وتحل قمة هلسنكي في وقت ما زالت فيه الكثير من العقوبات الأميركية والغربية مفروضة على روسيا بسبب ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية قبل نحو ثلاث سنوات، عبر استخدام القوة المسلحة. ليس هذا فحسب، فهناك التحقيقات الجارية في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، والتي أكدت لجان الكونغرس المختصة، إضافة لتقديرات أجهزة الاستخبارات الأميركية، ضلوع موسكو المباشر في التدخل لترجيح كفة دونالد ترامب. وجاء فرض بريطانيا ودول أوروبا الغربية، إضافة للولايات المتحدة، لعقوبات إضافية إثر تسميم موسكو لعميل مزدوج سابق وابنته بغاز للأعصاب، ليزيد من توتر العلاقات بين الدولتين. هذا بالإضافة إلى موقف روسيا وبوتين الداعم لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، والذي سمح تدخل موسكو، إلى جانب طهران، في إنقاذ النظام السوري من السقوط المحتم، بل ودعمه لدرجة تثبيت أركان حكمه على أغلب الأراضي السورية من جديد.
وترى الباحثة المتخصصة في العلاقات الروسية الأميركية في معهد بروكينغز بواشنطن، إليانا بولياكوفا، أن الكرملين دفع وضغط من أجل عقد هذه القمة لشهور طويلة، خصوصاً أن روسيا ستستفيد على عدة جهات، منها:
1 ــ فرصة لبوتين أن يظهر بصورة ندية يتساوى فيها مع الرئيس الأميركي لبحث أهم قضايا العالم. كما أن روسيا تتوقع كلمات دافئة من ترامب لنظيره الروسي أفضل من تلك الكلمات التي يصف بها حلفاءه في حلف شمال الأطلسي.
2 ــ رأي الروس أنه يمكن الخروج بمكاسب كبيرة من لقاء ترامب، على نسق ما جرى في قمة سنغافورة، التي جمعت ترامب بزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، والتي قدم فيها ترامب تنازلات مجانية، مثل وقف المناورات العسكرية مع كوريا الجنوبية. ولدى الروس الكثير مما يمكن الحصول عليه، وليس واضحاً ما يمكن أن يحصل ترامب عليه.
3 ــ تملك روسيا بعض الأوراق التي يمكن من خلالها الضغط على إيران، سواء في ما يتعلق بالأزمة السورية أو ملف الاتفاق النووي. ويمكن لترامب سحب القوات الأميركية من سورية كما وعد وكرر هذه الرغبة عدة مرات. ويرتبط ذلك بتقارير تشير إلى ضغوط من دول شرق أوسطية حليفة، كإسرائيل والسعودية والإمارات. كما أنه يمكن التضحية بأوكرانيا على حساب أهداف في سورية.
4 ــ يشارك ترامب بوتين بعض العداء تجاه حلف شمال الأطلسي. وقد يقدم تنازلات فيما يتعلق بإحدى النقاط التالية:
* سياسة الباب المفتوح، والتي يسمح بمقتضاها القبول بأعضاء جدد من الدول المجاورة لروسيا، والتي كانت تجمعها علاقات تحالف عسكري في الماضي تحت راية حلف وارسو.
* سحب أو خفض القوات الأميركية في غرب أوروبا، وفي دول البلطيق.
* وقف الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا، والاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
* إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا.
رأي السفير الروسي بواشنطن
وأكد السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، في مقابلة مع شبكة “روسيا اليوم” التلفزيونية عن قمة هلسنكي، أن “من شأن الاجتماع بين الرئيسين أن يدعم العلاقات الثنائية بين الدولتين، ويساهم في مواجهة التهديدات العالمية”. إلا أن أنتونوف عبر عن شكوك في حل كل المشكلات العالقة بين الدولتين، بقوله “من المستحيل إزاحة كل العقبات من طريق التعاون المشترك بيننا، إلا أنه يمكن تحقيق بعض التقدم في عدد من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية”. وعبر عما عبر عنه الإعلام الروسي في تناوله لقمة هلسنكي، بالقول “إذا عاملت واشنطن موسكو بالاحترام الواجب، والندية الكاملة، تستطيع الدولتان إيجاد حل لكل القضايا المعلقة”.
