روسيا تتحرك لإعادة رسم علاقتها مع إيران بعد قمة ترامب بوتين

روسيا تتحرك لإعادة رسم علاقتها مع إيران بعد قمة ترامب بوتين

موسكو – تحمل الزيارة التي يقوم بها مبعوث الرئيس الروسي لسوريا، ألكسندر لافرينتيف، إلى العاصمة الإيرانية طهران، الخميس، مؤشرا على أن روسيا بدأت بتطبيق ما يخصها من الاتفاق الذي حصل بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، بهلسنكي في ما يخص وجود القوات الإيرانية في سوريا.

وشارك لافرينتيف ضمن طاقم التفاوض الروسي خلال قمة هلسنكي، ما يجعل زيارته إلى طهران مرتبطة بما جرى الاتفاق عليه بشأن إيران، وهو ما يعطي، وفق مراقبين، مصداقية للتصريحات الأميركية بشأن التوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن الضغط على إيران والميليشيات الحليفة للانسحاب من سوريا.

ويرى المراقبون أن روسيا تستغل الضغوط الأميركية والإسرائيلية لإعادة التموضع في علاقتها مع إيران التي لن تجد ما يكفي من الحجج لإقناع الرئيس الروسي بأن بقاءها مهم، خاصة أن ما يرشح من تسريبات عن الاتفاق الروسي الأميركي يتضمن دعم سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد على كل الأراضي بما في ذلك على الحدود مع إسرائيل، وفي الشمال حيث تتمركز القوات الأميركية أو التركية وحلفاؤهما.

والحديث عن وجود اتفاق أميركي روسي مرتبط بالوجود الإيراني في سوريا تسرب إلى وسائل الإعلام الإيرانية كأمر واقع، فقد تحدثت عنه وكالة إرنا الإيرانية دون أن تذكر المزيد من الإيضاحات.

وظلت إيران تشعر بقلق بالغ بسبب الغموض في الموقف الروسي بشأن ما يجري من تفاهمات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي زار روسيا مرارا في فترات قريبة، لكن قمة هلسنكي حولت الشكوك إلى حقائق، وإن اكتفى المسؤولون الإيرانيون إلى حد الآن بالصمت وعدم التعليق على ما يدور من تسريبات بشأن مصيرهم في سوريا.

وفيما يقلل مراقبون من فرضية ضغط روسيا على إيران لدفعها إلى الانسحاب الكامل من سوريا، إلا أنهم لا يستبعدون أن تدفع المصالح الروسية الرئيس بوتين إلى إقناع الإيرانيين بضرورة الانسحاب بعيدا عن الحدود مع إسرائيل.

وبالتأكيد سيبحث الروس عن مخرج يحفظ ماء الوجه لتبرير انكفاء حلفائهم الإيرانيين مثل إعلان الرئيس السوري أنه استعاد السيطرة على كامل البلاد، موجها الشكر لمن ساعدوه في ذلك، طالبا منهم الانسحاب، وهي فرضية ألمح إليها، الجمعة، علي أكبر ولايتي كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، حين أكد أن بلاده ستسحب “مستشاريها العسكريين” من سوريا والعراق على الفور إذا كانت تلك هي رغبة حكومتي البلدين.

وأكد حسين جابري الأنصاري المبعوث الخاص للرئيس الإيراني حسن روحاني، الاثنين، “وجود مستشارين إيرانيين يعملون في الجنوب السوري بناء على طلب رسمي من نظام بشار الأسد لمؤازرته في مواجهة الإرهاب”.

وسبق أن طلبت كل من إسرائيل والولايات المتحدة، من روسيا إخراج القوات الإيرانية من سوريا، أو على الأقل تقليص تواجدها على الحدود مع منطقة الجولان السورية المحتلة من قبل إسرائيل.

وقبل أيام، صرح بنيامين نتنياهو بأنه لا توجد مشكلة بين إسرائيل ونظام الأسد، مشددا على ضرورة إخراج القوات الإيرانية من سوريا. وقال “ليست لدينا مشكلة مع نظام الأسد فعلى مدى 40 عاما لم يتم إطلاق رصاصة واحدة من مرتفعات الجولان”.

وكانت إسرائيل قد نفّذت العديد من الهجمات على أهداف قالت إنها إيرانية داخل سوريا، خلال الأشهر الماضية.

العرب