يلفت كاتب في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية الانتباه إلى ما يراه ظاهرة في الولايات المتحدة وهي حب الأميركيين لعجز الميزانية.
يقول الكاتب إن انهيار النهج المالي المحافظ في الولايات المتحدة أصبح أمرا طبيعيا لا يثير القلق. فعلى سبيل المثال، وأمام التخفيضات الضريبية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب والتي تزيد عجز الميزانية، لم يقف الديمقراطيون منددين بتكلفة تلك التخفيضات بقدر ما ينددون بما يعتبرونه توزيعا غير عادل للتخفيضات على فئات المجتمع.
ومن الطبيعي أن نلقي باللائمة في ذلك التساهل المالي على دوائر السياسة العليا. لكن ذلك قد يصرف الأنظار عن مكمن المشكلة وهو الجمهور الأميركي كما يرى الكاتب.
فالأميركيون لم يعودوا يبالون بالعجز المالي، أو على أفضل تقدير لم يعودوا يبالون بالقدر الكافي. فقد تراجع اهتمامهم بالعجز منذ أواسط التسعينيات وفقا لمركز “بيو” للأبحاث.
خلال تلك الفترة لم يكافئ الشعب الأميركي السياسيين أصحاب السياسات المالية الرشيدة، ولم يعاقب أصحاب السياسات المالية المتساهلة.
بل كانت الجائزة لسياسات الرئيس بيل كلينتون المالية المنضبطة هي انتخاب الرئيس جورج بوش الابن الذي راح يخفض الضرائب ويزيد الدعم للأدوية.
ويأتي عجز الميزانية الآن في المركز الـ 14 على قائمة أولويات الناخبين. أما البنود الـ 13 الأولى على القائمة فهي أمور يفضي أغلبها -في حال عدم زيادة الضرائب– إلى مزيد من الاقتراض الحكومي.
والمشكلة في رأي الكاتب ليست في حجم العجز المالي في الوقت الراهن، بل في الشعور الوطني باللامبالاة بذلك العجز.
فهناك ما يشبه التوافق الشعبي الذي بدأ يستقر في وجدان الأميركيين على أن بلادهم يمكنها الازدهار رغم وضعها المالي الشديد الخطورة.
المصدر : فايننشال تايمز