من ناحية أخرى، يعتقد دبلوماسي أميركي سابق تحدث، لـ”العربي الجديد” حول قمة هلسنكي، أن تحقيق تقدم في أي من هذه القضايا يصبح محل شك كبير، باستثناء الأزمة السورية، والتي يمكن أن يتوصل الطرفان حولها إلى تفاهمات وتقدم من نوع ما. وأدى المناخ السياسي الاستقطابي الحاد في واشنطن، وازدياد حجم الابتعاد بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إلى صعوبة تحديد أولويات واضحة لواشنطن تجاه الكثير من القضايا. لذا لجأ حلفاء واشنطن التقليديون، من المصريين والأتراك والسعوديين والإماراتيين، وحتى الإسرائيليين، إلى موسكو وبوتين. وأصبحت قضايا تلك الدول تثير الخلاف والشقاق داخل واشنطن، في الوقت الذي يزداد فيه اعتماد دول عربية حليفة لواشنطن على تنسيق كبير مع موسكو، فيما يتعلق بقضايا تسعير أسعار مصادر الطاقة من غاز ونفط، إضافة لتعهدات بمشتريات ضخمة من السلاح الروسي.
صفقة القرن الحقيقية في سورية
ورأى الدبلوماسي الأميركي، الذي خدم طويلاً في سفارات لبلاده في الشرق الاوسط، أنه “ليس هناك ما يمكن لواشنطن أن تخسره في الأزمة السورية. سورية مثلها مثل العراق وليبيا والجزائر، كلها دول لم تقع في دائرة النفوذ الأميركي لعقود طويلة، وكانت تحت النفوذ السوفييتي. أنظر إلى جيوشها ونظم التسليح، كلها من روسيا، نحن لم نمتلك سورية أبداً كي نخسرها ونسلمها للروس كما يدعي البعض”. وأضاف “لنا نفوذ كبير وعلاقات عسكرية راسخة مع دول الخليج والأردن ومصر والمغرب ولبنان، وما يقال عن نفوذنا في سورية فهو كلام حديث جرى فقط خلال السنوات القليلة الماضية منذ بدء الربيع العربي”.
ويعتقد الباحث بالمركز الأطلسي والمستشار السابق للرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، حول سورية، فريدريك هوف، أن بوتين يسعى لإتمام “صفقة القرن السورية” مع ترامب. وأضاف “قد يحاول بوتين إقناع ترامب بسحب القوات الأميركية من شمال سورية، وهي المناطق التي حررتها القوات الأميركية وحلفاؤها من الأكراد وغيرهم من سيطرة تنظيم داعش. وإذا حدث ذلك، وانتهى الاهتمام الأميركي بالشأن السوري، فإنه سيزيد من سيطرة الأسد، وحلفائه الإيرانيين، على بقية الأراضي السورية”. وربما يتحمس ترامب للطرح الروسي إذ يبرر النصر في مواجهة تنظيم “داعش”، الذي تدخل الجهود الأميركية للقضاء عليه عامها الرابع، وقد يرغب ترامب في إعلان انتصار حاسم يعلن على أثره عدم وجود حاجة لبقائه في سورية عسكرياً.
إلا أنه يبدو أن هناك ارتباكاً أميركياً حول الهدف من التواجد في سورية، إذ يجري تنازع بين هدف مواجهة النفوذ الإيراني من ناحية، وهدف القضاء على “داعش”. ورأت دراسة، صدرت عن مركز أبحاث الكونغرس نهاية مايو/أيار الماضي، حول العلاقات الأميركية الإيرانية، أن “أحد أهم أهداف واشنطن في سورية هو تحجيم النفوذ الإيراني هناك”. وتشير الدراسة إلى أن “خطاب وزير الخارجية السابق، ريكس تيلرسون، حول استراتيجية واشنطن تجاه سورية، في 17 يناير/كانون الثاني الماضي، أكد على ضرورة بقاء ألفي جندي أميركي داخل الأراضي السورية لفترة غير محددة من أجل مواجهة النفوذ الإيراني داخل سورية، وكبح جماح رغبة طهران في إقامة هلال شيعي يمتد من إيران لشواطئ البحر المتوسط”. وعلى الرغم من ذلك، طالب ترامب بسرعة سحب القوات المسلحة من سورية. ولم تتغير أهداف واشنطن، طبقاً للدراسة السابقة، فيما يتعلق “بتفاهمات واشنطن مع موسكو تجاه خفض التوتر في مناطق الجنوب الغربي السوري، التي تبتعد بمقتضاها المليشيات الحليفة لإيران، مثل حزب الله، عن الحدود الإسرائيلية”. وخلال شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب في مارس/آذار الماضي، أشار رئيس الأركان الأميركي، الجنرال جوزيف فوتيل، إلى أن “مهام القوات الباقية داخل سورية تتعلق بالأساس بمنع إحياء تنظيم داعش وليس مواجهة إيران”. ويدعم ذلك ما ذكره ترامب نفسه من رغبة في انسحاب كافة القوات الأميركية من سورية حالما تسمح الظروف. إلا أن ذلك يتنافى مع ما أعلنه وزير الخارجية، مايك بومبيو، في خطاب ألقاه في مؤسسة هيريتيج في واشنطن في 21 مايو/أيار الماضي، وأكد فيه على ضرورة “سحب إيران كل القوات التي تخضع لقادة عسكريين إيرانيين من كافة أنحاء سورية”.
