السياح السعوديون يتدفقون إلى تركيا بقوة رغم الخلافات السياسية وحملات المقاطعة والتخويف

السياح السعوديون يتدفقون إلى تركيا بقوة رغم الخلافات السياسية وحملات المقاطعة والتخويف

يتدفق السياح السعوديون إلى الأماكن والمدن السياحية في تركيا بنسب غير مسبوقة وذلك على الرغم من الخلافات السياسية الكبيرة بين البلدين وحملات الترهيب والتخويف والمقاطعة التي احتدمت في الأشهر الأخيرة وأسفرت عن نتائج عكسية على ما يبدو.
وإلى جانب الأرقام الرسمية حول أرقام السياح السعوديين الذين زاروا تركيا في السنوات الأخيرة، يمكن ملاحظة هذه الزيادة الكبيرة في أعداد السياح بالعين المجردة في شوارع إسطنبول السياحية ومراكزها التجارية إلى جانب المناطق السياحية الأخرى المفضلة للسعوديين في مدن بورصة وطرابزون وسابنجا وغيرها.
وفي الأشهر الأخيرة، وتزامناً مع احتدام الخلافات السياسية بين أنقرة والرياض، نظمت جهات سعودية مختلفة حملات واسعة لدعوة السياح السعوديين لعدم قضاء عطلتهم في تركيا معتبرين أن ذلك يعتبر بمثابة دعماً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعادي للسعودية ـ على حد وصفهم.
واعتمدت هذه الحملات على تشويه صورة تركيا والتحذير من وجود جرائم قتل واعتداءات على السياح إلى جانب غلاء الأسعار وكراهية السياح السعوديين ووجود سرقات وتفجيرات وغيرها من الوسائل التي وصلت حد الترهيب والتخويف.
لكن وبدلاً من أن تتراجع أرقام السياح السعوديين إلى تركيا، شهدت تصاعداً لافتاً في السنوات الأخيرة ما يؤكد فشل هذه الحملات في اقناع المواطنين السعوديين بعدم السفر إلى تركيا والذي يكون في أغلب الأحيان بهدف السياحة أو شراء العقارات.
وحسب البيانات التي حصلت عليها «القدس العربي» من الموقع الرسمي لوزارة الثقافة والسياحة التركية فقد وصل عدد السياح المقبلين من السعودية إلى تركيا عام 2017إلى أكثر من 650ألف سائح، بعد أن لم يتجاوز الـ530ألف في عام 2016، والـ450ألف في 2015، والـ341ألف في عام 2014، كما أن هذه الأرقام لم تكن تتجاوز الـ20ألف حتى عام 2008.
وعلى الرغم من أن الموسم السياحي الحالي في بدايته ولم تظهر أرقامه بعد، إلا أن إحصائيات الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي تشير إلى زيارة قرابة 200ألف سعودي إلى تركيا في هذه الفترة ليكونوا بذلك ثاني أكثر العرب زيارة لتركيا بعد العراقيين، وهو ما يعطي مؤشراً قوياً على أن أرقام السياح السعوديين إلى تركيا هذا العام ستكون أكبر بكثير من الأعوام الماضية، رغم كل العوامل السابقة.
وفي مول «استينيا مول» أحد أرقى وأغلى المراكز التجارية في حي «استينيا» الراقي بإسطنبول الأوروبية تكاد ترى قرابة نصف المتسوقين في المركز من السعوديين المميزين بلباسهم التقليدي، وتجد المئات منهم منهمكين بشراء الملابس والهدايا ويحملون أعداد كبيرة من أكياس المشتريات.
المشهد نفسه يتكرر في شارع الاستقلال المتفرع من ميدان تقسيم والذي يعتبر أبرز المناطق السياحية في إسطنبول، ومناطق سلطان احمد والسوق المصري، إلى جانب المقاهي والمطاعم الفارهة على مضيق البوسفور التي تعج في أوقات الغذاء والسهرات المسائية بالسياح السعوديين الذين باتوا يشكلون أكثرية في أغلب هذه الأماكن.
ولا يتوقف الأمر على إسطنبول فقط، حيث تعتبر الآن مناطق ساحل البحر الأسود لا سيما طرابزون وريزة من أكثر أماكن السياحة تفضيلاً للسعوديين الذين فتحت شركات الطيران التركية والسعودية لهم خطوط طيران مباشرة من المدن السعودية إلى هذه المناطق.
وإلى جانب السياحة، يتجه السعوديين إلى شراء العقارات بشكل أكبر من السابق في تركيا، وباتت الكثير من المجمعات السكانية في إسطنبول يقطنها أعداد كبيرة من السعوديين، بينما يكتفي آخرين بشراء الشقق للاستثمار أو تركها مغلقة لاستخدامها لأيام معدودة في العام فقط.
كما بات مئات السعوديين يمتلكون بيوتاً مستقلة وفيللاً راقية في مناطق ساحل البحر الأسود ومنطقة بحيرة سابنجا وبولو وغيرها من المناطق السياحية الجميلة، حيث يعتبر السعوديين حالياً ثاني أكثر الأجانب والعرب بشكل عام تملكاً للعقارات في تركيا.

إسماعيل جمال

القدس العربي