سخر الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الإيراني، من تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الإيراني حسن روحاني، داعياً إياه إلى توجيه التهديدات إليه. وأدرج نفسه وقواته ضمن «عشاق الشهادة»، منبهاً إلى أن أي حرب في المنطقة ستعني «تدمير كل إمكانات» الولايات المتحدة، ومحذراً من أن «البحر الأحمر لم يعد آمناً للقوات الأميركية».
وكان روحاني حذّر ترامب من أنه «سيندم» على «عبثه بذيل الأسد»، معتبراً أن نزاعاً عسكرياً بين واشنطن وطهران سيكون «أمّ كل الحروب». ونبّه الرئيس الأميركي نظيره الإيراني إلى أن لـ «تهديداته» عواقب «لم يختبرها سوى قلّة عبر التاريخ»، ثم أعلن استعداده لـ «التوصل إلى اتفاق جدي» مع طهران.
واعتبر سليماني أن تصريحات ترامب تعكس «أدبيات نوادي القمار والملاهي الليلية»، وخاطبه قائلاً: «ليس لديك أي ماضٍ، وبما أن فكرك منشغل بملفات أخرى، لم يخطر على بالك حتى أن تسأل آخرين. على الأقل أسأل أجهزة الأمن والاستخبارات (الأميركية)، إذ لا أحد قبلك استطاع أن يفعل شيئاً ضد إيران». واستدرك: «نشر ترامب تغريدات سخيفة، وليس من شأن الرئيس روحاني أن يردّ عليه. بوصفي جندياً، من واجبي الردّ على تهديداته. إن كان (ترامب) يريد استخدام لغة التهديد، عليه أن يتحدث إليّ، لا إلى الرئيس».
وزاد مخاطباً ترامب: «لا ضرورة لأن تدخل القوات المسلحة الإيرانية الساحة، أنا وقوات فيلق القدس نتصدّى لكم ولا ننام ليلة لا نفكّر فيها بالقضاء عليكم. إعلم يا سيد ترامب المقامر، أننا قريبون منك في مكان لا تتصوّره أبداً. تعال نحن في انتظارك. نحن شعب الشهادة ورجال الوغى. أنا ندّكم وقوات قدسي أنداد لكم. مثل هذه الحرب تعني تدمير كل إمكاناتكم. ربما تبدأون انتم الحرب، لكننا سنرسم نهايتها. تعرفون قوتنا في المنطقة وإمكاناتنا في الحرب غير المتكافئة. عليك ألا تهين شعبنا ورئيسنا، وتسأل من سبقوك وتستفيد من تجاربهم». وسأله: «أتهددنا، نحن عشاق الشهادة والقضاء على الاستكبار؟ أنا عطِش لأن أريق دمائي في هذا المجال. نحن عطشى، أتهددنا»؟
واعتبر سليماني أن «أمیركا جاءت بـ 110 آلاف جندي وآلاف من الدبابات وناقلات الجند والإمكانات العسكرية ومئات من المقاتلات والمروحيات المتطورة، للحرب ضد طالبان، التنظيم قليل الإمكانات في أفغانستان، وحوّلت حفلات عرس مآتم ودمّرت كثيراً من القرى والمدن، لكنها لم تستطع أن تفعل شيئاً وفشلت».
وزاد مخاطباً ترامب: «إسأل قائد قواتكم آنذاك، مَن وجّه إليّ (رسالة) قائلاً: هل تعطونا مهلة، وتستخدمون نفوذكم لئلا يتعرّض جنودنا لهجمات المجاهدين العراقيين خلال أشهر، حتى نخرج من هذا البلد؟ هل نسيتم أنكم كنتم تؤمّنون حفاضات البالغين لجنودكم داخل الدبابات؟ والآن تهددون البلد الكبير إیران وتتوسّلون طالبان لقبول مفاوضات سلام»؟. واعتبر أن «البحر الأحمر لم يعد آمناً لوجود القوات الأميركية في المنطقة».
إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إيراني بارز قوله: «إنها حرب كلامية. لا يريد أي طرف مواجهة عسكرية، ولكن إذا هاجمت أميركا إيران سيكون ردنا مدمراً».
وتطرّق رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني إلى مساعي إنقاذ الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست عام 2015، قائلاً إن «حزمة اقتراحات» قدّمها الاتحاد الأوروبي، في ما يتعلّق بيع النفط الايراني وتنظيم العلاقات المصرفية، «منطقية في شكل عام». واستدرك أن «تفاصيل الاقتراحات يجب أن تتحوّل تعليمات تنفيذية».