حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن القدرة الإنتاجية الاحتياطية في صناعة النفط العالمية ربما تكون قد استنفدت بالكامل بسبب قيام الدول المنتجة الكبرى بزيادة الإنتاج ولا سيما السعودية.
وقالت الوكالة في تقريرها الشهري اليوم الخميس إنه “رغم أن زيادة الإنتاج من دول الخليج وروسيا هي أمر مرحب به، فإنها تأتي على حساب هامش القدرة الاحتياطية العالمية، التي ربما تكون قد استخدمت عن آخرها”.
وأوضحت الوكالة أن هذا الوضع يعزز أسعار النفط وسيظل معززا لها على الأرجح، وأضافت أنها لا ترى مؤشرا على زيادة الإنتاج في مكان آخر يهدئ المخاوف من شح النفط في الأسواق. وبلغت أسعار النفط العالمية حوالي ثمانين دولارا للبرميل في الأسابيع الأخيرة.
وقررت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وروسيا في اجتماعات عقدت في يونيو/حزيران الماضي زيادة إنتاج النفط لتعويض ما فقدته الأسواق بسبب مشكلات الإنتاج في فنزويلا وليبيا وكندا وبحر الشمال.
وبعد أيام من ذلك القرار، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيلا من الانتقادات للمنظمة واتهمها بأنها لا تقدم ما يكفي لإمداد السوق وتخفيض الأسعار. وقال ترامب إنه تحدث هاتفيا مع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وطلب منه زيادة إنتاج النفط السعودي، وأضاف أن الملك وافق على طلبه.
العقوبات الأميركية
وتخشى أسواق النفط من تأثير العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على طهران، والتي ستدخل حيز التنفيذ في 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وترى وكالة الطاقة الدولية أن صادرات النفط الإيراني قد تنخفض أكثر بكثير عن مستوى 1.2 مليون برميل يوميا الذي سجلته إيران تحت وطأة الجولة السابقة من العقوبات. وتصدر إيران في الوقت الراهن نحو 2.5 مليون برميل يوميا، يذهب معظمها إلى آسيا.
وقالت الوكالة إن القدرة الإنتاجية الاحتياطية في منطقة الشرق الأوسط بلغت في يوليو/تموز الجاري نحو 1.6 مليون برميل يوميا، أي ما يعادل 2% من إنتاج النفط العالمي.
وترى الوكالة أن السعودية قد تضطر لزيادة الإنتاج مجددا لتعويض ما تفقده الأسواق من النفط الإيراني، مما قد يخفض القدرة الاحتياطية للمملكة إلى مستوى غير مسبوق أدنى من مليون برميل يوميا. والمقصود بالقدرة الإنتاجية الاحتياطية هي الإمكانات التي تسمح بإنتاج كميات جديدة من النفط في فترة قصيرة نسبيا.
المصدر : رويترز