بعد تشييع مدينة السويداء الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية الخميس جثامين العشرات من سكانها الذين سقطوا قتلى في اليوم السابق في هجمات منسقة نفذها تنظيم« الدولة » الذي اجتاح قرى وشن هجمات انتحارية عدة داخل المدينة يتنامى الغضب من هجمات تنظيم «الدولة» على المحافظة.
وقال بعض الأهالي إن الهجمات التي أودت بحياة زهاء 200 شخص أثارت صدمة لدى الطائفة الدرزية المنتشرة في لبنان وسوريا وإسرائيل. والهجمات هي الأسوأ ضد الأغلبية الدرزية في المدينة الواقعة جنوب غرب سوريا والتي تفادت العنف خلال الصراع المستمر منذ أكثر من سبع سنوات. وخرجت نعوش الضحايا الملفوفة بالأعلام السورية والدرزية من المستشفى الرئيسي بالمدينة في الوقت الذي تجمع فيه الآلاف لتشييع جثامين الضحايا في المدينة التي توقفت فيها الحركة حدادا على الضحايا. وبسبب الغضب مما اعتبر اخفاقا للسلطات السورية في درء الهجمات التي وقعت عند الفجر منع السكان محافظ المدينة عامر العشي وممثلين عن الحكومة من حضور الجنازة. وأنحى كثير من السكان باللوم على السلطات في الإهمال في حين تساءل آخرون عن كيفية نزول عشرات المتشددين من المناطق التي أعلنت خالية من المتشددين واقتحام سبع قرى شمال شرقي مدينة السويداء وإثارة الفوضى في المدينة. وقال ساكن يدعى علاء مقلد جرى الاتصال به هاتفيا «تم طرد المحافظ بعد أن أنحى الناس باللوم على السلطات في التقاعس عن اتخاذ إجراء». ووقع الهجوم في الوقت الذي كانت تخوض فيه القوات الحكومية مدعومة بضربات جوية روسية مكثفة معارك مع المتشددين في جيب يقع إلى الغرب قرب حدود الجولان والحدود مع الأردن. وقال اثنان من السكان إن الغضب تأجج بسبب ما اعتبر غياباً لأي دور كبير للجيش عندما هرع شباب الدروز لحماية المدنيين في القرى المحاصرة وتصدوا للمتشددين. وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن الجيش تدخل وقاتل المتشددين كما شن ضربات جوية على من لاذوا بالفرار من المتشددين. وتسبب رفض الكثير من زعماء وكبار رجال الدين الدروز الموافقة على الانضمام للقوات المسلحة في توترات منذ فترة طويلة مع السلطات السورية. وقال مسؤول درزي مطلع إن وفداً عسكرياً روسياً زار السويداء في الآونة الأخيرة وطلب من زعماء الدروز الموافقة على مشاركة ميليشيا محلية في هجوم تدعمه روسيا في جنوب غرب سوريا لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة. وأضاف المسؤول أن الطلب الروسي قوبل بالرفض.
والدروز في السويداء جيران لمحافظة درعا ذات الأغلبية السنية ويقاومون منذ فترة طويلة الانجرار إلى الصراع السوري حيث أن أغلب المسلحين المعارضين لحكم الأسد من السنة. ونفذ انتحاريون على متن دراجات نارية هجمات انتحارية في تكرار لبعض الهجمات الأكثر دموية للتنظيم خلال أوج قوته عندما سيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا . وفجر أحد الانتحاريين نفسه في سوق للخضروات لدى وصول الباعة لبيع منتجاتهم في حين قُتل آخرون قبل أن يتمكنوا من تفجير أنفسهم في مستشفى في هجمات أحدثت صدمة لدى الدروز.
القدس العربي