معضلة العلاقات الروسية الإيرانية لترامب
“تضع إيران وزناً كبيراً لعلاقاتها مع روسيا. وبالنسبة لطهران تعد روسيا لاعباً مهماً في مجلس الأمن من خلال تمتعها بحق الفيتو، وكانت روسيا أحد الموقعين على الاتفاق النووي مع طهران قبل ثلاثة أعوام، وما زالت ملتزمة بتنفيذ بنوده. ويضيف دعم روسيا وإيران لنظام بشار الأسد في سورية زخماً إضافياً لعلاقتهما التي تراها روسيا مهمة لها لعدة أسباب، منها مواجهتهما المشتركة لقوى الإرهاب السني” كما ترى دراسة خدمة أبحاث الكونغرس. وتدعم الدراسة ما يُذكر عن “انزعاج الدوائر الرسمية الأميركية من علاقات طهران وموسكو الاقتصادية وتلك المرتبطة بسياسات الطاقة، إلا أن التعاون العسكري بينهما، والعمل معاً لدعم نظام بشار الأسد في سورية، هو أكثر ما يقلق الدوائر الأميركية”.
وعلى الرغم من اقتناع قادة الكونغرس بضرورة عدم التورط في نزاعات مسلحة في الشرق الأوسط تتطلب وجوداً أميركياً عسكرياً على الأرض، وهي الورطة التي لم تنته معها حربان لواشنطن في أفغانستان والعراق، جاء التدخل الروسي ليغير من فكر بعض هذه القيادات. وفي الوقت الذي يدرك فيه البنتاغون، كمؤسسة عسكرية، دوافع تدخل روسيا لحماية أحد حلفائها الدوليين مع تزايد عزلتها الدولية عقب الأزمة الأوكرانية، والتي نتج عنهاعقوبات غربية قاسية ومكلفة أثرت سلباً على الداخل الروسي، وأضرت باقتصادها، فإن روسيا أصبحت بعد التدخل في سورية لاعباً محورياً في أزمة اعتقدت واشنطن أن موسكو بعيدة عنها. ويدرك البنتاغون أيضاً خسارة روسيا لأسواق سلاح تقليدية مهمة، مثل العراق وليبيا، وأن الحفاظ على سوق مهمة للسلاح، مثل سورية، أصبح مصلحة مهمة لشركات السلاح الروسية. وتهدف روسيا أيضاً إلى تعميق التعاون العسكري مع إيران، والتي بدأت في تحديث ترسانتها من الأسلحة التقليدية المتقادمة عقب توقيع الاتفاق النووي. وبالفعل عقدت صفقات كبرى مع بدء تلقي طهران ودائعها المحتجزة بالغرب، والتي تتجاوز مائة مليار دولار. وتمثل الهجمات الجوية الروسية فرصة لموسكو لاستعراض أحدث ما تنتجه مصانعها العسكرية في أرض معركة حقيقية.
وعلى الرغم مما يمثله التدخل العسكري الروسي من تحدٍ كبير للبنتاغون، يدرك خبراء الدفاع الأميركيون أن الحرب على وتيرتها الحالية تعد أقل الخيارات سوءاً من بين بدائل مختلفة. وفي الوقت ذاته، فقد أدخلت التطورات الأخيرة، البنتاغون في ورطة كبيرة تمثلت بضرورة التنسيق العسكري مع الجانب الروسي حتى لا تقع حوادث غير مقصودة ومكلفة. ومع سيطرة نظام الأسد على الجنوب الغربي، الذي يشمل مدينة درعا، مهد الثورة السورية، سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للسفر إلى موسكو، الخميس الماضي، حيث اجتمع مع بوتين للبحث في تفاصيل ضرورة بقاء المليشيات التابعة لإيران على بعد عشرات الكيلومترات بعيداً عن “الحدود” السورية الإسرائيلية، فيما وصل في اليوم ذاته الموفد الإيراني علي أكبر ولايتي. ويخشى البعض في واشنطن من مغبة إقدام ترامب على الاعتراف بضم بوتين لشبه جزيرة القرم، مقابل الحصول على وعود بكبح روسيا للوجود الإيراني داخل سورية، وإبعاده عن “الحدود” الإسرائيلية.
