعاف المجموعات الإرهابية وقطع الإمدادات عليها. وحظيت المجموعات المتطرفة في بنغازي بدعم كبير كان يأتيها عبر البحر من مدينة مصراتة، ما ساهم في إطالة أمد المعركة.

كما لا يستبعد هؤلاء المراقبون أن تكون قوات الجيش مدعومة جويا من قبل بعض الدول على غرار فرنسا أو الولايات المتحدة. ويدعم هؤلاء توقعاتهم بدقة الضربات التي تتلقاها الجماعات الإرهابية حيث لم تسجل أي خسائر في صفوف المدنيين، مشددين على أن طيران الجيش المتهالك لا يقدر على تسديد ضربات بهذا المستوى من الدقة.

وتكرس هذه التوقعات الدعم الدولي للمعركة التي يرفضها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وتيار الإسلام السياسي الذي يشكل جزءا من الحكومة.

العرب