صرخات السعوديين ترتفع: “لن نسدد الكهرباء”

صرخات السعوديين ترتفع: “لن نسدد الكهرباء”

 

 

يبدو أن صيف السعودية هذا العام سيضيف أبعادا جديدة إلى سخونته المعتادة، وسيتصبب عرق السعوديين أكثر وهم يتسلمون فواتير ترفع سقف الأسعار إلى سماء جديدة لم يكونوا يتوقعونها.
لهيب الصيف السعودي يأتي هذه المرة عبر بوابات الزيادة في أسعار السلع والخدمات الأساسية والضرائب التي تم فرضها منذ العام الماضي وتواصلت بوتيرة أقوى العام الجاري، وجاءت الارتفاعات غير المسبوقة في أسعار الكهرباء لتكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.

ورغم أن الزيادات الجديدة دخلت جزئيا حيز التنفيذ مطلع العام الحالي 2018، فقد تصاعد غضب السعوديين بعد ظهور فواتير يونيو/حزيران المنصرم، والتي تضمنت الأسعار الجديدة المعتمدة من شركة الكهرباء، وهي الأسعار التي زادت بعض فئاتها بنسبة تفوق على 250%، وفقا لمصادر صحفية.

ومنذ صدور فواتير الشهر المنصرم واصل السعوديون صب جام غضبهم على شركة الكهرباء عبر وسوم متعددة تصدّر بعضها قائمة التداول السعودي، ووصلت موجة الغضب الجديدة ذروتها مع وسم “#لن_نسدد_الكهرباء”، الذي توعد فيه الكثيرون بعدم تسديد الفواتير في ظل ما اعتبروه تعريفة ظالمة ومجحفة بحق ملايين الأسر السعودية.

قصص وشكوى
وتضمنت تدوينات المغردين على هذا الوسم استعراض ما وصفوه بأوجه الظلم والخلل في نظام التعريفات الجديدة، كما تضمنت أيضا شكاوى وقصصا ومقارنات ومفارقات تظهر ما وصفوه بالحيف والظلم في الأسعار الجديدة.

منت مقاطع الفيديو التي نشرها المغردون مقطعا يوثق صدور فواتير بمبالغ وصفها أحدهم بالخيالية لمنازل قيد الإنشاء ولم تربط بعد بشبكة الكهرباء.

وقارن البعض بين فاتورته في الشهر الأخير والذي قبله ليظهر حجم نسبة الزيادة في التعريفة الجديدة “#لن_نسدد_الكهرباء الشهر الماضي 800 ريال الشهر هذا 1490 ريالا كل الشهرين نفس الاستهلاك”.

وبنبرة لا تخلو من مرارة، كتب مغرد يدعى أبو عبد الرحمن أنه طلب من عائلته التخفيف من الاستهلاك، فكانت المفاجأة من ردة فعل أمه “قبل كم يوم أقول لأمي حرصي خواتي واخواني يطفون اللمبات ترى الفاتورة هذا الشهر 1300 ريال. وأمس دخلت البيت لقيتها جالسه بالصالة بدون مكيف على شان تنقص الفاتورة للشهر الجاري، ما أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل”.

وتمنى المغرد عبد الله الحربي أن يتدخل الموسرون لتخفيف الضرر عن الفقراء والمعسرين “#لن_نسدد_الكهرباء ياليت لو بشهري يوليو وأغسطس “شهور الحر” يصير فيه حمله من الميسورين ورجال الأعمال لتحمل فاتورة الكهرباء عن الفقراء بالتعاون مع الضمان الاجتماعي، وكذلك في الشتاء لشراء الكسوة”.

وقال آخر اسمه محمد العسيري إن فاتورة الكهرباء أصبحت تعادل إيجار البيت، وخلص إلى أن “هذا الموضوع لازم تدخل من الملك أو ولي عهده غير كذا والله يلسعونا لسع عليهم من الله ما يستحقون #لن_نسدد_الكهرباء”.

ولم تقتصر الشكاوى على عامة السعوديين فقط، بل وصلت إلى الدوائر العليا حيث اشتكى الأمير سعود محمد العبد الله الفيصل الجمعة، في تغريدة له على تويتر: “فيلا 400 متر لا يسكنها أحد من بداية رمضان كيف وبأي منطق تكون فاتورتها 21 ألف؟”

عملاء قطر وتمويل ترامب
وفي المقابل، اختار مغردون آخرون كيل الاتهامات للذين انتقدوا ارتفاع أسعار الفواتير وهددوا بعدم تسديدها، ووصفوهم بالخونة وبعملاء قطر، وذكروهم بالنعم التي يتقلبون فيها ببلاد الحرمين.

وتعليقا على ذلك، قال المغرد المزيني “اللي حاصل باختصار تتذمر من ارتفاع الكهرباء (عميل لقطر) تسدد وتصير حبيب (مواطن صالح) والمستفيد شركة الكهرباء.

بينما تهكم مغرد آخر على المعترضين على ارتفاعات الكهرباء، متسائلا في سخرية إذا لم نسدد فواتير الكهرباء من سيدفع لترامب، ومن يدفع فواتير حرب اليمن؟

تراجع محتمل
ويظهر أن التذمر الواسع في أوساط السعوديين وتهديدهم بعدم تسديد فواتير الكهرباء قد تردد صداه لدى الجهات العليا، فقد أفادت صحيفة عكاظ بأن لجنة الطاقة والاقتصاد ستعرض مقترحا غدا على مجلس الشورى بالرفع للمقام السامي لتخفيض أسعار الكهرباء في ضوء الزيادات الكبيرة المسجلة في فواتير هذا الشهر.

وكانت شركة الكهرباء قالت في بيان لها إن ارتفاع فواتير الكهرباء خلال الشهر الجاري، يعود في المقام الأول إلى تصحيح أسعار التعريفة الكهربائية هذا العام حسب شرائح الاستهلاك في القطاع السكني، إضافة إلى تغيير أنماط الاستهلاك في فصل الصيف من خلال الارتفاع الكبير في استخدام أجهزة التكييف، حيث إن 70% من قيمة استهلاك الفاتورة يعود في الغالب إلى استخدام أجهزة التكييف.

ارتفاع فواتير الكهرباء في حر الصيف السعودي ليس إلا بوابة لسلسلة أخرى تستهدف إنقاذ الخزينة السعودية بجيوب السعوديين، خاصة أن تلك الخزينة باتت مزودا أساسيا لخزائن ترامب، ولهيب الحرب في اليمن.

وبين حر الصيف ونار الحرب في السعودية ولهيب الأزمة السياسية والأمنية في اليمن، سيعيش المواطن السعودي صيفا قائظا تتزايد حدته كلما اقترب من تطبيق رؤية 2030.

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي,الصحافة السعودية