شبح التدخل الروسي في الانتخابات
وقبل القمة بيومين، وجه المحقق الخاص بالتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، روبرت مولر، اتهامات إلى 12 ضابطاً روسياً بقرصنة أجهزة الكومبيوتر الخاصة بالحزب الديمقراطي الأميركي، وحملة المرشحة السابقة هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني 2016. وجاء الإعلان عن هذه التهم على لسان نائب وزير العدل، رون روزنشتاين، الذي أكد أن الاستخبارات الروسية اخترقت الانتخابات وسرقت معلومات نصف مليون ناخب أميركي. وأكد روزنشتاين أن ترامب اطلع على نتائج التحقيقات، وعلى الاتهامات الأخيرة. ودانت لجنة تحقيق في مجلس الشيوخ، ونظيرتها في مجلس النواب، روسيا، وإن لم تثبتا وجود تواطؤ مباشر لترامب في هذا التدخل، فيما تتواصل تحقيقات مولر. وأعلن ترامب، في مؤتمر صحافي في بريطانيا أول من أمس، أنه سيناقش مع نظيره الروسي، أثناء قمتهما المزمعة في هلسنكي، الأوضاع في سورية وأوكرانيا و”التدخل الروسي” في الانتخابات الأميركية. وأضاف أن بوتين من الممكن أن يرفض “موضوع التدخل الروسي” في الانتخابات الأميركية، مشيراً إلى أنه ينوي طرح هذا السؤال بغض النظر عن ذلك، ويدعو موسكو “ألا تكرر ذلك من جديد”.
مخاطر شخصنة العلاقات الأميركية الروسية
وكتب الخبير في الشؤون الدولية في معهد ويلسون، آرون ديفيد ميلر، وهو دبلوماسي سابق، في تغريده يوم السبت، أن “ترامب يحب بوتين لأسباب أربعة، هي أنه بطبعه يحب القادة المستبدين، وكذلك يعتقد أنه يمكن أن يعقد صفقة مع بوتين، كما ينظر لمستقبل أعماله واستثماراته بروسيا بعد انتهاء حكمه، ورابعاً أن بوتين لديه ما يهدد به ترامب”. ويعتقد ميلر أن الاجتماع بخصوص ترامب أولاً وليس أميركا أولاً، فهو يحب التركيز عليه شخصياً كما حدث في قمة سنغافورة الشهر الماضي، وخرج من دون أي تنازلات من كوريا الشمالية. وعن توقعاته من القمة، تمنى الخبير الأميركي فقط ألا تكون هناك خسائر. وكان ترامب قال، في بريطانيا، إنه يعتبر نظيره الروسي منافساً لا عدواً، موضحاً أن بوتين يمكن أن يصبح صديقاً له فيما بعد. وأضاف “أنه منافس لي. كان لطيفاً معي أثناء لقائنا، وأنا كنت كذلك. وآمل بأن نصل إلى اتفاق. إنه يمثل المصالح الروسية وأنا أمثل مصالح بلادي، وهذه هي المنافسة، وليست مسألة صداقة أو عداء”.
تفاصيل لوجستية عن اللقاء
ويعد لقاء هلسنكي الثالث بين الزعيمين، إذ سبق أن التقيا في قمة مجموعة الدول العشرين في ألمانيا قبل عام، وتلا ذلك لقاء في فيتنام أثناء حضورهما قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ولم يتم نشر تفاصيل كثيرة عن الجوانب اللوجستية للقاء، إلا أن “العربي الجديد” عرفت من مصادر مطلعة على هذه الترتيبات أن الجانب الأميركي رفض المقترح الروسي بأن يستغرق اللقاء سبع ساعات، وحُدد اللقاء بثلاث ساعات فقط. وستبدأ القمة بلقاء منفرد بين الرئيسين، على أن يتبعه اجتماع موسع بين الوفدين الروسي والأميركي. وسيتواجد إضافة إلى ترامب وزير الخارجية، مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، وسفير واشنطن في موسكو، جون هانتسمان. أما فيونا هيل، كبيرة مستشاري ترامب في الشؤون الروسية، فلن تشارك في الاجتماع على الرغم من وجودها في هلسنكي منذ عدة أيام للإعداد للقمة. واعتبرت كاتبة في مجلة “نيويوركر” أن قمة هلسنكي تشبه “مباراة ملاكمة بين ملاكم هاوٍ يواجه محمد علي كلاي”، وبالطبع نعرف من هو اللاعب الهاوي في قمة هلسنكي.
محمود المنشاوي
العربي الجديد